خراب البيوت ودمارها لا يأتي من بعيد
* لا أُبرئ نفسي حينَ أرسل بالنُصح والتذكير. ولا يعني أنني أدعي المثالية.. لكن هيَ رسائل أوجهها لنفسي قبلكم!
كثيراً ما نلاحظ في القضايا الشرعية وكلاء(!) همهم الوحيد أتعابهم في القضية ! المال الذي سيحصلون عليه تاركين المآل! بل وضاربين بعرض الحائط بأنهم يتعاملون في قضايا حساسة جداً مع أسرة مع عائلة وهناك من تراه يقاتل ليقنع المحكمة بأن النزاع قد بلغ ذروته وفي الأصل ليس هناك لا نزاع ولا شقاق ولا خلاف بل ويزيد ويضيف أقوال لم تُذكر أمامه!
الوكيل/المحامي:
يجلس خلف مكتبه يأتيه أو تأتيه من يريد توكيله فعادة في البدء تكون النار مشتعلة ولهيبها بلغ عنان السماء، إما أن تخمدها وإما أن تؤجهها وتولعها فعلى عاتقك المسؤولية العظمى فقل كلمة خير وإلا فأصمت.
وعند دخول المحكمة عادة ما تكون الساحة ملتهبة فقم بإطفاء هذا الحريق الذي أحرق الاخضر واليابس.
البداية:
الطرفان المتنازعان وفي مرحلة من مراحل القضية يعلنان بأنهم قريبان من ايجاد حل مشترك ولكن من يعرقل التوصل الى هذا الحل ( المحامي!)فأين تقوى الله؟! بل هناك من يتوجه الى المحامي! ويعلمه بأنه هناك حل تم عرضه! يا سبحان الله من يعترض على الحل هو المحامي!! أين مخافة الله ؟!
هناك من يسأل هل هناك من ينتظر اتعابه ليقتطعها من المهر؟! ويشترط ذلك؟
أنتم تتعاملون مع أسرة مع عائلة بكلمة واحدة ممكن أن تتفكك هذه العائلة فالمحامي عهد انتهاء القضية سيعود الى بيته الى زوجته وأولاده وأما أنتم ستواجهون التشريد ومستقبلا معتما وستندمون أشد الندم يوم لا ينفع الندم!
المحامي مؤتمن على أغلى شيء في الحياة السمعة
المحامي مؤتمن وعليه تقوى الله وان لا يحمله الطمع على الدخول في المخاصمة عن باطل وعليه تطبيق شرع الله في السر والعلن جهاراً نهاراً.
فرصة واحدة لا تتكرر:
فرصة لأن من سلك طريقا غير سوي في تعامله مع هذه القضايا بأن يراجع نفسه ويحسب حسابا لكل قضية يواجهها فليست كل قضية ملائمة لأن تصل المحكمة فهناك الكثير من القضايا لو تريثتم قليلا لما قدمتوها للمحكمة! فكروا مليون مرة قبل تقديم القضية للمحكمة !
لستم في معركة:
لستم في ساحة حرب ما أن تحضر الزوجة لمكتبكم فتوقع على الوكالة وفي اليوم التالي رزمة دعاوى تُقدم للمحكمة ليستلمها الزوج الذي يتم وضعه أمام أمر واقع، تقديمك لهذه الرزمة وبهذه السرعة يقضي على كل أمل للتوصل الى صلح! أولم تسأل نفسك بأن الزوجة حضرت في نفس اليوم الذي تركت به بيت الزوجية وما زالت لا تدرك ماذا تفعل فلا تكن عوناً لها على اشعال النار ولهيبها المشتعلة أصلا بل تريث قليلا حتى تخمد تلك النار المشتعلة لتعود المياه الى مجاريها.
الشطاره إنك ترجع للناس حقوقها وتنصر المظلوم وتستخدم العلم اللى ربنا أنعم عليك به في رد الحقوق لأصحابها.
المحكمة:
إياكم ثم إياكم أن تقولوا بأن سبب انتشار الطلاق هم المحاكم وقضاتها، كلا فالقضاة قضاة اصلاح، ينظرون ويبتون في القضية واضعين نصب أعينهم مخافة الله أولاً ثانياً وعاشراً، يسيرون وفق شرع الله وسنة نبيه العربي،
رغم كل الظروف المحيطة ورغم كل التضييقات.
المحامي هو المسؤول بل وعلى عاتقه تقع مسؤولية عظمى أولى وأخيرة فهو الموجه هو الذي يدير القضية ويوجهها فهو العارف بما يحدث ولكن هناك فقط من يهمه الربح المادي تاركاً خلفه أسرة يوما ما كانت متماسكة صارت هشة وأصابها الوهن كبيت العنكبوت.
اتقوا الله فى أعمالكم فلن يسأل عنها غيركم
يكفي هذه الآية الكريمة قال الله تعالى ((ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنكم يوم القيامة ....))
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]
من هنا وهناك
-
المحامي زكي كمال يكتب في بانوراما وبانيت : شتّان ما بين سلطة المثقّف ومثقّف السلطة!
-
‘ آه منك يا زمن ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
مقال: انتغاضة الشباب في الغرب، بطاقة حمراء لنفاق المنظومة الغربية، اخلاقيا وسياسيا!!
-
مقال: تأثير الانحراف الاجتماعي على تشكيل شخصية المجتمع - بقلم : د. محمّد طلال بدران
-
الأعراس .. أصبحت هما غير مبرر وتوجب المراجعة - بقلم : بروفيسور أسعد غانم
-
مقال: ‘ تاريخ توافقي لعيد الفصح ‘ - بقلم : د. عاطف أنيس عبود من شفاعمرو
-
مقال: معدّل ساعات العمل للعامل الإسرائيلي لا يزال مرتفعًا
-
مقال: تأثير الانحراف الاجتماعي على تفكك الهوية الوطنية
-
ثقافة القراءة في عالمِنا العربيّ | بقلم صباح بشير
-
مقال : الإعلام الأمريكي جزء من النزاع الإقليمي - بقلم : أسامة خليفة
أرسل خبرا