صورة للتوضيح فقط :Peter Porrini-shutterstock
خلال العملية يتم إدخال منظار القولون، وهو عبارة عن أنبوب طويل ومرن، إلى داخل المستقيم. فيما تسمح كاميرا فيديو مُثبّتة على طرف الأنبوب ودقيقة للغاية، للطبيب، برؤية الجزء الداخلي من القولون بأكمله.
وإذا رصد الطبيب وجود سلائل أو أنسجة أخرى غير طبيعية أثناء التنظير، يعمد إلى سحب عينة من الأنسجة أيضاً.
وينصح الأطباء بإجراء تنظير للقولون في سن الخمسين، رغم عدم وجود أيّة أعراض، وذلك للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم؛ حيث يكون العلاج سهلاً وفعّالاً في المراحل الأولى. كما يكون التنظير ضرورياً في بعض الحالات المرضية الأخرى، أو في حال المعاناة من بعض الأعراض مثل: انتفاخ المعدة، واضطرابات في التبرز، وغير ذلك.
وفي الآتي، تجربتين مع منظار القولون وِفقاً لروايتين من امرأة ورجل:
تروي الآنسة دارين ص. (43 عاماً) لـ«سيّدتي» تجربتها مع تنظير القولون؛ فتقول: "كنتُ أعاني من نفخة مستمرة في بطني ومعدتي؛ فأبدو وكأنني حامل في الأشهر الأخيرة؛ فقررت زيارة طبيب اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي؛ فطلب مني إجراء تنظير للقولون. وبالفعل حددت موعداً للقيام بالإجراء الطبي في المستشفى، من دون أن أخبر أحداً، وذهبت بمفردي في ذلك اليوم.
تلقيت تخديراً موضعياً، وخضعت للتنظير. كان الأمر سهلاً للغاية، ولم أشعر بأيّ ألم على الإطلاق، سوى من بعض الانزعاج والقيء. وأبلغني الطبيب بعد إنهاء العمل الطبي، بأنه رصد لحمية وعمد إلى إزالتها خلال العملية".
وتتابع الآنسة دارين قائلة: "نصحني الطبيب بإعادة التنظير بعد 5 سنوات؛ للتأكد من عدم وجود أيّة زوائد جديدة. وبالفعل خضعت من جديد للتنظير مع التخدير الموضعي، وشعرت بالقليل من الإزعاج والتعب بعد الانتهاء من التنظير، لكن هذه المرة من دون حدوث قيء".
وأشارت الآنسة دارين إلى أن نفخة المعدة التي كانت تعاني منها، تبيّن أن سببها مرض القولون العصبي IBS، وأن طبيبها قدّم لها العلاج الملائم وباتت تشعر بتحسُّن كبير؛ خصوصاً بعد أن اطمأنت على صحة القولون والمستقيم لديها.
التنظير قبل جراحة البواسير
ويروي السيد بديع ن. (58 عاماً) لـ«سيّدتي» تجربته مع منظار القولون؛ فيقول: "كنتُ أعاني من مشكلة البواسير الشرجية الداخلية والخارجية لفترة طويلة، وهي مشكلة شائعة في عائلتي؛ مما يعني أنني ورثتها بالجينات. وصرت في مرحلة متقدمة من المرض؛ حيث بدأت أعاني من النزيف الشرجي. وبعد تحديد موعد مع الطبيب الاختصاصي في أمراض وجراحة الجهاز الهضمي، طلب مني الخضوع لتنظير القولون قبل إجراء عملية البواسير بواسطة الليزر؛ للتأكد من عدم وجود أيّ نوع من الخلايا السرطانية؛ خصوصاً وأن سنّي قد تخطى الخمسين ولم أخضع من قبلُ لأيّ نوع من التنظير".
ويشير السيد بديع إلى أن الطبيب طلب منه اتباع حمية غذائية لمدة يومين، تعتمد على الأرز واللحوم فقط والكثير من الماء. كما البقاء من دون طعام لمدة 12 ساعة، مع تناول نحو 4 ليترات من الماء، ودواء مليّن للمعدة لتنظيف المصران.
ويتابع السيد بديع تجربته: " بعد أن وصلت إلى المستشفى، أدخلوني إلى حجرة التنظير، وخضعت لتخدير عام نظراً لأنني كنتُ سأخضع لنوعين من التنظير من الفم والشرج.
استمرت العملية مدة نصف ساعة، وبعد أن استفقت من التخدير، قال لي الطبيب إنه قد سحب عينات (خزعات) لفحصها في المختبر، وأنني لن أتمكن من قيادة السيارة لمدة أربع ساعات. فأقلتني زوجتي إلى المنزل وكنت لاأزال شبه مخدَّر، ولم أتمكن من الذهاب إلى عملي في هذا اليوم.
بعد مرور عشرة أيام صدرت نتيجة الخزعات، وكانت سلبية والحمد لله، وقال لي الطبيب إنه صار بإمكاني أن أخضع لعملية البواسير".
ووصف السيد بديع تجربته مع منظار القولون بأنها سهلة وغير مزعجة على الإطلاق، ونصح الجميع بالقيام بها عند الوصول إلى سن الخمسين؛ للكشف عن سرطان القولون والمستقيم باكراً، وبالطبع عند الحاجة لذلك، وِفق ما يراه الطبيب المعالِج ضرورياً.