صورة للتوضيح فقط -تصوير: AshleyWiley - istock
ويرى العلماء أن المخلوق البحري يتمتع بدرجة من الذكاء والوعي تميزه عن بقية الحيوانات، ولديه قدر من الإدراك بحيث يمكنه الشعور بالعواطف والألم وتجربة مشاعر مشابهة لما يحسه البشر من الضيق أو الفرح والسعادة، ما قد يجعل من حبسه في الأحواض بمثابة التعذيب.
وذكرت ديلي ميل إن مخاوف خبراء حفظ البيئة تنبع من حقيقة عدم كشف المسؤولين عن مشروع استزراع الأخطبوط عن المعايير التي سيتبعونها في ما يتعلق بكيفية تربيته في ظروف الأحواض، مع الأخذ في الاعتبار أن يرقاته لا تتغذى إلا على الأحياء وتحتاج لبيئة يتم التحكم بها بعناية.
وكانت الشركة المسؤولية عن مشروع مزرعة الأخطبوط أعلنت عزمها بداية التسويق لبيع الأخطبوط المستزرع في الصيف المقبل بغرض الاستفادة من لحمه في الطعام، على أن يبدأ بيعه في 2023.
ويتوقع أن تنتج المزرعة نحو 3000 طن من لحم الأخطبوط سنوياً.
ولم يكشف المشروع عن خططه حول طرق تربية الأخطبوط وحفظه أو حجم الأحواض المخصصة له ونوع طعامه وكيفية قتله من أجل بيعه كلحوم.
وأفادت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أن العلماء توصلوا إلى قناعة بشبه استحالة تربية الأخطبوط في ظروف رفاهيته وحياته الطبيعية، وأوصت بفرض حظر على استيراد الأخطبوط المستزرع.
وبمراجعة شملت 300 دراسة علمية، خلصت الدراسة إلى أن الأخطبوط كائن يتميز بالذكاء والوعي ويمكن أن يعاني الضيق والألم بالإضافة للشعور بالإثارة والسرور.
ودعا خبراء في منظمة (CIWF) الدولية المعنية بالرفق بالحيوان ومكافحة تصدير الحيوانات الحية، الحكومات لحظر زراعة الأخطبوط.
وقالت الدكتورة إلينيا لارا، مديرة الأبحاث في المنظمة، لشبكة «بي بي سي» إن «حيوانات الأخطبوط هي كائنات مذهلة وذكية للغاية، وتفضل العيش على انفراد، لذا فإن وضعها في أحواض لا يناسبها».
وأشارت إلى ما أورده الفيلم الوثائقي "My Octopus Teacher" أو معلمي الأخطبوط، على شبكة نتفليكس، والذي يتناول مخرجه قصة صداقة غير عادية تنشأ بينه وبين أخطبوط خلال تجربة غوص في مياه غنية بعشب البحر في جنوب أفريقيا.
وتفيد تجارب الخبراء بأن الأخطبوط يُفضل العيش في نطاق يعتبره حدوده الخاصة، لذا من المرجح أن يواجه اضطرابات عند حفظه في حوض مع آخرين من نوعه، وأن تحدث مخاطر مثل محاولة الأخطبوطات أكل بعضها البعض.