logo

جاليري زركشي سخنين يقدم لجمهوره معرض ‘الحقيقة الصامتة‘ للفنانتين ثراء أبو ياسين وسمر بدران

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
25-08-2024 16:43:01 اخر تحديث: 26-08-2024 12:59:21

وسط مشاعر الانبهار وجمال اللوحات، استضافت صالة العرض " زركشي" مساء أول أمس السبت كلا من الفنانة ثراء أبو ياسين من بلدة زيمر، والفنانة سمر بدران من البعنة

في معرض فني مميز ، وذلك برعاية وزارة الثقافة والرياضة وبإشراف جمعية "جوار في الشمال" . وتولى الأستاذ أمين أبو ريا إدارة المعرض والكانز له، بحضور مميز من جمهور الفنانين التشكيليين ومتذوقي الفنون الجميلة من المجتمع العربي.

يأخذك المعرض بين لوحات الطبيعة الحية أو المباشرة لتجد نفسك بين المنازل الطينية القديمة والأسواق التي تنقلها الفنانتان للمتلقي بإسقاطات الضوء والظل، وهو ما يمتد إلى مشاهد الغروب والشروق في البحيرات في الواحة والاشجار والنباتات المزهرة والطيور بوادي الجِمال والمراكب ومشاهد البحر. 

معرض فني تشكيلي يزخر بالإبداع في قاعة العرض زركشي اليوم يضمّ الأعمال الأخيرة للفنانتين المرموقتين ثراء أبو ياسين وسمر محمود بدران. تميز المعرض بتنوع الأساليب الفنية والموضوعات التي طُرحت مما أضفى عليه ثراءً إبداعيًا استقطب اهتمامًا كبيرًا من قبل عشاق الفن التشكيلي وتناول موضوعات إنسانية واجتماعية متنوعة. عبّر الفنانون من خلال إبداعاتهم عن مشاعرهم وأفكارهم ومفاهيمهم مستخدمين تقنيات فنية مختلفة أضفت على أعمالهم جمالًا وتميزًا. إعجاب الزوار بتنوع الأعمال المعروضة وجمالها مؤكد كما نؤكد على أهمية هذه المعارض في دعم الحركة الفنية المحلية وتشجيع الفنانين على الإبداع.

أما في لوحات الطبيعة الصامتة فتنقل كل فنانة للمتلقي عبر ضربات فرشاتها القوية مشاهد الزهور والثمار وبعض الآنية والأباريق وغيرها ، لكن تظل الزهور هي بطلتها الأولى خاصة ازهار دوار الشمس بحكم جمالها وأسرار جاذبية أشعة الشمس لها لتتابعها من الشروق الى الغروب لان الفنان عادة يعشق الزهور فهي أقرب رمز للطبيعة، وكثيرا ما يحاول أن يعبّر عنها بعد أن انتقلتْ من بيئتها ويتنوع في أفكار رسمها فتجدها على طاولة أو في داخل مزهرية لأن يحب التنوع كما يستهويه بعض الآنية والأباريق ليعبّر عنها في أكثر من لوحة، وجميعها تتحول من الحالة الصامتة إلى الناطقة بعد أن تصبح عملاً فنياً من خلال إحساس الفنان الخاص.

الأسلوب التأثيري وإضفاء الحياة والروح على ما هو صامت
أخذت الفنانتان من رواد الطبيعة الصامتة أمثال بول سيزان وفان جوخ وغيرهم الأسلوب التأثيري وإضفاء الحياة والروح على ما هو صامت، لكن تظل لهن بصمتهن الخاصة في محاولة نقل الحياة على اللوحات الصامتة من خلال عنصر الضوء الناعم. فالضوء هو المحرك الأول إلى جانب الألوان الساخنة.

تجلس أمام مُختلف اللوحات التي تقرأ وكأنها قصّة مُتسلسلة ومُشوّقة في سكونها، هي مُنحدرات تنتمي في الدرجة الأولى إلى العالم الداخلي تم جمعها بعناية. هذه الأشياء التي نقلت إلى الواح الكانفاس لم تعد تنتمي إلى عالمها الأصلي بمعنى أن الفنان سحبها من وظائفها. 

إيقاعات لونية موزونة منضبطة في مساحات الألوان الحارة التي يشعر الناظر من خلالها بحرارة الشمس ووهجها وهو ينتقل بين اللوحات كأنه نحلة تنتقل من زهرة إلى زهرة ومن باقة إلى باقة فيشعرك جمال اللوحات واللمسات الفنية برائحة الطبيعة المشبعة بروح الحركة كأنه إذا هبت نسمة لتحركت الأزهار ومالت وتموجت بألوانها المتناسقة الجميلة المدروسة بعناية وإتقان.

إن معرض " الحقيقة الصامتة " للفنانتين ثراء أبو ياسين وسمر محمود بدران يتغذى من ذاكرة الفنانات المليئة بتقلبات الحياة وصور الماضي وكأنما تدمع عينيهما وأنت تتحدث معهما. إنهما حاضرات وغير موجودات وموجودات غير حاضرات وكأنما تحمل كل منهما ظلمة الأقبية ورطوبتها وتحمل أعباء الفقر والعوز بهدوءٍ ساكت ليحافظن على عزة النفس والسير بين ألغام النقد والتناقضات ورشق الكلام من القريب والبعيد. سكتن عما كان يسمع وانهمكتا في عالمهما الفني ورسم الذاكرة التي التصقن بها وفتحن صفحاتها وراجعنها ورأين وجه العشيقة وكأنها فرشاة والوان ومسطح ابيض يحتمل جميع الألوان التي يرغبن بتوثيقها وتنسيقها ليبدأن يرسمن ويتذكرن ويقفن على أطلال اختلاجاتهن وانطباعاتهن وأحاسيسهن ونقلها للآخرين ليتعرف الآخرون عليهن فعرفوهن بأنهن أميرات الرسم وإنهن ربما أسيرات زهرة دوار الشمس والشكل الهندسي المثمن".

ان هكذا معرض بشقيه يشجع على التطور والابتكار في مجالات الفن التشكيلي. أن نسخة هذا المعرض تكتسب أهمية خاصة ويشهد على انطلاقه فنية خاصة منوعة ومركبة وانه يشهد على التزام الجمعية (جوار في الشمال) والجاليري الخاص بها – زركشي - بدعم وتشجيع الفن التشكيلي والفنانين الموهوبين في مجالاتهم المختلفة. كما يبرز المعرض التطور والتحولات التي شهدتها الفنون التشكيلية في المجتمع العربي على مدار العقود الماضية.

" فخورون بمستوى الأعمال الفنية المشاركة في المعرض "
وجاء في نشرة الجاليري: "اننا فخورون بمستوى الأعمال الفنية المشاركة في المعرض والتي تجسد التفاني والمهارة والإبداع وتعكس تنوع وغنى الفن التشكيلي في مجتمعنا حيث يجتمع فيها التراث والحداثة والإبداع. ونؤكد على مواصلة دعم مجالات الإبداع المختلفة. ومن الجدير بالذكر ان نلفت انتباه جمهورنا الحبيب إلى دور الفنون التشكيلية في توثيق التاريخ والثقافة وتعزيز الوعي الجماعي بالهوية الوطنية لان الفنان التشكيلي يستخدم قدراته الإبداعية لتصوير الأفكار التي تربطه بوطنه وبذلك يتمكن من إيصال رسالة هامة للمجتمع. كما أنه يستطيع بفضل قوة رسالته المتجددة أن يعبر عن قضايا وتحديات المجتمع ويسهم في توثيق التراث الثقافي ونشر الوعي الفني بين الشباب وكافة الشرائح في المجتمع".

أما كلمة الجاليري و "جمعية جوار في الشمال" فألقاها الأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض ، والذي قال : "ازهار دوار الشمس رمز للفرح والتفاني كما النجوم ترمز للنور القادم من السماء وكل عنصر من عناصر الطبيعة له أهميته في عالم الفن والابداع. كم أنا فخور بعالم الرسم والألوان هذا العالم الضخم الواسع المليء بالأسرار والحكايا والجمال. ما بين الريشة وضربات الألوان أرحل حيث أريد. أرحل بين صفاء السماء وتلألأ النجوم بين حفيف الأشجار وضوء القمر بين تفتيح الأزهار وحركة دوار الشمس بين جناح فراشةٍ زرقاء وصفاء الماء بين جمال الكائنات في الطبيعة وسحر الأماكن الخلابة" .

واضاف : " لقد علمني الرسم كيف أنظر إلى الجمال الموجود في الحياة وكيف أستمع إلى لحنه الهادئ الجميل لقد أسمعني بماذا تنادي الحياة. وهنا يكتنفني الشعور بالامتنان لكل قاعة احتضنت مبدع فنان وقدمت له فرص الإبداع والتميز لأنه هو نموذج العطاء الدائم للمسيرة التعليمية والتربوية حيث تحظى الفنون والنشاطات التي يمارسها بأهمية واهتمام الأسر التربوية للفائدة العظيمة التي تعود على الجمهور من اكتشاف كل نشاط فني الى اكتشاف الموهوبين من الطلبة والعمل على اظهارهم ونشر ابداعاتهم" .

واردف بالقول : " الفنانتات مبدعتان تمتلكان موهبة فنية مميزة، وجودهما في المجتمع الفني أضفى روحا من اللمسات الفنية في كل الأرجاء . لهما بصمة واضحة في نفوس كل مشاهد لإبداعاتهما، وقد تعلمنا من التجارب بأن الطاقات الابداعية الخلاقة موجودة لدى أبناء هذا الشعب ولن تتوقف وأن الابداع سيتواصل رغم كل الظروف التي ترزح تحتها منطقتنا بالكامل. ونحن نعمل في الجمعية على تشجيع ودعم الفنانين ورعاية المواهب بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها الجمعيات والمؤسسات الثقافية في ظل الأوضاع الحالية لأن دعم المواهب الفنية والابداعية في راس سلم الاولويات لعملنا وسنبقى على العهد نواصل هذه المهمة الوطنية" .

هذا وكانت مشاركة تمثيلية للفنان السخنيني خالد أبو علي عما يحدث في المجتمع العربي من ظاهرة العنف، وقدمت كل فنانة مداخلة قصيرة عن أعمالها الفنية التشكيلية، وتم تكريمهما من إدارة الجمعية بشهادة تقدير.

تصوير عدي بشير