logo

في ظل تصاعد الاقبال على الطب التجميلي .. أخصائيات وخبيرات تجميل يحذّرن من تشويه مفاهيم الجمال وجعل المظهر قيمة عليا : ‘الله خلقنا في أحسن صورة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02-07-2024 15:00:00 اخر تحديث: 15-07-2024 11:17:18

تلقى صناعة التجميل رواجا متزايدا من يوم لآخر في عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي تقدّم نماذج لا حصر لها من الجمال الباذخ، لدرجة جعلت

من الجمال الطبيعي او المظهر الطبيعي للفرد غير كاف.. وجعلت البعض يفقد ثقته بنفسه! وتشهد عاملات في مجال الطب التجميلي على ارتفاع مستمر في أعداد الزبائن الذين يطلبون تغييرا في أشكالهم وملامحهم، متأثرين بشخصيات مشاهير من شبكات التواصل الاجتماعي أو ممثلين وفنانين عرب وأجانب .

الخبيرات اللواتي تحدثن لقناة هلا، يحذرن من الوصول الى حد الهوس في الطب التجميلي، ويشددن على انه تقع على الاهل مسؤولية كبيرة في التأثير على النظرة الذاتية للابناء والبنات لأشكالهم وملامحهم التي منحهم إياها الله عز وجل، دون الاغفال عن الأمانة والاستقامة التي يجب أن تتوفر لدى من يعمل في هذا المجال، ذلك انه لا ينبغي له ان يستجيب لكل طلب من زبائنه لتغيير أشكالهم لمجرد الحصول على المال .

"نقص الثقة بالنفس والشعور بعدم الرضا"

تقول د. فاتنة عبد القادر- اخصائية طب تجميلي وطب نساء، في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا حول الاقبال على علاجات التجميل : " ليس هناك ادنى شك بأن وسائل التواصل الاجتماعي اخذت حيزا كبيرا من حياتنا، ولها تأثيرات متعددة يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، لكن من المهم أن نكون واعين لهذه التأثيرات ونتعامل معها بحذر. أحد التأثيرات السلبية هو أن بعض الناس يميلون إلى مقارنة أنفسهم بالصورة التي يرونها أمامهم، خاصة صور المشاهير الذين يظهرون بمظهر جميل، هذا قد يؤدي إلى شعور بالنقص وعدم الرضا عن المظهر الشخصي. نتيجة لذلك، نرى أن البعض يصبح لديهم ضغط للحصول على معايير جمالية مبالغ فيها، على الرغم من أن الكثير منهم لا يحتاجون فعلاً لأي تغييرات. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يأتون لزيارات متكررة للطبيب، غير راضين عن مظهرهم، ويعانون من نقص الثقة بالنفس وعدم الرضا عن أجسامهم. لهذا السبب، أنصح دائمًا السيدات، خاصة الأمهات والآباء، بأن يعززوا صورة إيجابية لأطفالهم ويزرعوا الثقة بالنفس والثقافة لصحة الجسم والبشرة".

ومضت قائلة: هناك أيضًا أشخاص يصلون إلى حالة من الهوس بالجمال، مثل الرغبة في الحصول على شفاه تشبه شفاه هيفاء وهبي. لهذا، يجب أن يكون الزملاء الأطباء على وعي ودراية ويتوخون الحذر في الوعود التي يقدمونها بشأن النتائج، ويتجنبون التوقعات المبالغ فيها، فمن المهم أن يقوم الأطباء بتوضيح الحقائق للمرضى وخفض سقف التوقعات لهم، خاصة بسبب تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم معلومات من مصادر غير موثوقة".

وأضافت: "يجب أن يتم التأكيد على أن الابتعاد عن التأثيرات السلبية وغير الواقعية للصفحات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي هو خطوة مهمة، بالإضافة الى تشجيع المرضى على متابعة الصفحات التي تعزز قبول الذات، اذ يجب أن يكون لدى الأشخاص الثقة بالنفس وأن يحبوا أنفسهم كما هم، فالعلاجات تهدف إلى تحسين المظهر وليس تغيير الملامح بشكل جذري، لأن تغيير الملامح بشكل مفرط هو أمر سلبي وغير مقبول".

"تأثير كبير على الفئة العمرية الصغيرة"

من جانبها، قالت مروة جودت – ممرضة واخصائية بشرة: " تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كبير جداً، خاصة على الفئة العمرية الصغيرة من الفتيات، حيث انهن يتأثرن بشخصيات مؤثرة، ممثلين، أو شخصيات معروفة. اليوم، حسب رأيي، هناك وعي كافٍ حتى بين الفتيات الصغيرات بكل ما يتعلق بعلاجات البشرة والتجميل ، حيث يأتين ويسألن عن مشاكل معينة يعانين منها في البشرة، وهذا لا يقتصر على فئة عمرية معينة؛ فالنساء من جميع الأعمار يعالجن مشاكلهن من خلال العلاجات المتاحة".

وأوضحت مروة جودت "انه ليس من الضروري أن يكون كل علاج تطلبه الفتاة مناسباً لها، ولهذا لدينا عملية تشخيص لتحديد ما تحتاجه بالضبط. نصيحتي للفتيات هي أن يعرفن إلى من يتوجهن، وأن يسعين ليصبحن النسخة الأفضل من أنفسهن، بدلاً من ملاحقة صور وهمية على أساس أنها مثالية".

"يجب ان نتوخى الحذر"

من ناحيتها، قالت حنان اغبارية – اخصائية طب طبيعي وتجميل وعلاج في الأعشاب: "اليوم أصبحت ظاهرة تقليد المشاهير والفنانين من الناحية التجميلية منتشرة بشكل كبير. أصبح الناس يغيرون ملامح وجوههم بشكل يؤثر على جيل المراهقين والأجيال الأكبر سناً. هذا الأمر أصبح أكثر وضوحاً مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات، وله تأثير نفسي كبير على الفتيات في سن 17 و18 عاماً، فالامر يؤدي للشعور بعدم تقبل النفس، لهذا من المهم أن يتصالح الشخص مع نفسه ويتقبلها، فنحن جميعاً جميلون جداً كما نحن، وعالم التجميل، إذا تم الاتجاه إليه بشكل صحيح، يمكن أن يخلق تغييراً جميلاً. ولكن مهم جدا ان لا تتحول قيمة المظهر الى القيمة العليا وتتفوق على قيمة الأخلاق والأدب والعلم، وتشوه مفاهيم الجمال خصوصًا لدى الأجيال الناشئة". واختتمت قائلة: "علينا أن نساعد الناس على تقبل أنفسهم لتحقيق تغيير إيجابي وجذري. ومع ذلك، يجب أن نتوخى الحذر لأن هناك من يصل بهم الأمر إلى محاولة تغيير لون بشرتهم، وهذا يعكس مدى التأثير السلبي لعدم الرضا عن النفس".