وتبسيط الامتثال للوائح الانبعاثات الأوروبية الجديدة. لكن مرسيدس حسمت الجدل بعد مرور أيام من انتشار الشائعات ببيان واضح: ”محركاتنا من تطويرنا، ولن نستعيرها من المنافسين“.
في معرض ميونيخ IAA، صرّح ”ماركوس شافر“، رئيس قسم التطوير والبحث والتقنية في مرسيدس، قائلاً: ”لا يوجد أي أساس لهذه الأنباء. لقد طورنا عائلة محركات معيارية جديدة تُدعى FAME، تغطي جميع الأحجام وتلبي متطلبات الانبعاثات في أوروبا والصين والولايات المتحدة الأمريكية“.
بهذا التصريح، وضعت مرسيدس حدًا للإشاعات التي كانت تربطها بمحرك BMW B48 سعة 2.0 لتر تيربو، وهو محرك أثبت نجاحه في سيارات بي إم دبليو وأثار التكهنات حول إمكانية دمجه في سيارات مرسيدس جديدة القادمة.
منصة FAME سلاح مرسيدس السري
تعتمد مرسيدس على منصة FAME اختصار Family of Modular Engines، التي تمثل الجيل الجديد من المحركات المعيارية، لتكون قادرة على تلبية أصعب معايير الانبعاثات بما فيها Euro 7 الأوروبية و China 7 الصينية، بالإضافة إلى لوائح الولايات المتحدة الأمريكية الصارمة.
الميزة الكبرى لهذه المنصة أنها تسمح بتطوير محركات مختلفة الأحجام من قاعدة مشتركة، ما يوفّر التكاليف ويحافظ على استقلالية مرسيدس التقنية، دون الحاجة للجوء إلى حلول من المنافسين.
لماذا ظهرت الشائعات؟
السبب وراء انتشار الشائعات يعود إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها شركات السيارات اليوم. تطوير محركات جديدة متوافقة مع Euro 7 مكلف للغاية، والكثير من الشركات اختارت التعاون فيما بينها لتوزيع الأعباء. ومن هنا، بدا منطقيًا للبعض أن مرسيدس قد تفكر في التعاون مع بي إم دبليو لاستخدام محرك جاهز وفعّال مثل B48.
لكن مرسيدس أوضحت أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات وحدها، بل وأكدت أن تطوير المحركات داخليًا جزء لا يتجزأ من هويتها، تمامًا كما هو الحال مع شعارها الراسخ في الجودة والاعتمادية.
مستقبل المحركات في مرسيدس: 4 سلندر، V8، وحتى V12!
رغم التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية، شددت مرسيدس بنز على أن محركات الاحتراق الداخلي لم تودّع الساحة بعد. الشركة تواصل تطوير محركات 4 سلندر اقتصادية وعالية الكفاءة، وفي الوقت نفسه تعمل على تحسين محركات V8 عالية الأداء لتلائم معايير الانبعاثات الجديدة، بل وحتى V12 ستبقى جزءًا من تشكيلة سياراتها الفاخرة.
هذا المزيج يضمن أن مرسيدس تلبي كل شرائح العملاء: من الباحثين عن سيارات مدمجة اقتصادية مثل مرسيدس CLA، إلى عشاق الأداء الخالص الذين ينتظرون سيارات مرسيدس AMG بمحركات V8 و V12.
الخلاصة: مرسيدس تبقى وفية لهويتها
في النهاية، نفي مرسيدس لاعتماد محركات بي إم دبليو يثبت أن الشركة متمسكة باستقلاليتها الهندسية وبصورتها كصانع لا يقبل التنازل. فمنصة FAME تمنحها المرونة لمواجهة تحديات الانبعاثات دون الحاجة لمساعدة المنافسين، وفي الوقت نفسه تواصل الحفاظ على إرثها من المحركات القوية التي يعرفها عشاق السيارات في كل أنحاء العالم.
هذا القرار يعزز مكانة مرسيدس كرمز للابتكار والجودة، ويؤكد أن المستقبل، سواء كان كهربائيًا أو هجينًا أو تقليديًا، سيحمل بصمة مرسيدس الأصيلة.
Photo by FOCKE STRANGMANN/AFP via Getty Images
