صورة لغلاف القصة وصلتنا من جميل السلحوت
ملخّص القصّة: تدور القصّة حول صاحب مزرعة يدعى أبو مرزوق، وهذا الرّجل شرّير في معاملة زوجته وأبنائه وحيوانته، واجتمعت الحيوانات؛ لتبحث كيفيّة ردع صاحبها أبي مرزوق عن معاملته السّيّئة، وأخبرت بومة الكلب بأن يلجأ إلى الفيل الحكيم في الغابة ليدلّه على الحلّ، واختارت الحيوانات الكلب مندوبا عنها؛ ليذهب إلى الفيل ويطرح المشكلة عليه. وعندما استمع الفيل الحكيم للمشكلة أرسل الكلب؛ ليستدرج أبا مرزوق إلى الغابة، وهناك ظهر له الفيل مهدّدا بتحطيم عظامة، ولمّا حاول أبو مرزوق الهرب، أحاط به نمر وذئب وأفعى ضخمة، فاستسلم وبدأ يدعو الله بأن ينجيه، وهنا ظهرت زوجته أمّ مرزوق وهي تطلق الرّصاص من بندقيّة، فأنقذته وبعدها تعهّد بأن يغيّر سلوكه.
وهذه القصّة عليها ملاحظات كثيرة، فمع أنّ الأطفال يحبّون القصص الخياليّة التي تقال على لسان الحيوانات، إلّا أنّ الكاتبة لم توفّق في اختيار حيوانات قصّتها، ولا المكان الذي دارت فيه الأحداث. وبما أنّ القصّة موجّهة لأطفال فلسطين خاصّة، فهل يوجد في بلادنا غابات كبيرة تعيش فيها حيوانات مفترسة كالنّمر أو ضخمة كالفيل أو أفاعٍ ضخمة كما ورد في القصّة؟ وهل الذّئاب تفترس البشر؟ وبما أنّ الإنسان ابن بيئته فلِمَ لم تختر الكاتبة مكانا في بلادنا وحيوانات تعيش فيه هذه الحيوانات؟
وفي القصّة أخطاء لغويّة، ومنها على سبيل المثال: "وفي صباح أحد الأيّام، جلست الحيوانات تناقش أحوال المزرعة، الذي استاء نتيجة عصبيّة أبي مرزوق، وقسوة قلبه، وجلسوا يفكّرون في طريقة لحلّ هذه المشكلة."ص4. ويبدو أنّ من استاء هي الحيوانات، وبالتّالي يجب أن تكون الجملة هكذا" لأنّها استاءت" ولا داعي للاستعمال الإسم الموصول "الّذي"، ليستقيم المعنى، و"جلسوا يفكّرون......." والصّحيح "جلست تفكّر...."، فجمع غير العاقل يعامل معاملة المفرد المؤّنّث، و" لمّا عاد-الكلب- روى لأصدقائه-الحيوانات- ما حدث ففرحوا بهذه النّتيجة" ص16.
والصّحيح "صديقاته" و"فرحت".
وجاء في الصّفحة وخاطب الخروفُ الكلبَ:" كما أنّك تملك أسنانا ومخالب حادّة تستطيع بها الدّفاع عن نفسك" ص7. وهذه معلومة عن الكلب نصفها صحيح وهو أنّ له أسنانا حادة، ونصفها الثّاني خطأ، فمخالب الكلب ليست حادّة.
الرّسومات: يبدو أنّ الرّسومات منقولة عن كتاب بلغة أجنبيّة، وهذا يقود إلى سؤال آخر حول القصّة فهل هي مترجمة أيضا عن لغة أجنبيّة؟ وتبدأ التّساؤلات حول رسومات القصّة وماهيّتها من الغلاف، فالبيت على الغلاف مبنيّ على النّمط الغربيّ، والطّفل ذو الشّارب الطّويل والذّقن الكثيف يضع على رأسه طاقيّة غربيّة، وإن كان المقصود بالصّورة أبا مرزوق فقصر الرّجل يدلّ على أنّه طفل، ويمتدّ ويتكرّر هذا على صفحات القصّة. وتمتدّ الرّسومات في الصّفحات الدّاخليّة على النّمط نفسه، والذي حيّرني حول القصّة إن كانت محليّة أم مترجمة هو تناسق المونتاج مع الرّسومات التي من المؤكّد أنّها أجنبيّة.