logo

الحزن يعتصر قلوب الأهالي في مجدل شمس : ‘دفعنا ثمنا كبيرا لا يمكن تحمله .. نريد أن نعيش بسلام واحترام‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
28-07-2024 15:21:47 اخر تحديث: 28-07-2024 20:30:17

لا تزال قرية مجدل شمس تعيش في صدمة كبيرة بعد تشييع جثامين ضحايا انفجار الصاروخ في ملعب كرة القدم في القرية ، حيث يكاد الأهالي لا يصدقون

ما حدث يوم أمس ، من هول المصيبة والفاجعة .
وكان قد أسفر انفجار الصاروخ عن مقتل 12 فتى ، فيما سُمح بنشر 11 اسما من اسماء الضحايا .

مراسل قناة هلا معتصم مصاروة تواجد في قرية مجدل شمس اليوم وتحدث مع عدد من الأهالي هناك ، ليرصد مشاعرهم وردود فعلهم ، وعاد بالتقرير التالي :

قال وائل مغربي رئيس مجلس عين قينيا المحلي ، في حديثه لقناة هلا : " في ساعات مساء أمس وصلنا خبر مفجع لأهالي هضبة الجولان بشكل عام ولأهالي مجدل شمس خاصة ، ففي الساعة السادسة مساء سقط صاروخ من الجهة الجنوبية اللبنانية مما أدى الى خبر مفجع حيث سمعنا في البلدية عن 5 قتلى وعدد من الجرحى ، ومع الوقت تزايدت الأعداد حيث فقدنا حتى الان 11 طفلا ومفقود لا نعرف حتى الان مصيره . هناك أيضا عدد من المصابين المتواجدين في المستشفيات ، البعض منهم بحالة خطيرة وفي قسم الإنعاش وقسم اخر بحالة متوسطة وطفيفة " .

وأضاف وائل مغربي : " الأوضاع منذ 7 أكتوبر تزداد خطورة على هضبة الجولان ، تحديدا في المنطقة الشمالية والقرى الدرزية الأربع حيث نشهد يوميا اطلاق صواريخ من جانب الجيش الإسرائيلي وأيضا من الجانب الجنوبي من لبنان ، وهناك أيضا طائرات مسيرة نشاهدها بشكل يومي واطلاق صفارات الإنذار وردود القبة الحديدية ، الامر الذي يشكل خطرا على أهالي الجولان ، وللأسف الشديد النتيجة التي شاهدنا أمس تدل على مدى الخطورة في قرى الجولان والمنطقة الشمالية " .

من جانبها ، أوضحت سناء أبو جبل من مجدل شمس : " لم نكن في نفس اللحظة في الحارة بل كنا في عرس وكانت البلدة سعيدة وتعمها الاعراس ، حتى أن الأولاد الذين تواجدوا في الملعب أمس كانوا أقل من العدد الذي يتواجد يوميا في الملعب . وعندما سمعنا بالخبر هرعنا جميعا للملعب فأنا اعتقدت ان ابنتي متواجدة في الملعب فهي باستمرار تأتي للملعب . لم تكن معي في العرس فافتقدتها واتصلت بها فوجدتها عند صديقتها . وعندما وصلنا الى الملعب لم نعرف الأولاد لأنهم كانوا أشلاء . شيء مخيف لم نشاهده من قبل ، فعندما نشاهد هذه المشاهد على التلفاز نقشعر منها لكن للأسف شاهدناها في الحقيقة ، المشهد صعب للغاية . الله يرحمهم ويصبر أمهاتهم " .
وأضافت سناء أبو جبل : " ما حدث هو مجزرة ، فهؤلاء الأطفال ليس لهم ذنب ، والأهالي أيضا ليس لهم ذنب ، فلم نؤذِ أحدا من قبل ، لهذا يكفي للسياسيين أن يكذبوا علينا ، مع هذا الفيلم الذي يقومون به " .
وقالت سناء أبو جبل وهي تبكي : " فقدنا الصبر ، أصبحنا نتمنى الموت وألا نعيش في هذه اللحظات ، ولا نشاهد أبناءنا بهذا المنظر " .

بدوره ، أشار حسن شقير من مجدل شمس الى أنه " في ساعات المساء سمعنا صوتا قويا ، وما تبين لاحقا أنه صاروخ سقط في منطقة فيها ألعاب يجتمع فيها كل أطفال مجدل شمس ، ففيها ملعب كرة قدم وقاعة رياضة ، وفي نفس اللحظة التي سقط فيها الصاروخ دوت صفارات الإنذار وليس قبل ذلك " .
وأضاف : " في البادية اعتقدنا أن الأمر بسيط حيث سقطت شظايا في البلدة سابقا ، لكن تبين بعد ذلك أن مصيبتنا كبيرة ونتمنى أن تتوقف مصيبتنا عند ذلك وليس أكثر ، لأن عدد الأطفال في المستشفيات كبير جدا " .   
وتابع بالقول : " بشكل عام الأوضاع في مجدل شمس هادئة ، وقد حاولنا قدر الإمكان أن نأخذ حذرنا مما يحدث ، لكن عندما تقع المصيبة فلا مفر ، ولا يمكننا أن نحصر الأطفال طوال الوقت في البيوت وألا يخرجوا للعب . نحن نعيش بهدوء وسلام ونتمنى السلام للجميع ، لأنه برأينا أن ابن مجدل شمس أو غزة أو تل ابيب أو حولون أو بيروت أو دمشق هم في النهاية أطفال أبرياء جاؤوا ليلعبوا ، لا أكثر ولا أقل " .

في هذا السياق، أكد وجدي القيش مدير النادي الرياضي منبع الجولان : " حتى الان لا نصدق ما حدث ، خسرنا 12 طفلا من مجدل شمس وهذا سيؤثر علينا كثيرا . نحن في نادي منبع الجولان لدينا 3 ضحايا من بين الضحايا الـ 12 ، ونقول للأهالي فليكن الله في عونكم ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل " .
وأضاف : " الخبر كان كالصاعقة الكبيرة على أهالي هضبة الجولان ولم نكن نتخيله ، فللاسف الشديد نحن دفعنا ثمنا كبيرا بأرواح أبنائنا ، ولا أعرف كيف سنعود لحياتنا الطبيعية " .

هذا وقال خليفة خليفة من دالية الكرمل : " المشاهد تقطّع القلب ، فأنا لدي ابنة عمرها 8 سنوات ولم استطع الا أفكر فيها وأنا في موقف كهذا ، فلا أحد يمكنه أن يكون في موقف الأهالي في مجدل شمس ، ونأمل أن تكون خاتمة الاحزان ، فهؤلاء الضحايا هم ثمن كبير جدا . نحن لا نريد سوى أن نعيش باحترام ويجب أن يعرف الجميع أن الدروز في منطقة الشرق الأوسط تحت خطر الانقراض بسبب هذه الحروب السياسية التافهة التي تدفعنا ثمنا كبيرا للغاية " .