logo

رام الله : اختتام منتدى علمي بعنوان ‘الصراع على الرواية والهوية في المناهج التعليمية‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
22-07-2024 13:16:00 اخر تحديث: 22-07-2024 13:29:24

نظمت وعقدت المكتبة الوطنية الفلسطينية والحملة الأكاديمية الدولية " لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي " ، منتدى علميا حمل عنوان "الصراع على الرواية والهوية في المناهج التعليمية"

تصوير المكتبة الوطنية الفلسطينية

تحت رعاية السيد الرئيس محمود عباس، في قاعة الهلال الأحمر بمدينة رام الله يوم 22\تموز \2024، وذلك بمشاركة العشرات من الباحثين والأكاديميين والتربويين والمهتمين.
تم افتتاح أعمال المنتدى بالنشيد الوطني والترحم على أرواح الشهداء، واستمع الحضور إلى كلمات افتتاح رسمية من ممثل عن سيادة الرئيس السيد د. محمود الهباش، والذي قال " أن الشعب الفلسطيني شعب مناضل ثابت وقادر على التحدي والصمود في وجه محاولات المحو والتذويب، التي يحاول من خلالها الاحتلال اجتثاث فلسطين من التاريخ والجغرافيا، وإننا في لحظة فارقة لمواجهة أعتى استعمار صهيوني لسرقة التاريخ وكي الوعي الفلسطيني، ومحاولة فرض روايتهم العنصرية والاستسلام للأمر الواقع كما يتوهمون. كل تلك المحاولات باءت بالفشل رغم القتل والإبادة الجماعية والاستيلاء على الأرض ومحاولات تهويد القدس عاصمتنا الأبدية، ويشنون حربا على الرواية والحقيقة الفلسطينية لتدمير الوجود الفلسطيني، وتحويل فلسطين إلى أرض بلا شعب لم ولن يكون لهم ذلك، وأن ما صدر عن محكمة العدل الدولية يؤكد مجددا أن شعبنا يستحق أن يمارس حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس" .

أما محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام فقد أشادت " بأعمال المنتدى العلمي وأهمية الحفاظ على الرواية الفلسطينية والمناهج الوطنية وعروبة القدس، ووجهت الدعوة لأهمية المشاركة في إنجاح فعاليات اليوم الوطني والعالمي للتضامن مع غزة والأسرى وذلك يوم 3\8\2024" .

بدوره ، أكد وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الدكتور أمجد برهم " بأن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الحقيبة المدرسية من طلبة ومناهج ومعلمين ومدارس، وجعل من القدس هدفاً لذلك وأن الاحتلال استهدف 278 مدرسة من أصل 309 مدارس حيث خرجت عن الخدمة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، فيما خرجت جامعات قطاع غزة عن الخدمة والدور الأكاديمي بسبب التدمير الممنهج. وأشار بأن الاحتلال عمد على حرق الكتب والمكتبات الجامعية ويقطع أوصال محافظات الوطن، ومنع وعرقلة وصول الطلبة والمعلمين للمدارس والجامعات. وقال نريد دولة فلسطينية مستقلة قوية اقتصاديا وعلميا وبحثيا وذات سيادة، وأننا نبني الإنسان الفلسطيني لمقاومة رواية المحتل بتعليم أبناءنا ونعلمهم حب الوطن وتراثنا التاريخي" .

بينما تحدث أمين عام الحملة الاكاديمية الدولية د. رمزي عودة عن " استهداف أكثر من مائة أكاديمي وباحث ومفكر من قطاع غزة، بينهم عشر شهداء من أعضاء الحملة الأكاديمية ارتقوا في قطاع غزة، وأن كل محاولات المؤرخين الصهاينة لم تمكنهم من إثبات أي أثر تاريخي يهودي في فلسطين، ولا يوجد لهم أي حق قانوني أو سياسي في فلسطين. وأن الصراع الموجود ليس فقط في المناهج بل على الرواية الفلسطينية. وأكد على ضرورة تعزيز الرواية الوطنية مقابل حرب الاحتلال ضد الرواية الفلسطينية، وأن على العالم أن يراجع ويدقق في المناهج الإسرائيلية التي تحث على الكراهية والعنصرية وقتل العرب" .

أما رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية الوزير عيسى قراقع فقد أوضح أن " الاحتلال الإسرائيلي النووي والعسكري والتكنولوجي يرتكب المجازر والإبادة ويسرع بناء المستوطنات، لا زال يرفض إقامة الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وهي دولة عنصرية احتلت المكان، ولكنها لم تنتصر. ولا تزال تستهدف المؤسسات التربوية وتريد احتلال الوعي والثقافة والعقل والفكر الفلسطيني وكي الوعي وشطب الذاكرة الوطنية لتحقيق الانفصال عن الواقع والتاريخ والمستقبل وسلخ الأرض الفلسطينية والكنعانية" .

وقد تم تقسيم أعمال المؤتمر وبحسب الأبحاث المشاركة ومضمونها إلى محورين، حيث حمل المحور الأول عنوان "المناهج الإسرائيلية بين العنصرية وإنكار الآخر". وانطلقت أعمال الجلسة الأولى من خلال الميسر الأستاذة مي هماش والمقرر الأستاذ أحمد طقاطقة، بأربعة أوراق بحثية تمثلت في البحث الأول بعنوان" تأثير المناهج التعليمية الإسرائيلية في فكر الأطفال والناشئة في إسرائيل" للباحث الدكتور فؤاد ربايعة،
وأوضح الباحث بأن "أجهزة التعليم الإسرائيلية اتجهت نحو المناهج التعليمية لتكريس الأفكار الصهيونية المستمدة من فلسفتهم الدينية المزعومة ومشاربهم الفكرية العنصرية والاصطفاء القائم على العرق المختار ونبذ الآخر، وإلغاء أصالته وحقه في أرضه، وتخضع المناهج لتدقيق مشدد للتأكد من تناسبها لبناء الهوية الإسرائيلية ثقافياً ودينياً، وتعمل المناهج الإسرائيلية على غرس الخوف من العرب في عقول المواطنين اليهود، وترسيخ عناصر الكراهية والحقد في وجدانهم، من خلال تصويرهم في المناهج الدراسية بأنهم قتلة ووحوش" .

أما البحث الثاني بعنوان "المناهج التعليمية الإسرائيلية في إطار التربية على الكراهية " للباحث الأستاذ نسيم قبها، فقد ذكر بأن " جهاز التربيةِ والتعليمِ الإسرائيلي يرتبط ارتباطًا قويًّا بالأجهزةِ الأمنيةِ الإسرائيليةِ؛ بهدفِ سلبِ وطنيةِ العربِ المتواجدين في فلسطينَ وإسرائيلَ، واستخدمتْ إسرائيلُ مناهجَ الدراساتِ الاجتماعيةِ خاصّة لكتبِ التاريخِ بعنايةٍ لبَثِّ الشعور بالخوفِ والقلقِ والتوترِ، وعدمِ الأمنِ والاطمئنانِ وتعميقِ فلسفةِ الاضطهادِ لليهودِ، وقدْ اعتمدتْ إسرائيلُ على الكتبِ المدرسيةِ في نقلِ ونشرِ المعرفةِ في المجتمعِ الإسرائيلي والمنهاجِ المدرسيّ، وتعكسُ طموحاتِ وآمالَ دولةِ إسرائيلَ على أرضِ فلسطينَ ،وتسعى لإيجادِ أسطورة تاريخية، وذاكرة جماعية على حسابِ الشعوبِ العربيةِ الإسلاميةِ" .

واما البحث الثالث الذي حمل عنوان "الفلسطيني في كتب التعليم الإسرائيلية" للباحث عليان الهندي، فقد أشار الى ان كتب التعليم الإسرائيلية نجحت بتصنيع رواية تربوية موحدة في أوساط أجيال عديدة من أبناء المجتمع اليهودي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، اتجاه الشعب الفلسطيني، الذين وصفتهم بالمتوحشين الذين لا يؤمنون بالتعايش والسلام، ويسعَون إلى تدمير وإبادة دولة إسرائيل. ويجب التعامل معهم بحذر وخوف شديدين، مع بقاء القوة العسكرية هي الميزان في التعامل معهم، لأنهم لا يؤمنون سوى بمنطق القوة، وقللت كتب التعليم الإسرائيلية من قيمة الفلسطيني الوطنية والثقافية والحضارية، كي تمارس بحقه شتى أنواع التمييز والتفرقة العنصرية القائمة على تفوق عرق على آخر.

 واما البحث الرابع فقد حمل عنوان المناهج "الإسرائيلية" بين العنصرية ونهج تزوير التاريخ/ مناهج التربية المدنية نموذج " للباحثة الاستاذة آمنة الكيلاني. وقد ذكرت الباحثة بأن الفكر الصهيوني يقوم على إلغاء الآخر والنظر إليه بمزيد من الدونية والاستعلاء استناداً على مقولة أنّ اليهود هم "شعب الله المختار"، واصبح الفكر الصهيوني أساس الفلسفة التربوية في مناهجهم التعليمية بجانب كتب العقيدة الدينية(التوراة) و(التلمود) فهي المصدر الأساسي للمناهج، كما اعتمدت التربية الصهيونية على مؤلفات وأفكار وقرارات منظري الصهيونية وأنّ غير اليهود هم عبيد وخدم لهم. ولا تجد المناهج أي حرج في التأكيد على أنّ الاستيطان هو عملية تحرير للأرض من أيدي العرب الفلسطينيين، وذهبت المناهج المصممة لليهود فقط إلى ترسيخ النظرة العدائية المطلقة للعرب والمسلمين من خلال تزوير وتشويه الحقائق التاريخية دون الاعتراف بالهوية الوطنية الفلسطينية بل تعمل لطمسها وتذويبها.

فيما حمل المحور الثاني عنوان " نحو خطة وطنية لحماية الرواية الفلسطينية في المناهج التعليمية" وانطلقت أعمال الجلسة الثانية بأربعة أوراق بحثية، والتي عمل على إدارة فعالياتها د. وليد عبيات ميسرا والاستاذة ثورة حوامدة مقررا، حيث جاء البحث الأول بعنوان " الصراع على التعليم في القدس الشرقية بين المحو وحفظ الهوية الوطنية الفلسطينية/ عبر تعليم تحرري: أفكار سياساتية " للباحث الدكتور وليد سالم " وذكر بأن الاحتلال بدأ محاولاته لأسرلة التعليم في القدس الشرقية منذ حزيران 1967. وهذا الصراع على المناهج يفتح فرصة أمام المجتمع الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي المتضامن مع فلسطين من أجل إنقاذ التعليم الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي في القدس الشرقية من خطر الأسرلة والمحو اللذين يتهددانه، عبر دعم وتصليب امكانيات مدارس الأوقاف الإسلامية والمسيحية، ومدارس الأونروا، وبرامج التعليم غير الرسمي لمنظمات المجتمع المدني وفي الفضاء الالكتروني وفي المجتمع المحلي، ومن خلال الأنداد.