logo

عنات ملا حاج من يركا في دراسة: ‘نمط الحياة الصحي والفعّال يؤخر ويمنع مرض الزهايمر‘

بقلم : المعالجة الوظيفية المختصة بالجيل الثالث والذاكرة عنات ملا حاج من يركا
14-10-2024 16:24:36 اخر تحديث: 14-10-2024 17:56:32

تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن نمط الحياة الصحي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز صحة الدماغ وتأخير أو حتى الوقاية من مرض الزهايمر. بناءً على الأدلة العلمية، يمكن للأفراد الذين يتمتعون بذاكرة قوية،

عنات ملا حاج - صورة شخصية

أن يتفوقوا أيضًا في نسيان المعلومات غير الضرورية بسرعة، إذ يتصرف الدماغ بكفاءة في حذف المعلومات غير المهمة للحفاظ على فعاليته" .

أهمية المعنى في الحياة

أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يجدون معنى لحياتهم يتمتعون بحصانة أكبر ضد الأمراض، بما في ذلك التدهور المعرفي. هؤلاء الأفراد يميلون إلى امتلاك أدمغة أكثر قوة وتعرض أقل للضغوط النفسية. الجدير بالذكر أن الضغوط النفسية والتوتر المزمن هما من العوامل المؤثرة سلبًا على صحة الدماغ، إذ يتسببان في تلف الخلايا العصبية والشبكات الدماغية.

التقاعد وأثره على القدرات الذهنية

عند تقاعد الأشخاص من مهن معرفية، مثل الأساتذة الجامعيين، والانتقال إلى أنشطة ذهنية غير محفزة مثل متابعة المسلسلات، يلاحظ البعض تراجعًا سريعًا في القدرات الذهنية. هذا يسلط الضوء على أهمية الاستمرار في ممارسة الأنشطة المعرفية بدرجات متفاوتة من التحدي الذهني. الأنشطة البسيطة مثل مشاهدة التلفاز لا تعتبر فعّالة بما يكفي لتحفيز الدماغ.

العلاقات الاجتماعية وأثرها على الدماغ

العلاقات الاجتماعية تعتبر من أهم العوامل التي تعزز الألياف والشبكات العصبية في الدماغ. التفاعل الاجتماعي مثل المحادثات، المقابلات، وحتى الأحاديث العفوية الإيجابية يسهم في تحسين الصحة العقلية. تتطلب هذه الأنشطة القدرة على التركيز، الإصغاء، والتفكير النقدي، وهي جميعها مهارات تعزز الشبكات العصبية وتحافظ على قوتها.

مراحل الشيخوخة وتأثيرها على الأنشطة الدماغية

عادةً ما يتم تقسيم الجيل الثالث (ما بعد عمر 65 عامًا) إلى ثلاث فئات:

1. الشيخوخة المبكرة: من 65 إلى 75 عامًا.

2. الشيخوخة المتوسطة: من 75 إلى 85 عامًا.

3. الشيخوخة المتأخرة: فوق عمر 85 عامًا.

خلال هذه المراحل، تزداد أهمية الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والمعرفية. المشاركة في الدورات التعليمية، تعلم مهارات جديدة، حضور المحاضرات، أو حتى التسوق، الذي يُعتبر بيئة ديناميكية، يعزز صحة الدماغ. الأهم أن تكون هذه الأنشطة ممتعة وذات أهمية شخصية للفرد، لتجنب الضغوط والإرهاق.

الأنشطة البدنية والنفسية لتجنب مرض الزهايمر

في الأبحاث الحديثة، يُوصى بممارسة الرياضة بانتظام كوسيلة فعّالة لمنع مرض الزهايمر. تُعدّ الحركة والنشاط البدني مثل المشي أو التمارين المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا من العوامل التي تسهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد في تغذيته وتنظيفه من الفضلات الضارة. إلى جانب ذلك، الأنشطة النفسية مثل التأمل، تمارين التنفس، الاستماع إلى الموسيقى، وحتى الصلاة، تلعب دورًا وقائيًا في الحفاظ على صحة الدماغ.

أهمية التذكر والنسيان

من الطبيعي أن ننسى معلومات غير مهمة بالنسبة لمستقبلنا، مثل اسم ممثل شاهدناه في فيلم قبل أسبوع. هذا النوع من النسيان لا ينبغي أن يثير القلق، لأن الدماغ يعمد إلى حذف المعلومات غير الضرورية للحفاظ على كفاءته. أما نسيان معلومات جوهرية مثل أسماء أفراد الأسرة المقربين فقد يكون مؤشرًا يستدعي الانتباه.

توصيات للحفاظ على صحة الدماغ

من أجل تعزيز صحة الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي، تُوصي الأبحاث باتباع الخطوات التالية:

النوم: الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميًا.

التغذية: اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على عناصر غذائية مفيدة للدماغ.

النشاط البدني: ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، بما يسمح بتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ وتنظيفه.

التفاعل الاجتماعي: المشاركة في أنشطة اجتماعية مثل التطوع، ممارسة الهوايات، ومقابلة الأصدقاء.

باتباع هذه النصائح، يمكن الحفاظ على صحة الدماغ وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات الذهنية مع التقدم في العمر، بما يساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.