صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-AleksandarNakic
أو يستطيع جذب الانتباه والإعجاب مثله، وفي يوم ما فكر الطاووس أن يطلق لصوته البراح ويغني - وفعلها- ومع حماسه وشدة اندماجه أخذ صوته يعلو ويعلو وتجمعت حوله مجموعة من الطيور والحيوانات، وما إن انتهى من وصلته الأولى حتى تعالت أصواتهم : صوتك خشن، لا يصلح للغناء، توقف، يكفي إزعاجًا، كتم الطاووس حزنه وتوقف عن الغناء بعد أن سالت الدموع من عينيه.
وفي اليوم الثاني، وأثناء جولة الطاووس الصباحية، متخايلًا متباهيًا بجمال ذيله كالمعتاد، جذبّ أذنه - من بعيد- صوت جميل يغني وينشد أنغامًا عذبة، وعندما وصل المكان شاهد جمعًا من الطيور والحيوانات ملتفين حول طائر العندليب، متعلقة عيونهم وآذانهم بصوته الرقيق، يشجعونه وهو ينتقل من نغمة إلى أخرى.
الطاووس الصغير الجميل لم يستطع صبرًا، ترك المكان حزينًا غاضبًا - مرة ثانية- وأخذ يحدث نفسه:" لماذا لم يمنحني الله صوتًا جميلًا مثل صوت العندليب؟ لماذا لا يلتف الناس حولي يشجعونني؟ لماذا واجهوني بعيبي بعد أن نفروا من صوتي؟"، ولما ضاق به الحال وزاد حزنه وغضبه لم يجد إلا أمه ليشكو لها حاله، ويبكي على صدرها الحاني.
وبين الطاووس وأمه دار هذا الحوار؛ الطاووس: كل الطيور والحيوانات رحبوا بغناء العندليب وصفقوا له، وأنا الطاووس ابتعدوا عني وقالوا: صوتي خشن.
أم الطاووس: ابتسمت لولدها الطاووس الصغير: لقد وزع الله نعمه على مخلوقاته؛ هناك من أعطاه الجمال وهناك من حاباه الله بالصوت الجميل، لكل طائر أو حيوان مواهبه، ميزاته، فوائده.
الطاووس: لكنني الطاووس يا أمي! كل من يرى عباءتي يعجب بها، طول ذيلي 50 سم ، لكن طول ريش ذيلي بين 120 إلي 150 سم-، كلما فتحته وأظهرت جماله بانت صحتي وقدر قوتي وسنوات عمري يا أمي.
أم الطاووس: أهدأ وفكر ياولدي: العباءة التي ترتديها أشبه بلوحة فنان عظيم أبدع في رسمها وتنسيق ألوانها وتشكيل وحداتها وعليك أن تشكرربك، ولا تنظر إلى نعم الله على غيرك ..لا تطمع.
الطاووس: - بصوت خجول معترفًا بخطأ تفكيره - شكرًا يا ربي.. شكرًا يا أمي.. سأبدأ جولتي الآن.. نعم في الليل؛ لديّ ألوان فسفورية.. لامعة في ريش ذيلي.. ستنير لي الطريق مما يزيد من جمال مظهري.