ووجه رسالة قائلا لهم "اصمدوا، وعلينا أن نجد حلاً سريعًا لهذا الأمر".
وتأثرت قاهرة نابليون بشدّة من تردي الاوضاع الأمنية، فغاب عنها الزوار والسياح واضطر بعض اصحاب المصالح التجارية لاغلاق الابواب.
يقول سامي هواري عن الاوضاع الاستثنائية التي تعيشها مدينة عكا ودوي الصفارات التي يتردد صداها بين جدرانها التاريخية : "بلا شك، تأثر العمل في مجال السياحة في مدينة عكا بشكل كبير بسبب الحرب. تعتمد السياحة بشكل رئيسي على استقرار الأوضاع الأمنية، وقد أدت الأحداث الحالية إلى توقف كامل للأنشطة السياحية والتجارية في المدينة. يصف الكثيرون عكا بأنها مدينة الأشباح، حيث خلت شوارعها وحاراتها وزقاقها ومطاعمها من الزوار، مما أدى إلى إلغاء العديد من الحجوزات".
ومضى قائلا: "أقوم بتنظيم جولات سياحية في مدينة عكا، وقد حجزت العديد من المجموعات التواريخ الخاصة بها، ولكن عند سماعهم الأخبار والتحذيرات، قرروا إلغاء الجولات. هذا الوضع لا يجب أن يستمر أكثر، وإلا سنواجه عواقب وخيمة. هناك العديد من المطاعم والمشاريع التي أغلقت أبوابها، وأشعر أن هناك من يحاول استغلال هذه الأوضاع السيئة للضغط على أصحاب المشاريع لبيع عقاراتهم. من هنا، أوجه رسالتي للجميع: اصمدوا، وعلينا أن نجد حلاً سريعًا لهذا الأمر".
"الوضع اصبح أكثر تعقيداً"
وأشار سامي هواري الى "أن عكا تعرضت للقصف الصاروخي خلال الأيام الأخيرة، مما زاد من حالة التوتر والخوف بين السكان وجعل الوضع أكثر تعقيدًا، خاصة مع الحاجة الملحة للبحث عن أماكن آمنة لحماية أنفسنا وعائلاتنا. اعتدنا على سماع صافرتين يوميًا في المدينة، ونسمع أصوات الانفجارات القريبة أو البعيدة. ليس في كل مرة يُطلق فيها صاروخ نحو مدينتنا تُطلق صافرات الإنذار".
"السلطات لا تزال مقصرة كثيرًا في حق المواطنين العرب"
وشدد سامي هواري على "ان سكان عكا العرب يتصرفون بمسؤولية عالية وملتزمون بالتعليمات الأمنية الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية. هناك ملاجئ وغرف آمنة متاحة، ولكن للأسف، ليست كافية للجميع، فمدينة عكا هي مدينة قديمة تعود لآلاف السنين، ولم تُبن فيها ملاجئ عامة، ولا توجد غرف آمنة في معظم البيوت. وخلال هذه الحرب، اقترحت السلطات على السكان الذهاب إلى أماكن معينة، وأعتقد أن هذه الخيارات بعيدة وغير مجدية، حيث يكون البحث عن هذه الملاجئ في الحارات والأزقة أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، أحضرت البلدية أو سلطات أخرى غرفًا آمنة إلى أماكن محددة يمكن أن تدخلها الشاحنات الكبيرة، لكن كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم دخول مثل هذه الغرف؟ على الرغم من انصياع السكان للتعليمات، أجد أن السلطات لا تزال مقصرة كثيرًا في حق المواطنين العرب".
وأضاف: " الناس في حالة من القلق والخوف، وفي الوقت نفسه، هناك روح تضامنية قوية بين السكان. الجميع يدرك أن الحرب تؤثر على الجميع دون استثناء، والخسائر الاقتصادية كبيرة جدًا، سواء في التجارة المحلية أو البنية التحتية. نرى أن أداء الاقتصاد في ظل هذه الحكومة سيء للغاية، ويعتمد المستقبل بشكل كبير على سرعة انتهاء الحرب وبدء عملية إعادة البناء والنهوض. ومع ذلك، إذا استمرت الحرب لفترة أطول، فلن تكون الأضرار قابلة للتعويض".
"أدعو الجميع للحفاظ على الأمل والصمود"
واختتم قائلا: "أنا ضد الحروب والعنف، وأؤيد السلام والتعايش بكرامة واحترام بين الشعوب، من خلال احترام حقوق كل شعب. أطالب بإنهاء الحرب بأسرع وقت، وأدعو الجميع للحفاظ على الأمل والصمود والعمل معًا لإعادة بناء مدينتنا الحبيبة عكا بعد انتهاء هذه الأزمة، إن شاء الله".
تصوير أسعد فضول