‘ الحِصار‘ - قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم
14-05-2023 06:57:53
اخر تحديث: 12-06-2023 20:24:00
كان إبراهيم ؛ الطفل الأسمر ذو الشّعر الفاحم والعنينين السوداوين الواسعتين وابن جباليا في القطاع ، كان ينتظر عيد الأضحى على أحرّ من الجمر ، ينتظر الأيام والدقائق لكي تمرّ ،
زهير دعيم - صورة شخصية
وكثيرًا ما تبطئ فيتأفف ويتذمّر قائلاً : أفٍّ ما أطول هذه الأيام ؟ .
وأخيرا جاء العيد ، ويا ليته ما جاء ، فالدموع منذ ذلك اليوم وهي تملأ عينيه ، وتُبلّل خدّيه.
يبكي ويصرخ ...لماذا ؟! أين هو ؟ ..ولماذا تأخر؟!
وتجيب الامّ وهي تحاول أن تخفي دمعةً في عينيها.
" الغائب عذره معه يا بُنيّ ..." وتُتمتم بصوتٍ منخفضٍ : لعن الله الشرّ ...لعن الله الحِصار .
ويرفض إبراهيم أن يقبل الأعذار ، ويرفض أن يتناول طعامه !! هذا الطعام المُتبقّي في البيت !! ...وكيف يقبل والعيد مرَّ جافًّا ، باهتًا ، فلا نقود ، ولا العاب ولا هدايا ، ولا لحوم ، والأهمّ لا كرة قدم ، نعم كرة قدم ، فالأب سافر كعادته قبل شهرين إلى مدينة ليعمل هناك .
ويحاول إبراهيم أن يتذكّر اسم هذه المدينة ، ولكنه يفشل ، فيروح يسأل امّه :
أين يعمل أبي يا أمّاه ؟
نا.....تقول الام ...نابلس ...نعم نابلس يصرخ إبراهيم ، إذن لماذا لم يعُد لنا من نابلس ؟ ألم يعدني بكرة قدم أثناء عودته ؟ ألم يقل لي أنَّ هديّة العيد ستكون كرة قدم مُلوّنة ؟ لقد مرّ العيد ، مرّ العيد يا أمّي وأبي لم يعُد .
وسالت دمعتان على خدّيّ الأم وهي تُعانق ولدها ؛ وحيدها وتقول:
سيأتي يا بنيّ ...قريبًا سيأتي ...قريبًا سيفرجُها الله ويفكّ الحِصار.
حِصار ..حصار ...حصار صرخ ابراهيم ..مَن هذا الحِصار؟ انّه يقتلني .....يُعذّبني !!..أريد أن أراه لأسأله عن أبي وعن كُرة القدم ...خُذيني إليه يا أمّاه ...خُذيني إلى الحصار .
وتبكي الأمّ ..ويبكي إبراهيم ..ويبكي البيت ..... وتبكي الثّلاجة القديمة الفارغة .
من هنا وهناك
-
‘شهيدة التخلف ‘ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘أبو إسلام يحترف صنعة الدهان‘ - قصة قصيرة بقلم : محمد سليم انقر من الطيبة
-
الجيّد.. السيّء.. الأسوأ.. - بقلم : زياد شليوط من شفاعمرو
-
قراءة في ديوان ‘على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت‘: الجرأة والجمال - بقلم : د. أحمد رفيق عوض
-
زجل للزَّيتون - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
قراءة في الديوان الرابع عشر للشاعر سامر خير بعنوان ‘لا بُدّ للصّخر أن ينهَزِم‘
-
قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار
-
‘وذرفت العاصفة دمعة‘ - بقلم: رانية فؤاد مرجية
-
‘ الاستيقاظ مبكراً صحة ‘ - بقلم : د. غزال ابوريا
-
قصة كفاح - بقلم : رانية فؤاد مرجية
أرسل خبرا