logo

مئير بن شبات: ‘عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان تشكل ضربة دقيقة لحزب الله‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
20-09-2024 11:59:04 اخر تحديث: 20-09-2024 15:32:34

صرح مئير بن شبات، رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية أن " عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان تشكل ضربة دقيقة لحزب الله ، ورسالة واضحة حول القدرات الإسرائيلية.

نصرالله في حالة إرباك شديدة ولكنه يلوح بمواصلة التصعيد تدريجيا. هل هذه هي نقطة تحول في الجبهة الشمالية أم بداية حرب شاملة؟ " .

واضاف بن شبات : " إن الهجوم المتطور، الذي تم فيه تفجير آلاف أجهزة البيجر واللاسلكي, على موجتين, على أجساد عناصر حزب الله الذين كانوا يحملونها، أرسل رسالة واضحة فيما يتعلق بقدرات إسرائيل (التي لم تقبل المسؤولية عن هذا الهجوم) وباستعدادها للمخاطرة في حرب واسعة النطاق من أجل تغيير الواقع في الشمال. يتعامل حزب الله مع هذا الهجوم باعتباره تغييراً في قواعد اللعبة، وخطوة يمكن اعتبارها بمثابة إعلان حرب من جانب إسرائيل. لكن نصر الله ألمح في خطابه إلى أن استمرار إرهاق إسرائيل هو استراتيجيته المفضلة" .

وتابع بن شبات بالقول : " على الورق، أمام إسرائيل ثلاث خيارات: الأول، التوصل إلى اتفاق شامل في قطاع غزة سيؤدي إلى وقف القتال في لبنان. أثمانه صعبة والاحتمالية للتوصل إليه ضئيلة. الخيار الثاني هو استمرار القتال على الجبهة الشمالية مع زيادة الضغط بشكل محسوب، وجباية الثمن أيضا من الدولة اللبنانية والسعي لتجنب حرب واسعة. ويكمن عيبها في ارتفاع تكلفة الإرهاق وصعوبة التحكم في الوضع. والثالث، القيام بعملية استباقية واسعة النطاق ستنطوي على أثمان باهظة. يبدو أن التأخير في الرد من جانب إسرائيل ينبع من الرغبة في استنفاد كل فرصة لإيجاد حل بدون شن حرب واسعة، وكذلك اكتساب الشرعية لشن هذه الحرب، خاصة إزاء الولايات المتحدة، في حال نشوبها" .

" عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان أخرجت الأوضاع من التوازن الذي تبلور طوال أشهر الحرب "
ومضى بالقول : " إن عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان أخرجت الأوضاع من التوازن الذي تبلور طوال أشهر الحرب، وكان لها تأثير على مستويات عدة. وعلى المستوى العملياتي، ألحقت هذه العملية أضرارا واسعة النطاق وفورية لحزب الله. وعلى الصعيد السياسي، وضعت العملية حزب الله في وضع حرج، وبدت علاماتها واضحة أيضاً على وجه نصر الله في خطابه الليلة الماضية.
لقد أضرت هذه العملية بمكانة حزب الله في نظر اللاعبين في المنطقة، والأهم من ذلك – أضرت بمكانته في نظر الأحزاب السياسية والجمهور في لبنان. وأوضحت هذه العملية لهؤلاء الخطر الذي يشكله سلوك نصر الله على البلاد بأكملها. وقدمت المستشفيات اللبنانية, التي وصلت إلى حافة الانهيار بعد أتم تم توجيه ضربتين فقط، دليلا على هشاشة لبنان في مواجهة سيناريو اندلاع حرب واسعة النطاق" .

وقال بن شبات ايضا : " على مستوى الوعي، أحدثت العملية تأثيراً عميقاً وواسعاً. صور الانفجارات التي وقعت في محلات السوبر ماركت والأسواق في بيروت، وسحابات الدخان التي تصاعدت فجأة من عشرات المنازل والمكاتب، ونقل أعداد كبيرة من الجرحى إلى المستشفيات اللبنانية، ستظل محفورة ليس فقط في ذكريات عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، ولكن أيضًا في ذكريات الحرس الثوري في إيران وضباط الجيش الإيراني والعاملين في الصناعات الحربية الإيرانية وموظفي الحكومة الإسلامية وشركائها وأتباعها – ابتداءً من الميليشيات في العراق وانتهاءً في الحوثيين في اليمن" .
واردف بالقول : " إيران نفسها، كما يذكر الجميع، قد فوجئت باغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران، وبعمق الاختراق الاستخباراتي إلى صفوفها. لقد ألحقت العملية أضرارا جسدية بعدة آلاف من عناصر حزب الله، لكنها ستقوض ثقة مئات الآلاف من عناصر "محور المقاومة" في الوسائل التكنولوجية المتاحة لهم وفيما يتعلق بأمنهم الشخصي" .

" تعزيز صورة الردع الإسرائيلي "
وأوضح مئير بن شبات : " فرضا بأن إسرائيل تقف وراء هذه العملية، فإنها قد أضافت نقاطا مهمة إلى هيبة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية التي تضررت نتيجة 7 أكتوبر, حيث عززت هذه العملية صورة إسرائيل الرادعة، وثبتت كونها ذخرا، وأعادت زمام المبادرة إلى يديها ورفعت المعنويات العامة.
من الجانب الشمالي للحدود، بينما ينشغل عناصر حزب الله بفهم الوضع، وبالإدراك الاولي للأضرار التي لحقت بهم وبالاستعداد لاحتمال قيام إسرائيل بمهاجمة هذا التنظيم استغلالا للصدمة والفوضى اللتين اجتاحتاه، حمل المتحدثون باسم الحزب المسؤولية عن تنفيذ الهجوم على إسرائيل. إنهم أوضحوا أن هذا الهجوم يخرج الصراع من القواعد والإطار الذي كان يدار فيه حتى الآن. وفي خطابه الليلة الماضية، أعاد نصر الله الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، وأوضح أنه متمسك بدعمه لحماس في قطاع غزة، وأنه سيواصل محاربة إسرائيل طالما لم يتوقف القتال هناك" .

وختم بالقول : " إن البدائل المطروحة على طاولة المستوى السياسي ليست بسيطة. وهذه المرة أيضاً لا ينبغي للمرء أن يحسد صناع القرار. إلى جانب ذلك، بعد التغيير الجذري الذي طرأ على الواقع في قطاع غزة، ربما تكونت فرصة لإحداث تغيير – حتى إن لم يكن بنفس الخصائص - في الساحة الشمالية أيضاً" .

(Photo by KARIM SAHIB/AFP via Getty Images)