سميرة عزام الكاتبة العكاوية التي لم تأخذ حقها، بقلم: د. مصلح كناعنة
"لم تُظلَم كاتبة في الوطن العربي كما ظُلِمت سميرة عزام. هذه المرأة خضراء الظل، المبدعة المناضلة الشامخة المقاتلة. هي رائدة القصة القصيرة ولم تأخذ حقها من النقد والنقاد،
ولم تُنشَر أعمالها كما ينبغي لكاتبة في مثل مقدرتها، وهي العربية الفلسطينية الصميمة - الودودة قلباً، الصلبة موقفاً... كانت سميرة عزام متجهة نحو فلسطين عندما ماتت على الحدود، كانت فلسطين هي حلمها وأغنيتها وهي أملها ومعشوقتها... ولم تمت سميرة بداء أو مرض، فقد ماتت نتيجة جرح الأرض النازف من خاصرتها، وماتت لأنها عربية حقيقية تحمل في قلبها هموم الأمة كلها، تعبُها الشخصي هو حلمها الكبير في أن ترى أمتها منتصرة، وأن ترى الوحدة حقيقة، والإنسان حراً والظلم مرفوعاً، والأرض خضراء، والليل قد أزاح سدوله القاتمة عن رؤوسنا وقلوبنا."
هكذا كتب عنها الناشر في "دار العودة" حين نشر مجموعتها القصصية "الظل الكبير" لأول مرة عام 1982، وهي التي قال عنها رجاء النقاش، وهو أحد أشهر نقاد الأدب في العالم العربي: "سميرة عزّام أفضل كاتبات القصة القصيرة في أدبنا العربي. إنها أميرة كاتبات القصة القصيرة."
ولدت سميرة عزام في عكا عام 1927، واكتوَت بلهيب النكبة عام 1948، فحطت بها سفينة الأحزان في جزيرة قبرص حيث عملت في إذاعة الشرق الأدنى، ثم قذفتها أمواج الغربة إلى العراق لتواصل عملها إلى أن عادت لتعيش وتُدفن في بيروت. يقول أستاذنا العكاوي الجليل يعقوب حجازي، والذي نشر نفس المجموعة القصصية للمرة الثانية من "دار الأسوار" في عكا عام 1987: "عاشت سنوات الغربة يلفحها الحنين إلى مدينة عكا، مسقط رأسها ومرتع شبابها، وفي عام 1967 دعاها الشوق لتدنو من الضوء المهاجر نحو الوطن المأسور، وفي درب العودة توقف القلب الكبير عن النبض في السيارة التي نهبت عجلاتُها عطش السنين الخوالي..."
توقف قلبها عن الخفقان بعد أن رأت شظايا حلم العودة المنثورة على الحدود بين الفردوس الضائع وجحيم الخيانة، وفي جنازتها في بيروت رثاها ابن بلدها العكاوي غسان كنفاني قائلاً من بين الدموع:
"يا سميرة، يا أختي ورفيقتي في المنفى والطموح والإنسان؛ لقد وصلتِ. لقد تعبتِ وبكيتِ وتعذبتِ وتُهتِ في سيناء لا حدود لها، ولكنكِ وصلتِ... ها هو سور عكا الثقيل الذي هزّهُ الانتظار يشهد، وتلُّ الفخّار يشهد، وجامع الجزار يشهد. أيكفي أن نكرمك بوعد؟ إذاً فنحن نعدك."
سميرة عزام راحت ضحية كونها امرأة في مجتمع كان لا يعترف إلا بـ"أبو فلان... وأبو فلان". وكما قال غسان كنفاني بين رحيلها ورحيله: "لو كانت سميرة رجلاً لكانت أسبقنا جميعاً إلى التربع على عرش الأدب." وكانت سميرة عزام تعرف ذلك ولكنها لا تعترف به... في إهدائها لمجموعتها القصصية "الظل الكبير" كتبت: "إلى التي أسمعتني أول حكاية فتعلمتُ أن الناس حكايات... إلى أمي."
حين أقرأ قصص سميرة عزام أدرك أنها كانت ستموت مليون مِيتة لو أنها عاشت إلى زماننا هذا.
من هنا وهناك
-
شعر :‘ زمن الوهم ‘ - بقلم : الهام بطحيش
-
‘ الزيت والزيتون ‘ - بقلم: أسماء طنوس – المكر
-
قصيدة بعنوان ‘ حبيبتي دلال ‘ - بقلم : بلال سعيد حسونة
-
قصيدة ‘ إلى متى! ‘ - بقلم : عمر رزوق الشامي – أبوسنان
-
‘شاعر الكرنك.. ابتسامة حظ وسخرية هرمين‘ - بقلم : ناجي ظاهر
-
‘ رسائل إلى قمر ‘ - بقلم : هدى عثمان أبوغوش
-
‘ ستزهرُ الأيام حتمًا ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
‘ ننتظر زخّاتك يا ربّ ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
قصة : الحق المسلوب لا بد أن يعود
-
قصيدة زجلية بعنوان ‘ إحترام المعلم ‘ - بقلم : أسماء طنوس
أرسل خبرا