logo

خطوبة بنت أبي إسلام | قصة قصيرة بقلم : محمد سليم أنقر - الطيبة

14-08-2024 05:32:19 اخر تحديث: 14-08-2024 05:54:34

تقدّم طالب طبّ في سنته الأخيرة بطلب يد ابنة أبي إسلام. شعر أبو إسلام بالسرور والزهوّ. وبدا له أنّ الشابّ إنّما تقدّم إلى ابنته بالأساس بسبب ورع أبي إسلام ورقيّ أخلاقه.

محمد سليم أنقر - صورة شخصية
وسرعان ما نشر أبو إسلام الخبر في المقهى. وشرع لأيّام يمدح أخلاق الشاب ويعدّد مزاياه، ذاكرًا علمه الغزير، ومستقبله الواعد وحفاظه على دينه. حتّى ظنّ السامعون أنّ صهر أبي إسلام ينتمي إلى صنف الصحابة الأبرار.
لكنّ الأسابيع انقضت، وتصدّعت معها العلاقة بين الخطيبين، ولم يتمكّن أبو إسلام من التوفيق بين أطباعهما المتباينة، وخلافاتهما المتكرّرة، فلم يكن بُدٌّ من فسخ الخطوبة. شعر أبو إسلام بالمهانة والحنق. وسارع إلى مقهاه يحدّث الحاضرين عن فسخ الخطوبة، ووصف صهره السابق بالخداع والتمثيل. ونعته بفساد الخلق وفقدان الضمير، وفشله في دراسته ومستقبله الخائب. استفاض أبو إسلام في الكلام. حتّى خيّل للسامعين أنّ لإبليس الكثير ممّا يتعلّمه من ذلك الشابّ. وختم أبو إسلام كلامه بأنّه لم يستطع غير أ نْ ينهي الخطوبة المشؤومة، وأنّه يحمد الله على نجاة ابنته من براثن ذلك الأفّاك اللعين!

الصورة من كاتب القصة محمد سليم أنقر