لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة حماس عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لمنازل تحولت إلى أطلال بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا .
وفي أكتوبر تشرين الأول، عادت القوات الإسرائيلية بريا إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر حماس ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.
تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجأوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام "هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... هاي مساحة هادي؟"
وتابع قائلا لرويترز "المفروض مساحة أكبر من هيك... طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب".
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة حماس الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ونشرت حماس بيانا يوم الخميس تقول إن " عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي إلى الشمال ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت".
وجاء في بيان حماس "من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد ’البحر’... سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله".
وأضاف البيان "سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات".
وبما يسلط الضوء على المخاوف التي لدى الكثير من الفلسطينيين بشأن مدى متانة اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن " قصفا من دبابة إسرائيلية تسبب في مقتل اثنين من السكان في رفح جنوب القطاع ".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى هذا الأمر.
سيرا على الأقدام
قالت حماس إنها ستسمح للناس بالعودة سيرا على الأقدام على طول الطريق الساحلي، وهو ما يعني المشي لعدة كيلومترات حتى المنطقة الرسمية في الشمال من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش.
وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.
وذكر سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس إن " الحركة على اتصال بعدة أطراف عربية ودولية للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق من بينها توفير الخيام".
وأضاف أن "حماس ستبدأ العمل فورا على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل" .
وقال لرويترز "سنقوم بتوظيف كل إمكانياتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم".
وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة والذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الشهور الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيرانا محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.
وقال محمد بدر وهو أب لعشرة أطفال "بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها ولا (أغطية) لاقين نتغطى فيه إحنا وأطفالنا. طول الليل نتناوب على أي إشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلى معانا أمراض".
أما زوجته أم نضال فقالت إنها لا تصدق حجم الدمار. وأضافت "اتصدمت. ولا في دار واحد كله ردم. مفيش ولا حاجة.. الشوارع ما تعرفش تمرق (تسير) منها. كله فوق بعضه.. أصلا انت بتوه هايدي داري ولا مش داري؟... وريحة الجتت والشهداء في الشوارع".
Photo by BASHAR TALEB/AFP via Getty Images