قصة بعنوان ‘المرأة وسيف المجتمع‘.. بقلم: الكاتبة اسماء الياس من البعنة
الذي فعلته بنفسك لا يفعله شخص يمتلك عقلاً مثل الذي تمتلكينه. كيف لك أن تفسرين لعائلتك ذلك الفعل الذي قمت به؟ تصرفك أضر بك أولاً وبعائلتك ثانيًا.
الكاتبة أسماء الياس - صورة شخصية
هل لك أن تفسري هذا التصرف الأحمق الذي قضى على مستقبلك، بأن تتزوجي وتنجبي أطفالاً، لأنه لا يمكن لفتاة سلمت نفسها لرجل سلبها اعز ما تملك، بأن تجد زوجًا يقبل بها.
عندما تسلم الفتاة نفسها لرجل، وهي ليست زوجته، وعندما تكون له جسدًا وروحًا، وبعد ذلك يتخلى عنها، ويتركها تواجه مصيرها، كأنها هي المذنبة الوحيدة بهذه الفعلة.
كيف ستكون نظرة المجتمع اليها، بعد أن تصبح قصتها علكة تمضغها الأفواه.
سيقولون عنها "فالته أهلها ما يعرفوا يربوها، سايبة ودايري على حل شعرها".
والناس يا عزيزتي يتهمون المرأة. لماذا؟ لأنها الحلقة الأضعف. أو هكذا يخيل للمجتمع بأن المرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، ودائما بحاجة لرجل حتى يكون سندًا لها.
لكن ذلك غير صحيح، لأن المرأة قوية وتستطيع أن تحمي نفسها. لكن المصيبة الكبرى عندما تقع المرأة في حبائل رجل خبيث يوهمها بأنه يحبها وبأنه سوف يصون عرضها. وهي من طيب قلبها تصدقه. والسبب تنقصها الخبرة في نفوس البشر. وبأنها لا تعلم بأن الذئب يتخفى بلباس الحمل.
والمجتمع دائمًا وأبدًا يضع الحق على المرأة. وكأنها هي الوحيدة المذنبة، والرجل يخرج منها بريء مثل براءة الذئب من دم يوسف. لأنه رجل والرجل يحق له ما لا يحق للمرأة.
وبعد ذلك تقل الفرص أن تجدي شخصًا يقبل يتزوجك وقد انكشفت على رجل آخر،
هذه قصة فتاة غدر فيها شخص ائتمنته على نفسها، بعد أن وعدها بالزواج. عندما سلمت له نفسها أصبح يتنكر لها ويخترع لها كل يوم عذر أقبح من ذنب، حتى يتنصل من فعلته ويتركها فريسة لمجتمع يذبحها بسكين أثلم،
فنحن نعيش في مجتمع شرف المرأة بين رجليها، لذلك يجب عليها ألا تفرط به، وإذا حصل وفرطت به ستكون منبوذة.
أما الرجل عندما يريد الزواج يبحث عن فتاة. "ما باس ثمها الا أمها".
دلال تلك الفتاة التي تمتلك من الجمال مما جعلها مطمع لكل الرجال، تعرفت على فايز من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ولأن خبرتها لم تتعدى سوى المدرسة والبيت ومحيط عائلتها. لذلك خبرتها بالحياة كانت قليلة. استطاع فايز أن يدخل قلبها وهو من لديه الخبرة بأن يجعل الفتيات تقع في شباكه. لم يتوانَ بأن يصور لها بأنه الفارس الذي جاء حتى يخطفها على حصانه الأبيض. صور لها بأنه الوحيد الذي يستحقها، وهي التي تمتلك روحًا شفافة وقلب لم يلمسه أحد ما زال بريئًا. أحبته ولم تعلم بانها وضعت نفسها بين فكي السبع الذي خطط لالتهامها دون شفقة.
وعدها بالأمن والأمان وبأنه سوف يكون تحت أمرها. لن يتخلى عنها وسوف يتزوجا بعد أن ينهي بناء بيت الزوجية. وعدها بأن يكون مخلصًا لها طوال العمر. لن يتخلى عنها وسيبقى رفيق عمرها حتى الممات.
لكن دلال لم تكن تعلم بأن كلامه مجرد كذب وافتراء، والقصد من وراء ذلك بأن يسيطر على عقلها وقلبها، وبعد ذلك تكون له جسدًا وروحًا. يأخذها وهي بكامل رضاها.
تلك الوعود التي سحرتها وجعلتها تستلم له دون تفكير. هل يا ترى سوف ينفذ وعوده؟ أو أنه سوف يتركها للضياع.
عندما فاقت من الصدمة وجدت نفسها قد خسرت أكثر مما ربحت. الخسارة هي ليست خسارة ما حصل لها من انتهاك لجسدها. بل روحها هي التي اغتصبت وحكم عليها بالإعدام. عندما تركها تواجه مجتمع سوف يكون القاضي والجلاد ويحكم عليها بالنفي والعذاب.
بكل بساطة خدعها. وهي التي لم تكن تعلم بانه وضع لها السم في العسل. وعود لم ينفذ منها شيء. سلب عذريتها.
حاول أن يكمل في التمثيلية حتى يقتنص منها فرصًا أخرى ليكمل على الباقي المتبقي من كرامتها وانتهاكًا لجسدها الذي ما زال ينتفض من فكرة أنها أصبحت في نظر المجتمع فتاة ساقطة.
حاول بكل الطرق أن يطمئنها بوعود زائفة، قال لها:
- لا تخافي لن أتخلى عنك لأنك أصبحت من اليوم زوجتي. لكن طريقة كلامه فضحته، وهي الإنسانة التي أصبحت تميز بين صدق المشاعر أو كذبها.
كان يتكلم وبنفس الوقت يفكر بخطة يستطيع من خلالها التنصل من المسؤولية.
لكنه لم يكن يعلم بأن تلك الليلة تركت علامة سوف تكبر وتنمو في أحشائها فقد حصل الحمل الذي لم يتوقعه بتاتًا. والحمل خارج إطار الزواج في مجتمع محافظ يعتبر جريمة نكراء.
تركها تعاني نظرات المجتمع، وغضب عائلتها التي تبرأت منها وتركتها لمصيرها بعد أن طردوها شر طرده، خرجت من بيت أهلها تجوب في الشوارع تبكي وتصارع كلاب الشوارع الذين اجتمعوا عليها يريدون افتراسها.
لكن مع فقدان كل شيء يوجد دائما بصيص أمل يأتي من مكان لم تتصوره.
امرأة كانت تسير مع كلبها رأت فتاة جالسة وحدها تبكي اقتربت منها تحدثت معها وبكل صعوبة استطاعت أن تعرف منها حكايتها، أخذتها معها بعد أن وعدتها بأنها سوف تأخذ لها حقها من ذلك السافل الذي بسببه خسرت كل شيء
تلك المرأة محامية وتخصصها ذلك النوع من القضايا التي تعالج قضايا المرأة العربية وحقوقها التي سلبها منها الرجل الشرقي.
ساعدتها بعد أن اسكنتها في بيتها واهتمت بصحتها وبكل ما يلزمها. رفعت قضيتها أمام المحكمة وأمام الرأي العام عندما نشرت قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ربحت الدعوة قبض على الرجل وأجبرته المحامية بأن يتزوجها، وكان الدليل بأنها حامل منه أجرت فحص
والذي أثبت أبوته لهذا الجنين.DNA
بعد أن ولدت طفلها طلبت منه الطلاق طلقها بقرار من محكمة الأحوال الشخصية التي تحافظ على حقوق المرأة عندما تجد حياتها مهددة من قبل زوجها.
ساعدتها المحامية بإيجاد وظيفة تناسب مؤهلاتها وأعطتها مبلغا من المال لكي تستأجر بيتًا حتى تكون مستقلة بحياتها. ربت ابنها حتى أصبح شابًا جميلاً. تخرج من كلية الطب وبعد ذلك أصبح طبيبا ناجحًا متفوقًا بعمله.
لم يتخلى عن والدته التي ربته واحسنت تربيته. انتقلا الى بيت جديد واسع له حديقة مليئة بكل أنواع الورود والأشجار المثمرة. بعد ذلك تزوج زميلة له بالدراسة وأنجبا طفلان جميلان. أما والدته فقد عاشت في كنف عائلتها حتى توفيت.
أقول لكل امرأة دافعي عن نفسك ولا تتنازلي عن حق من حقوقك لأنك امرأة تستحقين الحياة..
من هنا وهناك
-
‘شهيدة التخلف ‘ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘أبو إسلام يحترف صنعة الدهان‘ - قصة قصيرة بقلم : محمد سليم انقر من الطيبة
-
الجيّد.. السيّء.. الأسوأ.. - بقلم : زياد شليوط من شفاعمرو
-
قراءة في ديوان ‘على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت‘: الجرأة والجمال - بقلم : د. أحمد رفيق عوض
-
زجل للزَّيتون - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
قراءة في الديوان الرابع عشر للشاعر سامر خير بعنوان ‘لا بُدّ للصّخر أن ينهَزِم‘
-
قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار
-
‘وذرفت العاصفة دمعة‘ - بقلم: رانية فؤاد مرجية
-
‘ الاستيقاظ مبكراً صحة ‘ - بقلم : د. غزال ابوريا
-
قصة كفاح - بقلم : رانية فؤاد مرجية
التعقيبات