logo

تفجّر جلسة ليلية مشحونة للمجلس الأمني السياسي : صراخ ومصطلحات مبطنة لوزراء ضد قائد أركان الجيش

من شحادة سامي عازم مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
05-01-2024 09:07:24 اخر تحديث: 05-01-2024 09:13:44

شهدت جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية، التي عُقدت الليلة الماضية، مواجهة حامية الوطيس بين عدد من الوزراء من جهة، وقائد أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي

  من جهة أخرى. وقد انتهت الجلسة بعد مرور نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة من انطلاقها.

وقالت مصادر إعلامية أن الوزراء ايتمار بن غفير، بتسلئيل سموتريتش، ميري ريغف ودودي أمسالم، هاجموا هليفي على خلفية قراره تشكيل طاقم للتحقيق في مجريات الحرب، بما في ذلك في " الفشل الأمني " الذي وقع يوم السابع من أكتوبر الماضي، وكذلك التحقيق في التجهيزات للعملية البرية وللقتال في قطاع غزة.

كما قالت نفس المصادر ان الوزراء من حزب " همحني همملختي " ووزير الأمن يوئاف غالنت، دافعوا عن هليفي خلال الجلسة. في ختام الجلسة، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو : " يجب التوقف... سنواصل في مرة قادمة ".

" الجلسة كانت مثل السيرك "

ونقلت مصادر إعلامية عن وزراء شاركوا في الجلسة قولهم " أن الأمر بدا وكأنه سيرك "، ومنهم من قال " ان نتنياهو استمتع بالهجوم على هليفي، وانه قال له انه يجب الاصغاء للنقد الذي يوجهه الوزراء ".

وأشارت مصادر إعلامية الى ان المواجهة بين الطرفين بدأت حينما سألت الوزيرة ميري ريغف عن " قضية إقامة طواقم تحقيق للتحقيق في طريقة إدارة الأمور يوم السابع من أكتوبر"، اذ رد عليها قائد اركان الجيش " ان التحقيقات لم تبدأ "، فقال الوزير ايتمار بن غفير : " السؤال هل تم تشكيل طاقم للتحقيق"، فرد هليفي قائلا :" لم نبدأ عملية التحقيق ".

في هذه المرحلة تدخل وزير المالية سموتريتش وقال لهليفي :" اذن أنت لا تنكرالأمر"، وقالت الوزيرة ريغف :" انت لا تجيبني وانا أريد ان يكون الامر واضحا. لدينا الكثير من الأسئلة عن طريقة عمل الجيش، لكن طوال الوقت نقول لأنفسنا " هذا ليس الوقت المناسب ... نحن في حالة حرب"، وانتم تبدأون التحقيق في هذا الوقت ؟".

الوزير دودي أمسالك تساءل قائلا :" لماذا يجب اجراء التحقيق الان؟ من أجل ان يكون رجال الجيش في حالة دفاع عن النفس بدلا من الانشغال في تحقيق النصر ؟ ".

" نحن وزراء وهذه وظيفتنا "

الوزيرة يفعات شاشا بيتون، من " همحني همملختي"، دافعت عن قائد أركان الجيش قائلة :" الرجل قال لكم مرة واحدة، ومرة أخرى، وخمس مرات – لماذا تهاجمونه هكذا؟ "، كما دافع وزير الأمن غالنت عن هليفي وقال " انه يريد الرد على الهجوم الكلامي الذي تعرض له قائد الجيش ".

وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير قال ردا على غالنت :" ليس كل ما يقال في اطار النقد هو هجوم، نحن وزراء وهذه وظيفتنا ". في هذه المرحلة أوضح قائد أركان الجيش قائلا :" الحديث يدور عن فحص مهني من طرفنا، هذا ليس سياسة، انما فحص كيف عمل الجيش ".

وزير الأمن غالنت قال : " لم أعرف عن التحقيق مسبقا، لكني أمنح كامل الدعم لقائد أركان الجيش. هذه وظيفته ان يفحص وأن يحقق ".

في هذه المرحلة قالت الوزير ريغف : " هذا أمر غير معقول، اذا كان الجيش يقوم بتحقيقات، فنحن نريد تحقيقات على المستوى السياسي "، وقد وصل الجدال بينها وبين الوزير غالنت الى حد الصراخ، اذ قال لها غالنت : " أنا لست موظفا لديك.. اعطيني المجال لأتحدث، وقائد أركان الجيش بامكانه فعل ما يريد ".

" أنتظر انتهاء الحرب "

وزير المالية سموتريتش قال : " ( بطني ملان ) على الجيش، لكني صامت وانتظر انتهاء الحرب "، فردت عليه الوزير شاشا بيتون : " لديك " بطن ملان " على الجيش وعلى المستوى السياسي لا ؟"، فقال الوزير سموتريتش:" هذا كان خطأ كل السنوات ان المستوى العسكري جلب السياسة للمستوى السياسي بدلا ان يكون العكس. من الان وثاعدا المستوى السياسي هو الذي يحدث السياسي "، فردت شاشا بيتون قائلة بسخرية :" نعم ... فقط الجيش كان هنا في السنة الاخيرة... أنتم، الحكومة لم تكونوا هنا ".

وبعد انتقاد الوزير ايتمار بن غفير امكانية ان يضم طاقم التحقيق القائد السابق للجيش شاؤول موفاز، قال الوزير بيني غانتس له :" كيف خسرناك؟ لقد رأينا كيف تحسن الوضع الأمني في الدولة في السنة التي كنت فيها وزيرا للامن القومي ".

رئيس المعارضة لبيد : " التسريبات من جلسة أمس هي فضيحة "

من جانبه، عقب رئيس المعارضة يائير لبيد على التسريبات من جلسة المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية، والمواجهة ما بين الوزراء وبين قائد أركان الجيش، وقال :" التسريبات من جلسة أمس هي فضيحة، وهذا اثبات آخر على خطورة هذا المجلس. دولة إسرائيل يجب أن تغير الحكومة ومن يرأسها".

وأضاف لبيد: " هؤلاء الأشخاص لا يستحقون التضحية والبطولة التي يقوم بها مقاتلو ومقاتلات الجيش، وليس بإمكانهم الوصول الى حسم استراتيجي. عليهم الذهاب الى البيت، الان ".


عضو الكنيست يائير لبيد - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت

هرتسي هليفي - تصوير الجيش الاسرائيلي

تصوير: مكتب الصحافة الحكومي