logo

قصة الحمامة والثعلب

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
09-10-2022 04:54:47 اخر تحديث: 18-10-2022 07:57:14

ذات يومٍ في قديم الزمان كان هنالك غابة بعيدة فيها الكثير من أشجار النخيل والكثير من الأشجار الضخمة، وكانت هذه الغابة تعجّ بالحيوانات التي كانت تعيش مع بعضها بعضًا


صورة للتوضيح فقط - تصوير: Dreamer Company - istock

في أمان وسلام، فالسنجاب يخرج من بيته كل يوم ويجمع ثمار البلوط ليعود بها إلى أبنائه، والخُلد مشغول بالحفر وبصناعة السدود لتخزين المياه، والبطة تسبح في النهر وتعلّم فراخها السباحة، والأرنب مشغول بجمع الجزر في سلّته المصنوعة من القش ليعود بها في المساء لصغاره، وكذلك كان هنالك كوخ تعيش فيه ثلاثة دببة تخرج إلى عملها في الصباح وتعود في المساء، ولكن كما أنّ هنالك حيوانات تعيش بأمنٍ وأمان وسلام فإنّ بعض الحيوانات كذلك كانت تعاني من الظلم والاضطهاد. في إحدى أشجار النخيل العالية كانت تعيش حمامة قد بنَت عشّها في أعلى الشجرة، وكانت تصعد وتنزل إلى شجرة النخيل بصعوبة، ولكن كانت أمّها قد نصحتها أن تبني العشّ في أعلى الشجرة لكيلا يستطيع أحد من الحيوانات المفترسة أن يصل إلى العش ويؤذي فراخها الصغيرة، ولكن حدث ما لم يكن في حسبان الحمامة، فقد كان يأتي إليها الثعلب المكار في كل مرة تفقس فيها بيوضها ويهددها أنّه إن لم ترمِ له الفراخ الصغيرة فإنّه سيصعد إليها ويأكلها هي وفراخها، فكانت الحمامة تخاف وترمي إليه بأفراخها الصغيرة فيأخذها ويمشي.
ذات يوم جاء إليها مالك الحزين ورآها تبكي، فقال لها: لماذا تبكين أيتها الحمامة الطيبة؟ فقالت: عندي فراخ سوف تخرج من بيوضها قريبًا، وسوف يأتيني الثعلب كعادته ويطالبني بها، فقال مالك الحزين: ولماذا ترمين إليه فراخك؟ فقالت الحمامة: إنّه يهددني ويقول إن لم ترمِ إليّ بالفراخ فإنّني سأصعد إليك وآكلكِ معها، فقال لها مالك الحزين وقد كان من أذكى الطيور وأكثرها حكمة: عندما يأتي إليكِ هذه المرّة فقولي له اصعَد إليّ وخذ الفراخ بنفسك إن كنتَ تستطيع. بعد يومين أو ثلاثة جاء الثعلب ووقف في أسفل شجرة النخيل ونادى على الحمامة: يا أيتها الحمامة، ارمي لي بفراخك وإلّا صعدتُ بنفسي، فقالت له الحمامة: اصعد إليّ إن كنتَ قادرًا على ذلك، فسكت الثعلب وعلمَ أنّ خطته لم تنجح، وقال للحمامة: من علّمكِ هذا الكلام أيتها الحمامة؟ فقالت: علّمني هذا الكلام مالك الحزين، فذهبَ الثعلب غاضبًا يبحث عن مالك الحزين، ووجده واقفًا عند النهر كعادته. اقتربَ الثعلب غاضبًا وقال لمالك الحزين: يا مالك الحزين، إنّ لك سيقانًا طويلة ومنقارًا طويلًا وأجنحة ضخمة، فماذا تفعل إنّ هبّت عليك العاصفة؟ فقال مالك الحزين: أُخفي رأسي بين جناحيّ، فقال الثعلب: وكيف تفعل ذلك؟ وهنا انتبه مالك الحزين إلى أنّ الثعلب يحاول أن يوقعه بمشكلة، فقال مالك الحزين: لا أستطيع أن أريكَ كيف، ولكن يمكن لك أن تدير لي ظهرك حتى أستعدّ لذلك، فاستدار الثعلب، وعندما استدار هرب مالك الحزين وصعد إلى شجرة عالية، وقال للثعلب: تريد أن تأكلني أيها المكّار، ولكنني كنتُ أذكى منكَ وهربتُ، وهنا عاد الثعلب يجرّ أذيال الخيبة. العبرة من هذه القصة أنّ المرء يجب عليه أن ينتبه لتصرفات الآخرين معه ويفكّر كثيرًا فيما يمكن أن يفعله قبل أن يستسلم للغدّارين والماكرين.