logo

قراءة معمّقة في نتائج الطلاب العرب بامتحان ‘بيزا‘ : ‘مدارسنا تهيّئ طلابنا للامتحانات وليس للإبداع والابتكار‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
23-06-2024 18:38:39 اخر تحديث: 30-06-2024 09:53:34

قال مدير المعارف السابق في وزارة التعليم د. عبد الله خطيب، في حديث ادلى به لقناة هلا وموقع بانيت حول نتائج دراسة بيزا PISA الدولية،

التي أظهرت معطيات مقلقة بشأن تحصيل الطلاب في المجتمع العربي بالمقارنة مع الطلاب في المجتمع اليهودي - قال حول هذه الدراسة، انها "تجرى من قبل منظمة التعاون الاقتصادي بمشاركة 63 دولة من الدول النامية. هذا الامتحان يجرى مرة كل ثلاث سنوات يفحص كل ما يتعلق بقضية التنور القرائي، الرياضي وأيضا بمجال العلوم، هذا العام اشترك 1750 طالبا من البلاد و150 الف طالب من كل العالم. اسرائيل عمليا موجودة بالمرتبة الـ 22 ضمن 63 دولة أي موجودة بمرتبة متقدمة. هذا البحث اظهر نقطتين مركزيتين الأولى هي ان نسبة الطلاب المتفوقين في المجتمع اليهودي اكبر من نسبة الطلاب المتفوقين في المجتمع العربي، ونسبة الطلاب في المجتمع العربي الذين يواجهون صعوبات تعليمية اربعة اضعاف نسبة الطلاب الذين يواجهون صعوبات تعليمية في المجتمع اليهودي، أيضا اظهر البحث ان تحصيل الطالبات اعلى بكثير من تحصيل الطلاب في مجتمعنا العربي".

وتابع قائلا: " للأسف ليس هناك استعداد من قبل المدارس للامتحان لانه ليس امتحانا عينيا بل للدولة، أي ان الطالب لا يحصل على علامة ولا المدرسة كذلك، لهذا هناك فرق بين تحصيل الطلاب العرب بامتحانات البجروت والجامعات وهذا الامتحان. وهنا تطرح عدة أسئلة منها هل نحن كاهل ومعلمين نصبو لصقل شخصية مهتمة، مبدعة، مفكرة ومبتكرة في طلابنا وهل نحن نربيهم على الوعي القرائي والتفكير الخلاق ونشجعهم؟ ".

"مدارسنا تهيّئ طلابنا للامتحانات وليس لمهارات تفكير عليا وتحليل"

وأضاف: "مجتمعنا العربي لا يربي الطلاب ليكونوا جزءا لا يتجزأ من العالم الكبير، في مجتمعنا ومدراسنا نهيئ طلابنا للامتحانات المختلفة ولكن ماذا بالنسبة للمهارات التفكيرية العليا والتي تساعد الانسان على ان يصبح مبتكرا ومبدعا، كيف نستطيع نقل جهاز التربية والتعليم العربي ليكون مبتكرا اكثر؟. نحن في اطار مدارسنا ومجتمعنا نحاول قدر الإمكان ان نمكن الطلاب من المادة التعليمية، لكن هناك مدارس رائدة وقليلة تهتم بمهارات التفكير العليا والتحليل بينما بقية المدارس موجودة باطار تمكين الطلاب من المادة التعليمية فحسب ولا تولي أهمية لامتحان ‘البيزا‘ ولا الطلاب كذلك".

"تغيير استراتيجيات التدريس"

وأشار د. عبد الله خطيب في حديثه لقناة هلا الى "انه من المهم ان يكون الطالب مطلع على نماذج من الأسئلة لكي لا يتفاجأ اثناء اجراء للامتحان، والنقطة المركزية التي نتحدث عنها اليوم هي انه يجب علينا تغيير كل ما يتعلق باستراتيجيات التدريس في مدارسنا العربية، وان تكون هناك نقلة نوعية من قضية تمكين الطلاب من المادة التعليمية الى اكسابهم مهارات التحليل والتفكير الإبداعي، وهذا يجب ان يبدأ من تغيير المعلمين لأساليبهم التعليمية ودمج التفكير الإبداعي بامتحانات البجروت ونلائم انفسنا لعصر العولمة فالتفكير الإبداعي جزء لا يتجزأ منه، واذا لم نفعل ذلك سيبقى جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي في مراتب متأخرة ".

يشار الى انه بحسب النتائج، فقد بلغت نسبة الطلاب المتفوّقين في إسرائيل (30%) أعلى قليلاً من دول منظمة التعاون الاقتصادي والدول النامية (نسبة 27%). فيما ان الفوارق في إسرائيل كبيرة بشكل خاص. وفي حين أن نسبة الطلاب المتفوقين بين الناطقين باللغة العبرية (35%) هي من أعلى النسب في العالم، فإن نسبة الطلاب المتفوقين بين الناطقين باللغة العربية أقل بكثير (11%).

وتظهر البيانات كذلك، أن معظم الناطقين باللغة العربية (61%) لديهم صعوبة في التفكير الإبداعي – 4 أضعاف نسبة الصعوبة بين الناطقين باللغة العبرية (15%). أما بين الأولاد الذين يتحدثون العربية، فإن معدل الصعوبة مرتفع بشكل خاص (70%).