صورة للتوضيح فقط تصوير : NiseriN -iStock
أمراً أن يؤخذ الأمير إلى جزيرة بعيدة جداً ليفكر وحيداً بسلوكه السيئ.
قضى الأمير منذ وصوله إلى الساحل عدّة ساعات باللعب وعند اقتراب مغيب الشمس بنى لنفسه مأوىً من أوراق الأشجار. مضت الأيام والأمير الشاب يذهب إلى الغابة كل يوم فيأكل من فاكهتها ويشرب من النهر الذي كان يجري عبرها.
مضت الأيام وأصبح الجو حاراً شيئاً ف شيئاً ، فوصل الأمير يوماً من بين فواكة الغابة إلى فاكهة كبيرة ولها قشرة خضراء ملساء. قطف إحدى تلك الثمار ولكنها بسبب وزنها الزائد انزلقت من يده وارتطمت بالأرض و انكسرت وظهر ما بداخلها كان داخلها لون أحمر جميل جداً فيه بذور سوداء.
لم يكن الأمير يعرف إن كان يمكنه الأكل من هذه الفاكهة أم لا ، ولذلك قام بحذر بتذوق القليل منها فأعجبه طعمها فقد كانت فاكهة ً حلوةً و مليئة بالماء. لم يكن يعلم الأمير ما اسم هذه الفاكهة لأنه لم يكن قد رأى شيئاً مشابهاً من قبل ولذلك فكر قليلاً ثم تبسم وقال من نفسه اسماً بلا معنى : بطيخ أحمر !!
ومن هنا حيث أصبحت قصة البطيخ الأحمر والأمير جدية فقد كانالأمير كان يذهب كل يوم إلى الغابة ويبحث بين الأوراق عن بطيخة حمراءحتى يجد واحدةً ويكسرها ويجلس ويأكلها.
وفي أحد الأيام خطر في باله: لماذا لا أرسم على البطيخ الاحمر؟؟؟ ولذلك أخذ قطعةً من الخشب ورسم على قشرة البطيخة رسمةً عجيبة.
كان يجلس كل يوم ويرسم على البطيخ حتى تعب من ذلك فقال لنفسه : ماذا يجب علي أن أفعل الآن ؟؟، تمشى وفكر قليلاً وإذ يتوارد إلى ذهنه أن لماذا لا يرمي بهذه البطيخات في البحر ؟؟
قام برمي بعض البطيخات التي كان قد رسم عليها في البحر ولكن أمواج البحر كانت قوية ولم تسمح بعبور البطيخات إلى أعالي البحر وكانت تردها إلى الساحل. فكر الأمير بنفسه قائلاً ربما الرياح لا تسمح بذلك لأن الرياح هي سبب ازدياد شدة أمواج البحر فصبر أياماً عديدة حتى هدأ البحر.
وأخيراً هدأ الطقس وخففت الرياح من سرعتها وكان سطح البحر نقياً لا تشوبه أية شائبه، فبادر إلى الساحل بسرعة كبيرة ورمى بعدد كبير من البطيخ إلى البحر. الكثير من البطيخات كانت تتحرك قريباً من الساحل والكثير أيضاً ذهبن بعيداً ، ولكن الأمير كان ذو حظ وافر جداً،ونجحت العديد من البطيخات بالوصول إلى مسافة أبعد وأبعد.
وأصبح هذا شغله الشاغل .
الأمير الذي كان يعيش في قصر جميلة ولا يكن الإحترام لأحد أصبح اليوم يرسم على البطيخ بكل صبر وأناة وينتظر أياماً حتى تهدأ أمواج البحر .
نجحت البطیخات آخیراٌ بأن تحمل معها رسائل الأمیر وفی مکان بعيد انتبه بحارة إحدى سفن الصيد إلى البطيخات العائمة فوق مياه البحر وقاموا باتباع آثارها وهم في حالة من الدهشة.
لقد كان البحارة في حالة حركة دائمة في سفينتهم الصغير حتى إذا رأوا جزءً من جزيرة من مسافة بعيدة وفي صباح اليوم التالي وطأت أقدامهم أرض تلك الجزيرة ووجدوا الأمير الشاب.
أخبر الأمير قصتة إلى البحارة ،وأراد البحارة منه أن يصعد معهم إلى سفينة الصيد الصغيرة خاصتهم ويكون لهم عوناً بذكاءه وقدرته ، قبل الأمير بذلك مقابل أنه أخذ منهم عهداً بأن يأخذونه إلى مدينته بأسرع وقت ممكن.
اقتربت قصة الأمير والبطيخ الأحمر من النهاية . بعد عدة أسابيع قام البحارة بإيصال الأمير إلى مدينته وقام الأمير بدورة بشكرهم على صنيعهم وقام بدعوتهم إلى قصر والده ليقدم لهم هديةً قيمة.
قام ربان سفينة الصيد الصغيرة بتقديم الشكر للأمير الشاب قائلاً: الحمد لله أننا استطعنا انقاذ حياة انسان ، فبعد ذلك اليوم أرسل الله لنا رزقاً وفيراًفهذا الدعاء الطييب يكفينا ، أوصل سلامنا إلى الملك.
وهكذا عاد الأمير إلى قصر والده ، وحكى قصصه العجيبة مع قصة تلك البطيخات أيضاً، وأكمل حياته إلى جانب عائلته بسعادة وهناء. ومنذ ذلك الوقت بدأت شعوب الدنيا بالتعرف على البطيخ الأحمر وتلذذو بهذه الفاكهة الرائعة.
نتمنى أن تكونو قد أحببتم هذه الاسطورة الآسيوية الجميلة.