التفكير في كيفية توفير متطلبات أبنائنا لضمان نموهم بشكل متوازن.
ولتحقيق هذا الهدف، نتابع في هذا التقرير كيفية تقسيم متطلبات الأبناء إلى ثلاث مراحل أساسية؛ تتوافق مع تطورهم العمري والنفسي، وكل مرحلة تحمل احتياجاتها الفريدة التي تتطلب فهماً عميقاً من الأهل، ومرونة في التكيف مع تغيرات العصر، اللقاء والدكتورة مروة رشوان أستاذة التربية وتعديل السلوك لتوضيح تفاصيل المراحل الأساسية الثلاث في حياة كل طفل ومتطلباتها، ودور الآباء في التعامل معها.
المرحلة الأولى: بناء الأساس (من الميلاد إلى 7 سنوات)
في السنوات الأولى من حياة الطفل، تتشكل القاعدة الأساسية لشخصيته ومستقبله، وخلال هذه المرحلة يتم بناء الجوانب الأساسية للثقة، والأمان، والانتماء. يحتاج الطفل إلى الشعور بالحب غير المشروط، العناق والكلمات الدافئة هما حجر الأساس لثقة الطفل بنفسه وبمن حوله، والتواصل الجسدي مثل العناق واللمس الإيجابي، يساعدان على تقوية الروابط العاطفية مع الوالدين. يحتاج الطفل إلى بيئة آمنة وخالية من التوترات، الالتزام بالروتين اليومي مثل مواعيد النوم والطعام مما يساهم في شعوره بالراحة والاستقرار.
يُعد اللعب أحد أهم أدوات التعلم في هذه المرحلة، الألعاب البسيطة والملونة تعزز تطور الحواس، وتساعد الطفل على استكشاف العالم، والقراءة مع الطفل منذ الصغر تعزز مهاراته اللغوية وتنمي خياله.
المرحلة الثانية: بناء المهارات والاستقلالية (من 8 إلى 12 سنة)
تُعتبر هذه المرحلة مرحلة انتقالية بين الطفولة والمراهقة، حيث يبدأ الطفل في تطوير هويته المستقلة واكتشاف العالم من حوله. يُصبح التعليم أكثر أهمية، ويحتاج الطفل إلى أدوات تعليمية تُحفّز فضوله واستيعابه، ولهذا يجب تقديم المعرفة بطرق ممتعة وجذابة، وربطها بالحياة العملية. يجب السماح للأطفال باتخاذ قرارات صغيرة، مثل اختيار ملابسهم أو ترتيب أوقاتهم، لتطوير مهاراتهم في حل المشكلات. إشراكهم في الأنشطة المنزلية يُعزز إحساسهم بالمسؤولية.
المرحلة الثالثة: بناء الهوية وتحقيق الذات (من 13 إلى 18 سنة)
مع دخول الطفل إلى مرحلة المراهقة، تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية في الظهور، مما يُعزز شعوره بالاستقلالية والرغبة في استكشاف ذاته والعالم. تُعتبر هذه المرحلة حساسة للغاية، حيث يحتاج المراهق إلى الشعور بالتقدير والقبول، حيث يجب أن يكون الوالدان مصدر أمان ودعم للمراهق، خاصة خلال فترات الشكوك أو الإحباط. يبدأ المراهق في التفكير في مستقبله الأكاديمي والمهني، وهنا يحتاج إلى توجيه عملي ومعلومات واضحة حول خياراته، لذا يجب توفير الفرص لتجربة مهارات جديدة، أو الانخراط في أنشطة تنمي شغف المراهق، وهذا يُعد أمراً ضرورياً. ىيُصبح الأصدقاء محوراً مهماً في حياة المراهق، يحتاج الأهل إلى مراقبة علاقاته دون التدخل المباشر، وتعزيز الحوار المفتوح والصادق يُساعد في تجنب السلوكيات الخاطئة.
يجب أن يُمنح المراهق الحرية لاكتشاف نفسه وتحديد أولوياته، مع الحفاظ على التوازن بين التوجيه والاستقلالية، مع تعزيز قيم الاحترام والمسؤولية، فيساعده هذا في بناء هويته بشكل صحي.
صورة للتوضيح فقط تصوير:Prostock-studio-shutterstock