المرحوم المربي وليد صادق حاج يحيى " أبو خالد " - الصور من العائلة

رغم رحيلك خاصة عندما زرت في الآونة الأخيرة أرضكم وشاهدت شجرة البلوطة الشامخة وهي معلم من معالم الطيبة، فقد كنت تقول دائماً  " أنا فلاح وفي أرضنا شجرة البلوطة أحبها ولي ذكريات مع هذه الشجرة وأعتبرها واحدة من أفراد العائلة ".
حق وواجب علينا أن نكتب عن شخصية تربوية أخرى ، هذه المرة نكتب عن المربي المرحوم وليد صادق حاج يحيى، كان رحمه الله مثال العمل الدؤوب فهو معلم الأجيال المخلص الجاد .

ولسعادتي وشرف كبير لي أنني كنت واحداً من طلاب وتلامذة راحلنا الكريم، عرفنا الفقيد معلماً هادئاً متسامحاً حمل الأمانة بإخلاص، تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الإيمان والتواضع والخلق وحسن المعشر الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبةً في قلوب الناس والطلاب.
أذكرك يا أبا خالد عندما علمتنا في المدرسة الثانوية وكنا طلاباً في الصف الثاني عشر فكنت نعم المعلم المتواضع.
علمتنا اللغة الإنجليزية وقد زودتني بنت صفي وقرابتي سعاد محمد صادق بأنه أيضاً علمنا موضوع المدنيات فحقاً كنت المعلم الإجتماعي المرح .
شاركتنا بألعابنا الرياضية خاصة كرة القدم وشاركتنا في الحفلات المدرسية والرحلات فقد كنت صديق الطالب تمازحه وتساعده .
لقد ارتبطت بين عائلتي والمرحوم علاقة جيدة وحسنة، خاصة أحد أشقائي المرحوم أبو الصادق كان الصديق الوفي لأبي خالد ، فكثرت الزيارات بيننا وبقيت حتى مماته .

صاحب ابتسامة وثروته محبة الناس
عرفته عن قرب فكان صاحب الفكاهة والإبتسامة وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبة الناس .
ولد المرحوم في الطيبة في تاريخ 1.7.1936 تعلم في مدرستها الإبتدائية ثم تعلم سنة واحدة في ثانويتها انتقل بعدها إلى مدرسة تراسنطة الثانوية في الناصرة.
بعد تخرجه التحق بالجامعة العبرية وحصل على اللقب الأول في العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية، منها وعلى أثرها عيّن معلماً في مدرسة غان شموئيل قرب الخضيرة، وكذلك علم في مدرسة كفر قرع الثانوية اللغة الإنجليزية ثم في مدارس باقة الغربية وانتقل بعدها إلى مدرسة الطيبة الثانوية ليعلم اللغة الإنجليزية، وفي سنة 1974م عين مديراً لها ..
وفي عام 1968م انتخب عضواً في مركز نقابة المعلمين حتى سنة 1978م وفي عام 1980م انتخب عضواً للكنيست الإسرائيلي مع حزب " شيلي اليساري " ، كان عضواً في حزم " مبام " وتركه عندما توحد مع حزب العمل وكان من مؤسسي حركة شيلي اليسارية .
في عام 1985م أصبح وسيطاً في الدراسات العربية في معهد جبعات حبيبة ثم مديراً للمركز العالمي من أجل السلام في الشرق الأوسط وفي هذا المركز من أدار كثيراً من المناقشات و الحوار بين العرب الفلسطينيين واليهود من أجل التفاهم والسلام ولحل المشاكل المعقده بينها بالطرق السلمية .
وفي عام 1983 - 1992 م أصبح مديراً للمركز الدولي للسلام في تل ابيب وفي عام 1992م انتخب مرة اخرى عضواً للكنيست ممثلاً لحزب ميرتس اليساري ومن خلال عمله في الكنيست فقد انتخب نائباً لوزير الزراعة وعضواً في لجنة المعارف في الكنيست أيام حكومة رابين وفي سنة 1996م خرج من الحكومة وعاد إلى صفوف المعارضه مع حزبه في فترة رئيس الحكومة نتنياهو .

مساعدة الفلاحين في البطوف وصيادي الاسماك
يذكر أن المرحوم عندما تسلم منصب نائباً لوزير الزراعة قام بمساعدة الفلاحين بسقي أراضيهم سهل البطوف وإصلاح الخلل في شبكة المياه وتصريف المياه لإنقاذ الأرض. أيضاً قام بمساعدة صيادي الأسماك عندما كان حظر للصيد في بعض المواسم ودعمهم في موضوع العتاد كتمويل شباك صيد وإضافة زوارق حديثه .
وفي عام 1996م انتخب مساعداً للناطق باسم الكنيست حتى عام 1999م وذلك لأنه كان يجيد اللغة العربية والعبرية والإنجليزية .
منذ شبابه كان اجتماعياً وسياسياً في عائلته وهي إحدى العائلات الكبرى في الطيبة فكان محباً لأقاربه واصدقائه يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ويعد من وجهاء العائلة وفي عام 1984 م انتخب كعضو لبلدية الطيبة بالتناوب .
توفي المرحوم في تاريخ 19.3.2015 ترك وراءه أولاداً من صفاتهم الخلق الحسن وحبهم للتعليم، هم: خالد وكرم ونبيل وفداء وهناء ورندة ... رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

كاتب المقال المربيّ محمّد صادق جبارة

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ