الصور من كاتب القصة محمد سليم انقر - الطيبة
ثمّ عدَّد مزايا أبيها المرحوم وذكر محاسنه ودعا له بالرحمة والمغفرة. وانتقل بخفّة الغزال، في كلامه، إلى مدح زوجته، وتأكيد تقديره وحبّه لها، وأنّه يحمد الله عليها، فهي نِعْم الزوجة ونِعْم الأمّ.
وقع كلام أبي إسلام موقعًا طيّبًا عند زوجته، وبعث فيها ضربًا من الراحة ولونًا من الأمل. وتساءلت في ثنايا نفسها عن غاية زوجها، فقد خبرته طيلة سنوات عديدة، ولم تعهد فيه كيل المديح، فقط لأجل المديح! لكنّها فضّلت الاستمرار في سماع كلامه المعسول النادر، والذي لم يستمر طويلًا. فقد وجدت أبا إسلام ينصحها بأن لا تقبل أنْ تأخذ أقلّ من إخوانها في الإرث. فهي ليست بأقلّ منهم شأنًا، وبيتها يحتاج إلى مصروفات كبيرة.
لم تتمالك أمّ إسلام نفسها واعترضته صارخةً: "تحاول إقناعي بأن آخذ حصّتي من الإرث كإخواني، وتحرّضني عليهم، بينما حين طَلبت أخواتك حصصهنّ من الإرث مثلك، رفضت وخاصمتهن وتذرّعت بالشريعة وأحكام توزيع الميراث. أتريدني أن أطلب من إخواني ما رفضت أنت أن تعطيه لأخواتك؟!"
أوشكت عروق رقبة أبي إسلام على الانفجار فصاح بزوجته: "لقد أخطأت حين فكّرت في مصلحتك ومصلحة أولادك. كدت أنْ أضيّع صلاة العصر في المسجد من أجل إفهامك شيئًا من الحياة، لكنّك جاهلة حمقاء. من الأفضل لي أن ألحق بصلاة العصر بدل الكلام معك!"