logo

المستشارة الاسرية شذى منصور من الطيرة: ‘ارتفاع الاقبال على تلقي الاستشارة في ظل الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
01-07-2024 17:50:03 اخر تحديث: 06-07-2024 12:59:06

في ظل التحديات اليومية التي تواجه الأسر في مجتمعنا، تبرز الاستشارة الأسرية كحل فعال لتجاوز العقبات وتحسين العلاقات بين أفراد الأسرة،

اذ تهدف هذه العملية إلى تقديم الدعم والإرشاد لتحسين التواصل وحل النزاعات بطرق بناءة، مما يعزز الانسجام والتفاهم داخل الأسرة. تقول المستشارة الاسرية شذى منصور من الطيرة في حديث لموقع بانيت وقناة هلا حول هذا المجال: "الاستشارة الأسرية هي أداة هامة تقدم الدعم والتوجيه والإرشاد للعائلات لتحسين التواصل الأسري وجودة حياتهم وعلاقاتهم الأسرية. من خلال استراتيجيات ومهارات متخصصة، تساعد الأسر على التعامل مع التحديات التربوية والتفاهم مع أبنائهم بطرق بناءة أكثر. تقدم الاستشارة الأسرية خدماتها في جميع مراحل التربية، لكن أصعب مرحلة هي تلك التي يمر بها الأبناء في فترة المراهقة، وهي مرحلة مليئة بالتحديات الكبيرة، لهذا تلعب الاستشارة الأسرية دورًا حيويًا في مساعدة الأهل على فهم ودعم أبنائهم المراهقين، مما يعزز من الاستقرار والتفاهم داخل الأسرة".

ومضت شذى منصور قائلة لموقع بانيت وقناة هلا حول سبب اختيارها امتهان هذا المجال: "اخترت العمل في هذا المجال ودراسته أكاديمياً لأن لدي غاية أن أكون صاحبة رسالة وأترك أثراً وبصمة، وأحببت أن أترك هذا الأثر عن طريق العائلات لأنني أؤمن بقوة العائلات وبناء علاقات أسرية صحية لإنشاء مجتمع سليم، حيث أن حجر الأساس هي العائلات."

"فروقات كبيرة"

وأوضحت شذى منصور "ان هناك فروقات كبيرة بين العلاج الأسري والاستشارة الأسرية. الاستشارة الأسرية تقدم توجيهًا وإرشادًا لمشكلات وتحديات يومية تربوية، بينما العلاج الأسري يتطرق لديناميكيات النفس العميقة ويتناول الديناميكيات الأسرية بشكل أعمق. أيضا الاستشارة الأسرية تُقدم بشكل عام على المدى القصير، وتركز على حل المشكلات الحالية وتعزيز التواصل والفهم داخل الأسرة. بينما العلاج الأسري يمتد إلى المدى الطويل، ويستهدف التعامل مع القضايا العميقة ".

وأشارت المستشارة الأسرية شذى منصور الى "ان الوعي لدى العائلات العربية بالنسبة لتلقي استشارة اسرية يرتفع مع مرور الوقت، لكن لا تزال هناك عقبات تحتاج إلى تجاوزها. كمستشارة أسرية في مركز لاستشارة العائلات في مجال الصحة النفسية، أقدم الدعم للعائلات التي يوجد لديها أفرادًا يعانون من ضغوط نفسية أو يعانون من اضطرابات نفسية مشخصة، تهدف مراكز مثل هذه إلى تقليل الوصمة المرتبطة بالاستشارات والعلاجات النفسية، خاصة في مجتمعاتنا." وأضافت: "العقبات التي تقف أمام العائلات عندما تفكر في طلب الاستشارة الأسرية عديدة أولها الافتقار إلى الوعي، حيث أن الكثير لا يفهمون بالضبط ماذا تعني الاستشارة الأسرية وما الفائدة التي يمكن أن تقدمها. كما تشمل العقبات أيضًا الخوف من اراء الاخرين من العائلة المحيطة، حيث يمكن للأفراد أن يشعروا بالضغط أو الحرج. وتُعتبر التكاليف المادية أيضًا عائقًا كبيرًا، حيث قد تكون الاستشارة الأسرية تتطلب تكاليف مالية يجد البعض صعوبة في تحملها."

"ازدياد الاقبال بسبب الوضع الاقتصادي"

وحول تأثير العامل الاقتصادي على العلاقات الاسرية والاقبال على تلقي الاستشارة، قالت شذى منصور: "بالتأكيد، كل التحديات والتغيرات التي نمر بها تؤثر بشكل أساسي على العائلات وجودتها، خاصة التغيرات المادية التي قد تسبب قلقًا يمكن أن يتطور إلى اضطرابات ومشاكل عديدة في العلاقات والتواصل داخل البيت. لذلك في ظل ظروف الحرب والتغيرات، نرى زيادة في عدد الأشخاص الذين يلجأون لتلقي استشارة اسرية في المركز الذي اعمل فيه". واختتمت حديثها، قائلة: "دائماً مرحب بفكرة الاستشارة للاستثمار في العلاقات الزوجية والأسرية، دون الانتظار حتى تتفاقم المشاكل. هناك دائماً فرصة لاكتساب مهارات وأدوات جديدة من خلال الاستشارة الأسرية".