وجاء نشر هذه المعطيات بعد التماس قدمته "الحركة لحرية المعلومات"، وأظهرت الفجوات بوضوح حتى بين بلدات متجاورة لا تفصل بينها سوى مسافات قصيرة.
ويُستدل من المعطيات، بانه في مدينة أم الفحم، سجلت أعلى نسب تطعيم ضمن لقاحات الروتين في إسرائيل، إذ تراوحت نسب التطعيم للقاحات مثل الحصبة، الحصبة الألمانية، التهاب الكبد B، التهاب السحايا وجدري الماء بين 93% و99%. في المقابل، بلغت نسبة التطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية في برديس حنّا–كركور 72% فقط، أي أقل من مدن حريدية مثل القدس (76%) وبيت شيمش (75%).
ولا تُعد أم الفحم حالة استثنائية، فبصورة عامة، سُجّلت أعلى نسب تطعيم في البلدات العربية والدرزية. على سبيل المثال، تُظهر كفر قاسم، طمرة وبسمة طبعون نسبَ تطعيم تزيد عن 90% للقاح الحصبة والحصبة الألمانية.
للاستزادة اكثر حول هذا الموضوع استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر د. رهام خليليّة - طبيبة أطفال في صندوق المرضى لئوميت.
وقالت رهام خليليّة في حديثها لقناة هلا : " معدلات التطعيم معروفة جيدا وكثيرا في قرانا ومدننا العربية وهناك اقبال عال على التطعيمات الروتينية لأطفالنا ، في المقابل في المدن والقرى اليهودية هناك انخفاض كبير ونسب منخفضة جدا في الحصول على التطعيمات ، وهذا يمكن تفسيره بأن المجتمعات المغلقة مثل الحريديم فيها نسبة عالية من " التحريض " ضد التطعيمات الروتينية ، حيث يتم التحريض بشتى الوسائل وبكتيبات يتم توزيعها بين المواطنين ، وبهذا حدث انخفاض كبير في نسب التطعيمات في المجتمعات الهودية " .
وأضافت رهام خليلية : " كلما نتحدث مع عائلات نسبة الوعي لديهم أكبر نجد أن نسبة التطعيم للأطفال والكبار لديهم أعلى وأكبر ، لأنه يكون هناك سهولة أكبر لدى الطاقم الطبي ، ولكن لا أرى ان هذه الفروقات ليست كبيرة في مجتمعنا العربي . من ناحية أخرى يمكن القول أن الشخص الذي لديه عبء اجتماعي أو مستوى ثقافي متوسط ويحمل مسؤوليات كثيرة خاصة اذا كانت عائلته كبيرة ، فان ذلك يجعل من الاقبال على التطعيم اقل " .
وتابعت بالقول: " أعلى نسب تطعيم تتمركز في القرى والمدن العربية في منطقة الشمال والمركز ، وأقل في منطقة الجنوب وخاصة في النقب ، وهذا يعود لاسباب عديدة منها الفروقات الاجتماعية بين المناطق ، ومدى انتشار الطواقم الطبية في هذه المناطق أيضا ، وصعوبة الوصول الى المناطق الجنوبية مما جعل هناك نوعا من عدم الثقة بين المواطنين والمؤسسات الرسمية " .

