صورة توضيحية، تصوير: iStock-fizkes
قرر ذلك الشاب البحث عن مغامرة جديدة واكتشاف الحقيقة الكاملة حول الإشاعات المتداولة من قبل الجميع، وبحلول الليل ذهب إلى القصر المهجور وأول ما دخل حديقته سمع صوتا يناديه باسمه ويطلب منه الاستغاثة، لم يتردد ثانية ذلك الشاب طيب القلب واخترق بوابات القصر من أجل إنقاذ من استنجد به.
أول ما دخل القصر وجد كل شيء مهجورا وعليه الكثير من التراب أما عن خيوط العنكبوت فقد امتلأت جميع الأرجاء بها، وأخيرا تمكن من تحديد وجهة الصوت، وقد كان بالطابق العلوي فذهب ملبيا النداء، وعندما وصل وجدها فتاة في غاية الجمال، تسمرت قدماه في مكانها من شدة هول الموقف…
الفتاة: “يا لك من شاب طيب القلب، لقد جئتني على الفور أول ما استغثت بك مع علمك بأن القصر مهجور وملئ بالأشباح”.
الشاب: “ولكن من أنتِ؟!”
الفتاة: “إنني جنية القصر!”
الشاب: “ماذا؟!!”
الفتاة: “ومن أجل طيبة قلبك سأكافئك بشيء من الخيال”.
خلعت الفتاة التاج الذي فوق رأسها وأعطته للشاب وأمرته بارتدائه…
الشاب: “يا له من تاج جميل للغاية، لم أرى طوال حياتي تاجا بمثل جماله”.
الفتاة: “وليس ذلك فقط، إنه تاج الأمنيات ولكن تذكر جيدا أن هذا التاج فقط للأمنيات الخيرة، ولا يستخدم مطلقا في أمنيات الشر وإلا ستخسره!”
كان الشاب في غاية السعادة والفرحة إذ أنه كان دائم محبة فعل الخير لغيره دون مقابل، رحل الشاب عن القصر وفي قلبه الكثير من الأمل والتفاؤل في مساعدة كل المحتاجين فأخيرا لن يوجد في طريقه أية معيقات بفضل الله عز وجل عليه، انطلق وعلى أتم الاستعداد لعون كل من يقابله…
وفي طريق عودته لمنزل قابله رجل عجوز بعينيه هم وحيرة، سأله الشاب عما يقلقه ويجعله حزين القلب شريد العقل لهذه الدرجة…
الرجل العجوز: “لدي ابن طريح الفراش منذ سنوات طويلة الأمد، وقد استنزفت كامل قواي الجسدية والمادية لدرجة أنه لم يتبق لي حيلة وإني ضاقت بي السبل ولا أجد اليوم المال الضروري لإحضار طبيب من أجله”.
الشاب: “أيمكنني أن أساعدك يا سيدي؟”
الرجل العجوز: “يا لك من شاب طيب القلب، بالطبع يمكنك وأنت لا تحتاج لطلب الإذن لمساعدة ابني الوحيد الذي فطر قلبي بسببه”.
ذهب الشاب مع الرجل العجوز إلى منزله لمساعدة ابنه، وأول ما وصل وضع يده على التاج الذي يرتديه…
الشاب: “سأتمكن من مساعدة ابنك يا سيدي ولن نحتاج بمشيئة الله إلا لطلب أمنية واحدة من هذا التاج”.
الرجل العجوز: “أتهزأ برجل عجوز مهموم القلب كسير الخاطر يا بني؟!”
الشاب: “حاشا لله يا سيدي، انتظر فقط وسترى أنني لا أكذب عليك”.
وضع الشاب يده على التاج وتمنى شفاء الابن طريح الفراش من كل أسقامه وأوجاع بدنه، وفجأة تصاعد نور أبيض متوهج من التاج وغطى الشاب المريض بكامل جسده، وما هي إلا ثوان معدودات حتى وقف الشاب على قدمه متعافي البدن، ويا لفرحة والده الرجل العجوز بصحته التي استردها من جديد وكأنه لم يمرض يوما، كما أن الشاب أصبح فرحا ومسرورا بسبب تمكنه بفضل الله من مساعدته وإدخال السرور على قلب أبيه.
ولكن الشاب الذي تعافى كان يحمل بقلبه شرورا كثيرة، تبع لشاب طيب القلب وعلى فجأة اقتلع التاج من فوق رأسه، وتمنى الأموال الطائلة كما تمنى أن يموت الشاب وأباه من أجل أن يموت سر التاج معهما.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة للشاب الشرير حيث أن تاج الأمنيات للأمنيات الطيبة فقط، سطع نور أحمر من التاج بخلاف ما خرج منه مسبقا وجاءت سحب سوداء اللون فوق رأسه لتعيده إلى حالته السابقة، فسقط على الأرض طريحا من جديد لا يقوى على رفع إصبعه، وذهب التاج إلى صاحبه الحقيقي الذي بدوره وبطيبة قلبه تمنى الصحة والعافية له من جديد.