Photo by Megan Varner/Getty Images
رئاسة الولايات المتحدة مشكلات منها سوء الأوضاع الاقتصادية وأزمة الرهائن في إيران لكنه توسط في السلام بين إسرائيل ومصر وحصل فيما بعد على جائزة نوبل للسلام عن عمله الإنساني.
وقال تشيب كارتر نجل الرئيس الراحل "كان والدي بطلا، ليس فقط بالنسبة لي، بل لكل من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والحب المجرد من الأنانية. تشاركت أنا وإخوتي وأختي هذا الحب مع بقية العالم من خلال هذه المبادئ المشتركة. العالم هو عائلتنا بسبب الطريقة التي جمع بها الناس معا، نشكركم على تكريم ذكراه من خلال الاستمرار في العيش وفقا لهذه المبادئ المشتركة".
وذكر مركز كارتر أن مراسم عامة ستقام في أتلانتا وواشنطن يليها مراسم دفن خاصة في بلينز. وأضاف أن الترتيبات النهائية للجنازة الرسمية لم تحدد بعد. وكان ينتمي للحزب الديمقراطي وشغل منصب الرئيس من عام 1977 إلى 1981 بعد هزيمة الرئيس الجمهوري آنذاك جيرالد فورد في انتخابات عام 1976. ولم يتمكن من الفوز بولاية ثانية إذ تلقى هزيمة ساحقة أمام منافسه الجمهوري رونالد ريجان، الممثل السابق وحاكم كاليفورنيا.
وامتد عمر كارتر بعد انتهاء ولايته لفترة أطول من أي رئيس أمريكي آخر. واكتسب سمعة طيبة طوال مسيرته كرئيس سابق مقارنة بما كان عليه الوضع عندما كان رئيسا، وهي المكانة التي كان يدركها.
وتميزت فترة رئاسته الوحيدة بإبرام اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر، والتي جلبت بعض الاستقرار إلى الشرق الأوسط. لكن فترة رئاسته شهدت ركودا اقتصاديا وتراجعت شعبيته بشكل مستمر، فضلا عن الإحراج الذي أحدثته أزمة الرهائن في إيران والتي استنفدت آخر 444 يوما له في منصبه.
في سنواته الأخيرة، عانى كارتر من مشكلات صحية عديدة مثل الورم الميلانيني الذي انتشر إلى الكبد والدماغ. وقرر كارتر تلقي رعاية خاصة لمن يدنو أجلهم في فبراير شباط 2023 بدلا من الخضوع لتدخل جراحي آخر. وتوفيت زوجته روزالين كارتر في 19 نوفمبر تشرين الثاني 2023 عن 96 عاما. وبدا هزيلا عندما حضر مراسم تأبينها وجنازتها جالسا على كرسي متحرك.
انتهت ولاية كارتر الرئاسية بعدما خسر شعبيته تماما لكنه عمل بجد على مدى عقود على القضايا الإنسانية. وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديرا "لجهوده الدؤوبة في إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
كان كارتر من الوسطيين عندما كان حاكما لولاية جورجيا وذا ميول شعبوية عندما أصبح الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة. وكان دخيلا على واشنطن في وقت كانت فيه البلاد لا تزال تعاني من تداعيات فضيحة ووترجيت التي دفعت الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة من منصبه في عام 1974 وتولى نائبه جيرالد فورد رئاسة البلاد بعد ذلك.
وقال كارتر بابتسامة عريضة لدى ترشحه "أنا جيمي كارتر وأترشح للرئاسة. لن أكذب عليكم أبدا".
عندما طُلب من كارتر تقييم فترة رئاسته، قال في فيلم وثائقي عام 1991 "كان أكبر فشل عانينا منه هو الفشل السياسي. لم أتمكن قط من إقناع الشعب الأمريكي بأنني زعيم قوي وحاسم".
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها في منصبه، لم ينافس كارتر من الرؤساء السابقين سوى القليل على تحقيق الإنجازات. فقد اكتسب شهرة عالمية باعتباره مدافعا لا يعرف الكلل عن حقوق الإنسان، وصوتا للمحرومين، وزعيما في مكافحة الجوع والفقر، ففاز بالاحترام الذي فقده عندما كان في البيت الأبيض.
ونال كارتر جائزة نوبل للسلام عام 2002 لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان وحل النزاعات في مختلف أنحاء العالم، من إثيوبيا وإريتريا إلى البوسنة وهايتي. وأرسل مركز كارتر في أتلانتا وفودا دولية لمراقبة الانتخابات إلى مختلف دول العالم.