logo

يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : مقتطفات من قصيدة في حيِّنا

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-11-2024 07:34:03 اخر تحديث: 15-11-2024 08:16:36

لم تكتب هذه القصيدة متتابعة بل جاءت الاحداث لتملي كلماتها في الزمان والمكان، لذلك أعدت ترتيبها حتى يتلائم المعنى، وكما ذكرت تم اختيار بعض المقاطع وقد تبدو للحظة سوداوية بعض الشيء

يوسف ابو جعفر - صورة شخصية

ولكن سيأتي اليوم التي ننشر فيها جماليات أخرى من حيِّنا، وحتى لا يتبادر للذهن سهوًا، الحب هنا هو مجازٌ لواقعنا من أقصى الجليل حتى جنوب النقب .

 في حيِّنا
ننادي بالعدل
للأغنياء للأقوياء
لأصحاب الجاه
وننسى الفقراء
نحب نزار
نضحك مع قصيدة الديك
ونصفق مع قارئة الفنجان
ولكننا نغرق تحت كل شيء
ولا نحتاج لرسالة تحت الماء

 في حيِّنا
كل شيء لنا
لا شيء للصالح العام
الشارع لنا
والرصيف لنا
والمدرسة لنا
والاولاد لنا
والمدير لنا
والقمامة للصالح العام

 في حيِّنا
نعشق أزيز الرصاص
في الفرح رصاص
وفي الغضب رصاص
وفي الخلاف رصاص
وعندما تهدأ النفوس
نلعن مطلق الرصاص
ونقول حسبنا الله
ولعنة الله
على مطلق الرصاص

 في حيِّنا
قطع السلاح مخبأة بحكمة
قطعة هنا وأخرى هناك
خارج التغطية
لوقت الحاجة
عند الأزمات تخرج من مخبأها
والغضب كل الغضب
يخرج من أفواهها
وأحياناً الموت
وحينًا إصابات

 في حيِّنا
رجال الصلح لا شغل لهم
سوى فض النزاعات
هذا ضرب هذا
هذا أكل حق هذا
وهذا سرق هذا
والأدهى
 هذا قتل هذا
وامرأة ثكلى
تندب قدرها
وتلعن قاتل أبنها
وتعطي الأبن الاخر
قطعة سلاح
وبعد قليل ستلعنه أخرى
وعندها سينادي المنادي
أين رجال الإصلاح

 في حيِّنا
ننادي بالاحترام
والجار قبل الدار
وفي عتمة الليل
نطلق النار
نقتل، نهدد، وهمنا الأخذ بالثأر
وليرحل الجار
ولتحرق البيوت والأشجار
ولا نتحقق من الأمر
ففي الصباح سننادي بالاحترام

 في حيِّنا
أعراسنا مرتبة
حسب أيام الجمعة
طقوس معلنة
قُبلتين للعريس
وأخرى لوالده
نحتسي القهوة
ثم طعامًا
لحمًا وحلوى كنافة
ينتهي كل شيء
وقد ازددنا تخمة
ننتظر الجمعة القادمة

 في حيِّنا
سيارات فارهة
موَّلتها البنوك
عندما نمر في الحي
يلتفت الجميع
يحرك رقبته
يتمتم بكلمات مبهمة
يقول أحدهم أنه يبارك
واخر يقول لعنة
وأخرى تقول الحسد قتله

 في حيِّنا
تزدحم الشوارع بالمارة
ونكره الحافلات
ونطلق عليها الباصات
لا نريد ركوبها
فهي لعامة الناس
فنحن نمتلك السيارات

 في حيِّنا
لا مكان لمواقف السيارات
نعلن بصمت عن امتعاضنا
نلعن بصمت كثرة السائقات
ففي نظرنا هُنَّ من جلبن الأزمة
وليس ضيق الشوارع
وتخطيط العمارات

 في حينا
أنوفنا طويلة
تشتم رائحة الحديث
تمتهن الغيبة
وعند الطعام
نعلن بانتظام
أننا مصابون بالزكام

 في حينا
نسترق السمع لحديث الجيران
نسمع ما خلف الحيطان
نرسل الاخبار
بكامل الاسرار
ونستحلف الصديق
ان يبقى السر ساكن للآبار

 في حيِّنا
تزدحم الشاحنات
ونصرخ لسرعة السيارات
ونطالب المسؤول
أين المطبات
كأن السائقين أغراب
أو سكان إحدى المجرات

 في حينا
يهرب الحب من الطرقات
 إلى مشارف المدينة
بعيدًا عن القيل والقال
وعن كثرة السؤال
والتدخل في الخصوصيات
يسامر القمر
يعشق السهر
يتغنى بليل عشق
وفي الصباح
يحتسي القهوة
ويرمي خلفه همومه
ويجري خلف السراب

 في حيِّنا
كثير من الحنان
المعلن والمخبأ
والساكن فينا
لكنه لا يخرج
حتى لا يقال
نبع الحنان