logo

بعد اسبوعين من انفجار الصاروخ في مجدل شمس - المُسعف ادم صفدي يستذكر : ‘وجدت ابنتي جثة على أرض الملعب .. اخذت نفسا عميقا وبدأت بعلاج الأطفال من حولي‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
13-08-2024 11:41:42 اخر تحديث: 13-08-2024 11:44:07

تحت ظروف لا يمكن تصورها، أظهر آدم صفدي (50 عاما) من مجدل شمس، المسعف في نجمة داوود الحمراء، شجاعةً استثنائية، فبعد الانفجار المدمر الذي

أصاب ملعب كرة القدم في مجدل شمس قبل نحو اسبوعين، وجد نفسه أمام أصعب اختبار في حياته عندما وصل الى مكان الانفجار واكتشف ان ابنته من بين الضحايا.. وجدها على الارض وقد فارقت الحياة .. ومع ذلك، لم يتوان عن أداء مهمته الإنسانية، حيث ساهم في إنقاذ الأرواح وسط الفوضى وحالة الخوف التي سادت المكان. 

آدم صفدي، البالغ من العمر 50 عامًا، يعيش مع عائلته في مجدل شمس ويعمل كمسعف في محطة نجمة داوود الحمراء في مسعدة منذ 17 عامًا. في ظهر يوم السبت، 27 يوليو 2024، وأثناء عودته إلى المنزل من حفل زفاف في المنطقة، التقى بابنته الصغرى، فينيس (12 عامًا)، وصديقتها، وهما ترتديان ملابس كرة القدم. في لقائهما القصير، أخبرته أنها ستذهب للعب مع أصدقائها في ملعب كرة القدم. بعد ساعات قليلة، بدأت صفارات الإنذار تُدوي في منطقة الشمال. وبينما كان آدم يتحدث مع زوجته عن قلقه على فينيس ، سمعا صفارات الإنذار أيضًا في منطقتهما، تلتها ثوانٍ معدودة صوت انفجار قوي. دون تردد، قرر الخروج مع زوجته إلى ملعب كرة القدم حيث كان الدخان الأسود الكثيف يغطي مجدل شمس والشوارع مليئة بالناس القلقين والمذعورين.

عند وصوله إلى مدخل الملعب، أدرك أن الأمر خطير. دخل للبحث عن ابنته، ووسط الفوضى وجدها وصديقتها ممددتين على الأرض وقد فارقتا الحياة وتعرف عليهما من خلال ملابس كرة القدم التي كانتا ترتديانها.  توقف للحظة، أخذ نفسا عميقًا وطلب تغطيتهما بغطاء. لم ينسَ آدم ولو لثانية أنه مسعف بارز في نجمة داوود الحمراء، وواصل التجول في المكان، باحثًا عن المصابين الذين يحتاجون إلى المساعدة ونجح في إنقاذ الأرواح. 

"رأيت ابنتي على الارض وقد فارقت الحياة وتعرفت عليها من ملابسها"

وقال ادم صفدي: "ذلك اليوم بدأ بفرحة كبيرة في حفل زفاف، لم أكن أتوقع أن ينتهي بهذه الطريقة. عندما سمعت صوت الانفجار القوي، توجهت إلى النافذة ورأيت دخانًا أسود قادما من منطقة الملعب حيث كانت فينيس. لا أتذكر الكثير مما حدث هناك، تصرفت بسرعة ووجدت نفسي في الملعب أبحث عن فينيس. كانت هناك فوضى كبيرة، ومشاهد صعبة لكثير من المصابين والجثث. تعرفت على فينيس وصديقتها من خلال ملابس كرة القدم التي رأيتهما ترتديانها قبل ساعات قليلة. لم يكن هناك ما يمكن فعله، كانت ميتة. أخذت نفسًا عميقًا وواصلت معالجة المصابين في الملعب. أريد أن يعرف الجميع عن الجهود الكبيرة التي بذلها طاقم نجمة داوود الحمراء في هذا الحادث، لقد قدموا كل ما لديهم من أجل المصابين. عائلة نجمة داوود الحمراء تدعمني ولم تتركني ولو للحظة حتى الآن".

 صورة وصلتنا من نجمة داوود الحمراء