صورة من مركز العودة
والاستعمار البريطاني، والتداعيات العالمية المستمرة" .
أدارت النقاش الناشطة فرح كوتينيه، وشارك فيه متحدثون بارزون من بينهم الناشط الأيرلندي الاشتراكي والمدافع عن حقوق الإنسان تومي مكارني، الخبير السياسي صائب شعث، الصحفي الاستقصائي ديفيد كرونين، والناشطة الحقوقية مريم الدوسري.
قدّم المتحدثون تحليلات وتأملات نقدية حول " إرث الوعد، مسلطين الضوء على كيف أسس لممارسات منهجية ما زالت تؤثر على الفلسطينيين حتى اليوم. وأثرت الندوة ببحث معمق في حركات المقاومة التاريخية، والاستراتيجيات الاستعمارية البريطانية، والسياسات الدولية تجاه فلسطين" .
افتتح الندوة ديفيد كرونين، الصحفي الأيرلندي البارز ومحرر لدى "إلكترونيك انتفاضة" ومؤلف كتاب "ظل بلفور: قرن من الدعم البريطاني للصهيونية وإسرائيل". تناول كرونين " وعد بلفور كخطوة سياسية متعمدة تجاهلت حق الفلسطينيين في تقرير المصير، مما مهد الطريق لحرمانهم الممنهج من حقوقهم. وبيّن كيف تطور الدعم البريطاني ليشمل المساعدة الكاملة، مشيرًا إلى أن قرارات بريطانيا الاستراتيجية أثناء انتدابها في فلسطين أسهمت في تهيئة الظروف لتهجير الفلسطينيين بشكل واسع. كما أشار كرونين إلى صمت الإعلام البريطاني مؤخرًا عن الدور البريطاني المستمر، بما في ذلك عمليات المراقبة فوق غزة، مما يؤكد على عمق التواطؤ وضرورة المساءلة العاجلة" .
صائب شعث، الخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي الفلسطيني السابق والمؤسس المشارك للإغاثة الطبية الأيرلندية لفلسطين، قدم عرضًا تاريخيًا مفصلاً عن "الاستعمار الاستيطاني، ووضع الصهيونية ضمن سياق أوسع من الإمبريالية ذات الجذور في الاستراتيجيات الاستعمارية البريطانية التي تم اختبارها أولاً في أيرلندا. أوضح شعث أن الانتداب البريطاني بنى هياكل سياسية لدعم الاستيطان الصهيوني، وهو شكل من الاستعمار يهدف إلى تجريد الفلسطينيين الأصليين من أراضيهم. ودعا شعث إلى المساءلة القانونية لقادة بريطانيا والغرب المتورطين في دعم سياسات القمع المستمرة للفلسطينيين" .
تومي مكارني، الاشتراكي الأيرلندي وعضو سابق في الجيش الجمهوري الأيرلندي، شارك برؤيته حول " أوجه التشابه بين الممارسات الاستعمارية البريطانية في أيرلندا وفلسطين. مستنداً إلى تجاربه الشخصية، ناقش مكارني كيف استخدمت الإمبراطورية البريطانية تاريخيًا أساليب الاستعمار الاستيطاني لخلق انقسامات، وهي نهج تم تطبيقه أيضًا في فلسطين لفرض السيطرة على المناطق الاستراتيجية. وأكد مكارني على أن دعم بريطانيا والولايات المتحدة المتواصل لإسرائيل كقاعدة استعمارية في الشرق الأوسط يعكس النوايا الإمبريالية التي شوهدت في أيرلندا الشمالية، موضحاً أن استراتيجية "فرق تسد" تهدف إلى إبقاء المستعمرين والسكان الأصليين في حالة صراع لمصلحة المصالح الإمبريالية. وتوقع أن إسرائيل قد تواجه مصيرًا مشابهًا لما واجهته بريطانيا في أيرلندا الشمالية في حال فقدانها للدعم الإمبريالي" .
أما المتحدثة الأخيرة، المدافعة عن حقوق الإنسان مريم الدوسري، فقد سلطت الضوء على " الأثر الإنساني المباشر للسياسات البريطانية والصهيونية على المجتمعات الفلسطينية. ركزت الدوسري على الأزمات الإنسانية المستمرة في غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى التحديات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون تحت الاحتلال، بما في ذلك هدم المنازل، والقيود المفروضة على الوصول إلى الموارد الأساسية، والتآكل المستمر للحقوق. وحثت المجتمع الدولي على الاعتراف بالأثر الإنساني لهذه السياسات والعمل على معالجتها، ووصفت معاناة العائلات الفلسطينية بأنها نتيجة مؤسفة لطموحات استعمارية بدأت مع وعد بلفور" .
خلال الجلسة الختامية، تناول المتحدثون "دور بريطانيا الحالي في الأزمة، ولا سيما دعمها العسكري وتوفيرها خدمات المراقبة لإسرائيل. كما ناقشوا تضامن أيرلندا مع فلسطين، منتقدين الحكومة الأيرلندية على محدودية إجراءاتها في تنفيذ سياسات من شأنها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بفعالية. سلط كرونين وشعث الضوء على الاكتشافات الأخيرة بشأن استخدام المجال الجوي الأيرلندي لنقل الذخيرة إلى إسرائيل، مما يكشف عن عمق التواطؤ الغربي فيما وصفه المتحدثون بـ"إبادة جماعية عصرية".
وأكد مركز العودة الفلسطيني على "ضرورة التوعية، والمناصرة، والمساءلة القانونية، مشجعًا الجمهور على متابعة جهودهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعم الفعاليات القادمة التي تهدف إلى تعزيز الأصوات الفلسطينية والدفاع عن العدالة" .