الاحزاب العربية ومعركة صفين - بقلم: المحامي شادي الصح
• قبل القراءة – أنصح القراء الاعزاء أن يقوموا فقط بتبديل الشخصيات وأن يطبقوا ما كان على الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم ! التاريخ يعيد نفسه:
تصوير: قناة الكنيست
للتاريخ علاقة بالحاضر كما قال ابن خلدون " أن للتاريخ صلة بالحاضر إن وجدنا الصلة نستطيع التنبؤ للمستقبل" . كان لمقتل عثمان بن عفان أثراً كبيراً في تغيير المسار التاريخي للإسلام وكانت الفتنة الكبرى، وقتها انشغل المسلمون ببعضهم ونشبت معارك فيما بينهم كمعركة الجمل ومعركة صفين.
البيعة أولاً ومن ثم القصاص:
خرجت فرقة من المسلمين بالسيوف على الخليفة وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، وقتلوه في بيته، بسبب بعض التجاوزات بحسب زعمهم، كتعيين أقاربه في مناصب حساسة في دولة الخلافة، وتخصيص جزءاً من أموال بيت مال المسلمين لهم دون وجه حق، وإتلاف بعض نسخ من القرآن الكريم بهدف توحيد نسخ القرآن وجمعها بحسب زعمهم، حينها رفض معاوية بن أبي سفيان، أن يبايع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الخلافة بسبب ما حدث لإبن عمه عثمان بن عفان، وطلب من علي القصاص من قتلة عثمان أولاً، ومن ثم تتم البيعة، لكن علي رفض القصاص قبل أن تتم البيعة.
الفتنة:
كما في كل زمان ومكان هنالك الفتنة التي يقوم بإشعالها من يتنظرون تلك اللحظة وما أكثرهم في هذا الزمان.
أطراف الفتنة اتفقوا على أن يأتوا فى ظلمة الليل على فريق علي، وعلى فريق طلحة والزبير ليضربوهم وليقاتلوهم ليظن كل فريق من الفريقين أن الصلح الذي كان بالأمس هو خدعة وأن كل فريق من الفريقين قد غدر بالآخر وخدعه، ونشبت موقعة الجمل ومن بعدها بدأت معركة صفين حيث رجع علي للكوفة لتبدأ فتنة أخرى.
أحداث المعركة:
دارت هذه المعركة، معركة صفين، بين جيش معاوية بن أبي سفيان وجيش علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وذلك بسبب الخلاف الذي نشب بينهما حول قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فمعاوية كان يرى أنه ولي دم عثمان بن عفان كونه ابن عمه وكان يرغب في القصاص من قتلته، وكان إلى جانبه السيدة عائشة وعبد الله بن الزبير وعمرو بن العاص، ولعلي كان موقفاً مغايراً فنشبت الحرب بين جيش علي من جهة وجيش معاوية من جهة أخرى. استدعى معاوية عمرو بن العاص ليشاوره في الأمر ، فأشار عليه بأن يرفع جيش معاوية المصاحف ليعلم الطرف الأخر بأن القرآن هو الحكم بيننا .
التحكيم:
جمع معاوية رؤوس الناس فى الشام وعرض عليهم رسالة علي عنه فقالوا جميعا: لا، لا نبايع عليا إلا إذا قتل قتلة عثمان أو سلمهم إلينا لنقتلهم وخرج علي لمشاورتهم فاعتقد أهل الشام أنها الحرب ونشبت فتنة القتال مرة أخرى، ودارت الحرب الطاحنة ثم حسمت بموقعة التحكيم عندما رفع أهل الشام المصاحف على أسنة الرماح والسيوف قائلين نُحكِم بيننا كتاب الله واختار الفريقان حكمين وحكم علي، أبو موسى الأشعري، بينما حكم معاوية، عمرو بن العاص، والمشهور فى التحكيم أن عمرو بن العاص وأبو موسى اتفقا على خلع الجميع لكن عمرو بن العاص خدع أبو موسى الاشعري.
ليس التحكيم ما أنهى القتال:
كان التحكيم شكليا فيما بين علي ومعاوية وإنما الخلافات العميقة في جيش علي ومعرفة علي لتلك الخلافات في جيشه كانت سبباً في إنهاء الحرب.
فلم يكن التحكيم بين علي ومعاوية، بعد موقعة صفين، سبباً في إنهاء الحرب بين المسلمين، بل كان أمراً شكلياً. لكنّه كان القشة التي قصمت ظهر البعير في جيش علي، إذ فجر خلافات عميقة وجذرية بين مكوّناته المختلفة.
وثيقة التحكيم وتفكك جيش علي:
وافق علي على رأي أغلبية الجيش من رؤساء قبائل وقراء، بوقف الحرب، وشرع الطرفان في إعداد وثيقة للتحكيم، وكان لمضمون الوثيقة الغامض، والذي أعلى من شأن معاوية أيضاً، أثرا في تفكك جيش علي حيث انشقت فرقة كبيرة من جيش علي.
عمرو بن العاص كان مخلصاً:
قام بتثبيت معاوية ولم يتتازل عنه بسهولة. قبل الأشعري بالتحكيم وبإقتراح عمرو بن العاص بسرعة دون تفكير وتحقيق ويينما كان عمرو بن العاص محاوراً فذاً حكيماً قام بإيقاع الخديعة على أبو موسى الأشعري.
أبو موسى الاشعري لم يبال:
بساطة أبو موسى الاشعري جعلته يقبل ما عرض عليه في التحكيم وعلى الفور قام بخلع علي.
ما أشبه اليوم بالأمس:
ما أشبه اليوم في البارحة، للاسف بقي نفس البشر وتغير الزمان فقط، التاريخ اعاد نفسه مرات كثيرة كان أكثرها إيلاما منذ سقوط صنم هبل وليومنا هذا.
الصراع الذي حدث بين مركبات القائمة المشتركة سيلقي بظلاله وستكون له تبعات على جمهور المصوتين، ربما وهذا يعود للتجمع بأن هناك حيلة انطلت عليه وهذا ما سيؤدي إلى تفكك جيش علي ( التجمع) .
فمن هو أبو موسى الأشعري ؟
ومن هو عمرو بن العاص؟
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected].
من هنا وهناك
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - ستشرق الشمس
-
المحامي زكي كمال يكتب : الحروب الآنيّة بين الاعتبارات العسكريّة وهوس الكرامة القوميّة
أرسل خبرا