الشاعرة ميساء الصح - صورة شخصية
فالشوقُ يسكبُ في الفؤادِ تلوُّعًا
والعشقُ يكتبُ أرهَفَ الكلماتِ
في كلِّ يومٍ نحتفي بكَ زائرًا
ونمدُّ كفًّا ترفعُ الدعَواتِ
رمضانَنا، يا جنَّةً وأتيتُها
بيديْ التُّقى والعزمُ في خُطُواتي
أنتَ الّذي دهرًا علينا مبطيءٌ
إنْ مرَّ عامٌ نحسَبُ السّنواتِ
ومَنِ الّذي أرضُ القلوبِ مكانُهُ
ومعِ التلاقي نكشفُ اللّهفاتِ
مَنْ لمْ يذُقْ للصّومِ طعمًا لمْ يَذُقْ
يومًا سعيدًا هانِئًا بسُباتِ
فيكَ الصّلاةُ حلاوةٌ في طعمِها
وبكَ الخشوعُ يجودُ بالعبَراتِ
روضُ السّكينَةِ بعدَ خيرِ عبادةٍ
دربُ الرّجوعِ يَطيبُ بعدَ شَتاتِ
ما عادتِ الأوجاعُ تُثقِلُ كاهلي
ودُجى الهمومِ تبدَّلَتْ بتُقاةِ
شهرٌ يُسطِّرُ في الخيالِ تأمُّلًا
وبنى القصورَ لمؤمنٍ بالذّاتِ
تطهيرُ نفسٍ من ذنوبٍ أسلفَتْ
والبابُ مفتوحٌ لضمِّ عُصاةِ
قرآنُنا خِلٌّ يرافقُ فجرَنا
وخشوعُنا بتلاوةِ الآياتِ
خيرُ ادِّخارِ الزادِ صومٌ نافعٌ
يُنجي العبادَ ويسكبُ البركاتِ
يُحيي الضمائِرَ بعدَ موتِ صَميمِها
يمحو الذنوبَ ويقتلُ الشَّهَواتِ
أقبلتَ نورًا فوقَ نورٍ ضاءَنا
نشرَ الهدى والضّوءَ في العتماتِ
تجلو النفوسَ فيستطيبُ رجاؤها
رُشدُ الأنامِ بحجَّةٍ وعِظاتِ
أغدقتَ مغفرةً لراجي توبةٍ
عِتْقٌ مِنَ النيرانِ واللّعناتِ
أقبلتَ شهرًا يستجيبُ رجاءَنا
قلْ كيفَ ترحلُ تاركَ اللوعاتِ
كيفَ العُجالةُ في الرّحيلِ نَويتَها
والشّوقُ فينا يطلقُ الآهاتِ
يا ليتكَ الباقي تُديرُ حياتَنا
ساعينَ في شوقٍ إلى الجنّاتِ