صورة للتوضيح فقط - تصوير iStock-gorodenkoff
السباحة واحدة من القصص التي توضح أهمية ممارسة الرياضة في حياة الأبناء، والتي تدفعهم لمزيد من الصحة والعافية واكتساب المهارات الاجتماعية .
" علي" طالب بالمرحلة الإعدادية، اعتاد منذ أن كان بالصف الثاني الابتدائي -7 سنوات- ممارسة الرياضة يومياً؛ صيفاً وشتاءً، أيام الدراسة وأوقات الإجازة تبعاً لما يطلبه مدرب الفريق، ووفقاً لمواعيد بطولات السباحة .
فجأة تغير الحال؛ ضاق "علي" بالتدريب، بدأ يتمرد على الوقت الذي يمضيه في حمام السباحة، كره المجهود الذي يبذله ليحظى برضا المدرب، وبعد تفكير اتخذ "علي" قراره وذهب ليعلنه لأمه، التي كانت تقوم بدور السائق الذي يذهب به ويرجع معه من البيت إلى النادي، أو من المدرسة إلى مكان التدريب .
"علي" بحماس متظاهراً بالحسم في قراره: لن أذهب إلى التدريب مرة ثانية، سأبحث عن لعبة ثانية جديدة، أريد أن أستمتع بوقتي مع أصدقائي.
الأم متفاجئة: بعد كل هذه الأعوام يا "علي"! والميداليات التي حصلت عليها! ألم تنظر إلى جسمك..عضلات صدرك وذراعيك كيف أصبحت! كيف تبدو شاباً وسيماً صحيحاً! .
صمتت الأم بعد ذلك ..منتظرة جوابا من "علي" ولم تجد! هنا توقفت وكأنها تفكر في الجواب المناسب أمام غضب وحيرة "علي" وقالت بحسم: سأوافقك الرأي ولنجرب، لا سباحة بعد اليوم، سنذهب للنادي لتلعب وتجري هنا وهناك ..اتفقنا !
هدأ "علي" وشكر أمه وهو فرحان مسرور بانتصاره، وظل طوال أسبوع يذهب إلى النادي مع أمه، من دون أن يحمل أدوات السباحة، متلهفاً على قضاء وقته مع أصدقائه بحرية ومن دون التزام أو ضوابط، وكان يجلس وسط صفوف المشاهدين ..المتابعين لتدريب السباحة، بعيداً متخفياً عن عين المدرب حتى لايراه ويسأله ، منتظراً أن يفرغ أصحابه من التدريب ليلعب ويلهو معهم .
ولكن ما حدث كان شيئاً مختلفاً؛ أصدقاؤه كانوا يلعبون معه مرة ومرات كثيرة يخرجون مسرعين من غرفة تغيير الملابس متوجهين بصحبة والديهم إلى منازلهم مباشرة؛ فغداً باكر تدريب للسباحة، والبطولة على الأبواب
شاهدت الأم ما يدور أمامها وشعرت -أيضاً - بضيق "علي"، فسألته على الفور: هل اخترت لعبتك الجديدة؟ هل ارتاح جسمك؟ ومتى تنوي البحث عن أصحاب جدد؟ .
أجاب "علي" بكلمات متسرعة متلعثمة وكأنه يكتم مشاعر ندم تريد أن تقفز من جديد على لسانه: لقد غيرت رأيي يا أمي، سأعود للسباحة، وسأبقى على أصدقائي الذين عرفتهم وأحببتهم، البطولة على الأبواب وأنا أريد المزيد من الميداليات، وأحلم .
بجسم قوي وصحي، وفي لقطة طفولية جميلة فكّ "علي" أزرار قميصه وكشف عن صدره لأمه قائلاً: ألم تلاحظي يا أمي كيف أصبحت عضلات صدري!
.