استقرارنا المعيشي. الإدارة السليمة للموارد المالية تتيح لنا مواجهة الأزمات بثقة أكبر، وتساعدنا على تحقيق التوازن بين الدخل والمصروفات، مما يجعلنا أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات.
وحول هذا الموضوع، تقول دينا حسن نجم من الناصرة وهي مراقبة حسابات ومستشارة اقتصادية - تقول في حديث أدلت به لموقع بانيت وقناة هلا: "المال، صراحةً، هو مفهوم ينظر إليه العالم بوجهات نظر مختلفة. مما لا شك فيه أن هناك كميات هائلة من المال، لكن الفرق يكمن في كيفية تعاملنا معه. فالبعض يرى المال كهدف، بينما يراه الآخرون كوسيلة. هنا أود أن أشير إلى أنه كلما ربطنا أهدافنا بالأمور المادية، نفقد شيئًا في الطريق لتحقيق هذا المال. لذلك أقول دائمًا: اجعلوا المال وسيلة لتحقيق أهداف أخرى، سواء مادية أو غيرها". ومضت قائلة: "للأسف، هناك أشخاص يربطون سعادتهم بالمال، رغم أن السعادة شيء روحاني وغير ملموس، بينما المال شيء مادي. ومن الخطأ دمج هذين المفهومين معًا. صحيح أن المال مهم، لكنه ليس الأهم".
"الترشيد المالي مهم جدًا"
وأشارت دينا نجم الى "ان الترشيد المالي يعني التثقيف المالي ورفع الوعي بالثقافة المالية، سواء لدى الأفراد أو الأسر. نواجه اليوم الكثير من التحديات، خصوصًا في ظل الظروف الحالية، حيث لا يدرك البعض حجم التحدي الذي نعيشه. الترشيد المالي مهم جدًا، لأن من خلاله نقوم بتثقيف الناس ماليًا ونحاول ترسيخ المفاهيم المالية قدر الإمكان، سواء على مستوى الأفراد أو المجموعات. الإدارة المالية ليست فقط تقليل المصروفات، بل هي تحقيق التوازن بين الدخل والمصروفات، مع أهمية وجود وعي بالتوفير. في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، يصبح التوفير ضرورة لضمان مستقبل أفضل ومواجهة التحديات بشكل أكثر كفاءة".
"من المهم أن نبدأ بإدارة المال بشكل سليم في كل الظروف"
وأوضحت دينا نجم لقناة هلا، أن "الإدارة المالية للأسر أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. المال يمكننا من العيش بكرامة دون الحاجة إلى الآخرين، كما يساعدنا على تحقيق التوازن في مختلف جوانب حياتنا. من المهم أن نبدأ بإدارة المال بشكل سليم في كل الظروف، وليس فقط خلال الأزمات. التثقيف المالي منذ الصغر يُمكننا من تجاوز التحديات بسهولة أكبر".
"الخطأ الأكبر هو إنفاق أكثر من الدخل"
وشددت دينا نجم على "أن الخطة المالية بسيطة تتمثل في معرفة الدخل لهذا الشهر وترتيب المصروفات حسب الأولويات، من الأكثر أهمية إلى الأقل، مع الالتزام بإطار الدخل. الخطأ الأكبر هو إنفاق أكثر من الدخل، ما يؤدي إلى تراكم الديون. عند ملاحظة تراكم الديون، يجب أن تُضيء لدينا إشارة التحذير، ونقوم بوضع خطة متوازنة بمشاركة أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال، فالمشاركة تُسهل تنفيذ الخطة، وبعدها نقيم الوضع ونقوم بالتعديلات اللازمة".
وأضافت: "مشكلتنا تكمن في صعوبة تنفيذ الخطة بسبب تعودنا على عادات معينة. لذلك، علينا اتخاذ قرارات جريئة لتغيير النهج واعتماد أسلوب مالي أكثر انضباطًا لتحقيق الاستقرار المالي".
