logo

‘أبو إسلام وعقله الكبير‘ - بقلم: محمد سليم مصاروة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-12-2025 16:01:49 اخر تحديث: 16-12-2025 05:24:07

يدَّعي أبو إسلام أنّ “عقله كبير” وأنّ خُلُقَه واسع. ولذلك فهو يترفّع عن سفاسف الأمور، ويتغاضى بإدراكه الناضج عن كثيرٍ من تصرّفات

صور من الكاتب

أشخاصٍ يصفهم بأصحاب عقولٍ بحجم حبّة الرزّ أو أصغر.

ولو أرخيت له عنان الحديث، لقصّ عليك كم سامح أناسًا تجاوزوا معه حدود الأدب واللياقة. بل وظلموه في مالٍ، أو منصبٍ كان يستحقّه.
وسيستفيض معك في الحديث حتّى تظنّه وليًّا صالحًا قد نزل لتوّه من الجنّة، أو قدّيسًا مُعذّبًا يُفني ذاته فداءً للإنسانيّة! وسيظلّ هذا ظنّك

بالرجل، حتّى إذا رافقته في مركبته، عندها سترى كيف يغتاظ من أقلّ حركة لا تروق له، ويتمتم بأوصاف وشتائم لم تكن لتتخيّلها موجودة في

قاموسه. وأكثر ما سيدهشك هو إصراره على عدم إعطاء المجال لأيّ مركبة تسير بمحاذاته، من أجل الاندماج في حركة السير.

سترى أبا إسلام يندفع بمركبته إلى الأمام مهما صغر البعد بينه وبين المركبة المتقدّمة بمحاذاته، ولن يأبه بتحذيراتك له، بل سيستمرّ إلى أن يتنازل صاحب المركبة المحاذية ويخلي له الطريق!