logo

قصة بعنوان ‘جاء السلام افتحوا له الابواب ‘ - بقلم : الكاتبة اسماء الياس من البعنة

11-10-2023 06:30:16 اخر تحديث: 11-10-2023 12:42:49

لم تحلم سامية ولم تتمن بأن يأتي يوما وتنقلب حياتها فجأة رأسا على عقب، بعد أن كانت تعيش في بلد يسكنها السلام. والحب يعيش ويتسلق على حيطانها، تجد نفسها تعيش في بلاد الحرب


الكاتبة اسماء الياس - صورة شخصية

شردت سكانها ويتمت أطفالها ورملت نسائها وهدمت بيوتها، من أجل ماذا والعالم بحاجة للسلام حتى بالسلام يعلو بناءها، لقد فكرت كثيرا بأخذ الأولاد والزوج والسفر بعيدا لمكان لا يوجد به طغيان، لكن كيف لي ترك الوطن الذي عشت على ترابه. وشربت من مائه وتنفست هواءه، وعهد عاهدت به نفسي بأن أبقى في وطني لا يفرقني عنه سوى الموت.

لكن الوضع أصبح متأزما بعد قتل الكثير من المدنيين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يسكنون في مكان سمي فلسطين. العالم كله تآمر ضدهم أرسلوا العتاد الحربي الصواريخ الجاهزة للانطلاق، والدبابات الحديثة التي صنعت حتى تقتل وتدمر.

ألم يكن من الأجدر بكم أن تصنعوا ما يحسن حياة الإنسان. من صناعات وتكنولوجيا تجعل حياتنا أفضل؟ لماذا الدمار وهذا الموت الذي انتشرت رائحته بكل مكان؟ جثت ملقاة على الطرقات بالأحراش وداخل السيارات. أين العالم المتحضر؟ أين أنتم يا من تدعون حقوق الإنسان والطفل؟ أسألكم بالله ألا يوجد للطفل الفلسطيني الحق بالحياة واللعب والتنزه والعيش الكريم والصحة والعلم مثل باقي أطفال العالم؟ لماذا هذه الازدواجية بالمعايير؟ أنتم يا من تدعون الديمقراطية وتدعون بأنه يحق للإنسان العيش الكريم وأن تكون حقوقه مصونة. لكن أين أفعالكم من كلامكم؟

والذي يحدث من انتهاكات للحياة يصور لي بأنكم مجرد آلة تحركها قوى عليا.

مع الأسف مصالحكم هي الأهم. حتى لو بطريقكم دستم على رقاب المساكين الذين لا يمتلكون بيوتا كبيرة وسيارات فارهة وأموالا لا تأكلها النيران ولا يوجد لديهم سلطة ولا ظهر يستندون إليه.

هل لي بسؤال:

هل أصبح التمسك بأرض الآباء والأجداد جريمة يعاقب عليها القانون؟ وهل الدفاع عن الحيز الذي تعيش به أصبح بعرفكم جريمة لا تغتفر؟

من أين أتيتم؟ ولماذا استوطنتم بلدي؟ سرقتم أرضي حطمتم حلمي، وقتلتم ولدي وهدمتم بيتي. وبعد ذلك تريدون موتي. من قال لكم بأن الفلسطيني يموت راكعًا؟ الفلسطيني يموت وكرامته تنضح من جبينه. وفي يده يحمل عزة نفسه يرفعها عاليًا.

لا نريد منكم شيئًا، كل الذي نريده أن تتركونا نعيش بسلام، نربي أبناءنا ونعمر ديارنا.

صدقوني أنا التي تربت في بيت يحمل أفكارا ثورية. وقد قال لي والدي ذات مرة عندما سألته وكنت بالعمر صغيرة.

لماذا يا والدي يوجد في عالمنا فقراء لا يستطيعون شراء الدواء ولا الطعام ولا يستطيعون أن يشتروا ملابس لأولادهم. بيوتهم فقيرة تفتقر لأدنى مقومات الحياة. حياتهم تعيسة وكثيرًا ما سمعت عن آباء وأمهات انتحروا لأنهم لا يستطيعون تأمين الحياة الكريمة لأبنائهم وأسرتهم.

عندها قال لي والدي وعيناه قد اغرورقت بالدموع.

يا ابنتي العالم فيه خيرات تكفيه وتزيد عن حاجته، لكن أغلب الحكام فاسدون يأكلون خيرات الشعوب، ولا يكتفون بذلك يقاسمونهم أيضا بقوت أولادهم. كيف لهذه الشعوب أن تسكت على الظلم، لأن الظلم إن زاد عن حده انقلب ضده. وهذا ما يحدث في وطننا الغالي الحرب اليوم عبارة عن استرداد لكرامة كاد أن يضيعها حاكم يرتدي عباءة ونظارة.

لكن يا ابنتي لا تيأسين ما دامت نساء فلسطين يلدن أبطالا لن تموت قضيتنا. وسيبقى علم فلسطين شامخًا فوق السارية.

وللسلام حكاية ثانية. شرعوا أبوابكم للسلام، دعوا الشمس تشرق في قلوبكم فالسلام آتٍ رغم الظلم، ورغم الهمجية..