logo

شاب (18 عاما) من الشمال توجه لإجراء عملية تجميل لإزالة ‘حبة‘ من أنفه واكتشف بانها ورم خطير ونادر

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-01-2025 20:34:29 اخر تحديث: 15-01-2025 21:01:31

وصل شاب يبلغ من العمر 18 عاما، إلى المركز الطبي للجليل، لإجراء عملية تجميلية لإزالة بثرة ظهرت في طرف أنفه. ولكن بعد إجراء الفحوصات، تبين أنه يعاني من ورم كبير امتد من الأنف باتجاه الدماغ، مما شكل خطرًا على حياته.

وأفاد المستشفى أن الشاب خضع لعملية معقدة وتم تسريحه بحالة جيدة. 

الجراح: "لو لم يتم اكتشاف الورم، لكان قد تسبب بعدوى دماغية تهدد الحياة"

وفي تفاصيل الواقعة، وصل قبل عدة أيام، "نوعام" (اسم مستعار)، شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من نهاريا، إلى المركز الطبي للجليل وهو يعاني من بثرة في طرف أنفه تُفرز سوائل بشكل مستمر. وكان هدف الزيارة إجراء عملية تجميلية لدى الدكتور إيال سيلع، مدير قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في المستشفى. لكن مظهر البثرة وشكل الأنف أثارا شكوك الطبيب، مما دفعه لإحالة "نوعام" لإجراء فحوصات.

وقال الدكتور سيلع: "جاء الشاب إلى عيادتي الخاصة لإجراء عملية تجميلية للأنف بعدما فحصه عدد من الجراحين الذين لم يلتفتوا للبثرة في طرف الأنف. بناءً على شكوكي، تم توجيهه بشكل عاجل لإجراء تصوير مغناطيسي". وفعلاً، كشفت الفحوصات عن ورم حميد بحجم 10 سم، امتد من الأنف إلى قاعدة الجمجمة، مما أدى إلى توسع جسر الأنف. نظرًا لهذه النتائج، تم عقد استشارة بين أطباء قسم الأنف والأذن والحنجرة وأطباء جراحة الأعصاب، وتم اتخاذ قرار بإزالة الورم من الأنف وفصله عن الدماغ ".

عملية معقدة باستخدام تقنية المنظار

وقاد الدكتور طال مارشيك، مدير وحدة الأنف والجيوب الأنفية وجراحة قاعدة الجمجمة، العملية الجراحية المعقدة والمطولة بالتعاون مع الدكتور يوڤال غروبر، جراح أعصاب كبير ومدير خدمات جراحة قاعدة الجمجمة. أُزيل الورم عبر الأنف باستخدام تقنية المنظار دون أي شقوق خارجية. العملية أُجريت باستخدام أنظمة حديثة، حيث تم فصل كامل بين الورم الموجود في الأنف وقاعدة الجمجمة، وبين الجزء الذي انتشر باتجاه الدماغ.

وأفاد المستشفى بأنه تم نقل "نوعام" لقسم مراقبة جراحة الأعصاب لبضعة أيام، للتأكد من إغلاق كامل يمنع تسرب السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي إلى الأنف. وبعد إجراء تصوير مقطعي أكد الإغلاق الكامل وإزالة الورم، تم تسريحه بحالة جيدة.

وقال الدكتور مارشيك بأن الحالة تمثل ورمًا نادرًا من نوع "درمويد"، مع انتشار داخل الدماغ، مشيرًا إلى أن المراكز الطبية سجلت حالات نادرة فقط من هذا النوع. وفي معظم الحالات، تمت إزالة الورم باستخدام تقنيات جراحية مفتوحة أو مختلطة تشمل شقوقًا في الأنف وفتح الجمجمة.

وأوضح أن العملية التي أجريت كانت فريدة من نوعها باستخدام تقنية المنظار عبر الأنف فقط، حيث تم الفصل الكامل بين الأنف وقاعدة الجمجمة وبين الجزء الذي انتشر إلى الدماغ. وأضاف: "الهدف الرئيسي كان منع عدوى دماغية تهدد الحياة. وبفضل التقنية المستخدمة، لم يعان نوعام من أي شقوق في الوجه ولم تكن هناك حاجة لفتح الجمجمة".

وأشار الدكتور إلى أن "نوعام" لن يحتاج في هذه المرحلة إلى عملية جراحية للدماغ، وسيبقى تحت المراقبة. وقال: "على الأرجح، أنقذناه من عملية جراحية معقدة للغاية كانت ستشمل فتح الجمجمة".

في الختام، شدد الدكتور مارشيك على أهمية عدم تجاهل مثل هذه الحالات. وقال: "إذا ظهرت آفة جديدة أو بثرة تفرز سوائل في طرف الأنف، وكان جسر الأنف عريضًا، يجب استشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة لمواصلة الفحص، وعدم اعتبار الأمر مجرد عيب تجميلي".

البثرة على وجه الشاب التي اتضح بعد الفحص انها سرطان - تصوير المركز الطبي للجليل

د. طال مرشق - صورة من المركز الطبي للجليل