صورة للتوضيح فقط - تصوير: PeopleImages - istock
كانت الحيوانات تعلم وقت خروجه بالصباح الباكر فكل منهم يشق طريقا له للهروب، وذات يوم تحدثت الحيوانات عنه بصوتها المرتفع:
الغزالة: “بكل أيوم أخاف أن سرعتي الفائقة تخونني فأصبح طعما له ولصغاره”.
الزرافة: “إنه قوي وسريع للغاية، وأخاف اليوم الذي يكبر فيه صغاره فيحتاج طعاما أكثر ولا يجد بدلا لي”.
الحمار الوحشي: “إن أكثر طعام يفضله وصغاره طعمي وطعم بني جنسي”، وشرع في البكاء على أصدقائه وأقاربه من كانوا طعاما في السابق للفهد وأسرته.
الثعلب: “ما بالكم جميعا تخافونه وترتعبون منه، أما أنا فسأجعله يحمل القمامة من أمام منزلي”، قالها بكل ثقة وفخر واعتزاز، ولكن الحيوانات لم يصدقوه في وعده.
ذهب الثعلب لوكر الفهد وامتدح قوته وسرعته وذكائه، وطريقته المميزة في اصطياد فرائسه، وأخبره بأنه لا يمكنه الخروج يوميا للاصطياد بل إن الحيوانات ينبغي عليها أن تقدم عنده وتقدم نفسها لتكون فريسته.
أعجب الفهد بفكرة الثعلب واغتر بنفسه، فأصبح الثعلب كل يوم يذهب ليسرق الطعام تارة من عرين الأسد وتارة من النمر، وهكذا حتى تعود الفهد على الكسل.
وبيوم من الأيام امتنع الثعلب عن الذهاب لوكر الفهد لتكتمل خطته، فصار الصغار جوعى مما اضطر لذهاب الفهد لمنزل الثعلب، وهنا اكتملت خطة الثعلب عندما سأله الفهد عن الطعام الذي عوده عليه، فأجابه الثعلب قائلا: “لك مني الطعام بشرط واحد أن تحمل القمامة من أمام منزلي”.
وبالفعل حمل الفهد القمامة من أمام منزل الثعلب، وسار بها أمام جميع الحيوانات لتذهب هيبته من قلوبهم جميعا، شعر الفهد بالندم الشديد، فأعرض عن عروض الثعلب الماكر، وعاد بكل صباح يخرج لإطعام صغاره.