logo

أسمى معاني العطاء .. زوجة من جديدة المكر تتبرع لزوجها بكليتها بعد 10 سنوات من الدياليزا والمعاناة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
12-12-2023 11:26:28 اخر تحديث: 12-12-2023 13:21:32

بعد انتظار دام أكثر من عشر سنوات، حصل وافي ريحاوي (45 عاما) من جديدة المكر وأب لثلاثة أولاد على كلية من زوجته سعاد. عشر سنوات من اجراء غسل



تصوير : نجمة ريحاوي

الكلى 4 أيام أسبوعيا رافقته زوجته خلال أكثر من 2000 جلسة لغسل الكلى في مستشفى نهاريا ومعاناة لا يعرفها الا من مر بهذه التجربة.

في بداية اكتشاف الفشل الكلوي لدى وافي، بادر والداه الى التبرع بكلية لكن وبسبب وجود صعوبات طبية لديهما تعذّر الامر وحاولت أيضا زوجته سعاد التبرع بكلية وأيضا تعذر ذلك. خلال هذه السنوات ازدادت حالة وافي الصحية سوءا وشكلت خطرا حقيقيا على حياته، اضطر بعدها الى دخول العناية المكثفة. وهنا قررت سعاد ان تنقذ حياة زوجها بأي ثمن وأجرت التحاليل الطبية ثانية واستشارت العديد من المختصين حول عدد من التقنيات الطبية التي قد تفشل هذه المبادرة وقررت الاتكال على الله والتبرع بكليتها رغم التعقيدات الطبية المتوقعة وبحمد الله تكللت العملية بنجاح ومنذ العام 2018 يعيش الزوجان مع أولادهما بصحة جيدة.

"لا يمكن وصف معاناة من هو بحاجة الى زراعة عضو"
وعن هذه التجربة قالت سعاد ريحاوي: "لا يمكن وصف معاناة من هو بحاجة الى زراعة عضو والخطر والخوف الذي يرافق العائلة والأولاد. حتى ان اولادنا ينتظرون الوصول الى جيل 18 عاما لكي يسمح لهم التبرع بالأعضاء من أجل إنقاذ حياة والدهما ، شعور قاس بالعجز وحرمان الأطفال من طفولتهم والعيش بحياة طبيعية بسبب وجودنا باكثر اوقاتنا بالمستشفى لتلقي العلاج ، وأكثر ما ازعجني اني احسست أن طفلتي الصغيرة لم تعش حنان الاب بسبب وضعة الصحي الذي ازداد سوءا قبيل اجراء زراعة الكلية" .

وأضافت سعاد : "اليوم انا بصحة ممتازة وقد منحتني هذه التجربة سعادة لا يمكن وصفها، تعرفت من خلالها على أسمى القيم الانسانية التي يصعب وصفها وهي العطاء من اجل هدف واحد وهو العطاء ، ومن اجل منح الحياة وايقاف المعاناة والم الانسان والم القريبين منه. يجب علينا ان ننمي قيم العطاء والانسانية وان نشجع التبرع بالأعضاء في مجتمعنا. بسبب هذه التجربة تناولت الموضوع وكيفية تطرق ديننا الحنيف الى تشجيع التبرع بالاعضاء من خلال كتابتي أثناء دراسة الشريعة الإسلامية".

"علينا كمجتمع ان نقدس قيمة العطاء"
وفي حديث مع وافي ريحاني ، قال: " الحمد لله اجريت لي العملية في مستشفى "رامبام " بنجاح، في البداية رفضت قطعيا فكرة تبرع زوجتي بكليتها خوفا على صحتها وخوفا على الأولاد وفضلت أن تعتني بالاولاد وأن تكون بصحة جيدة من بعدي لكن بعد إصرارها وكونها انسانة مؤمنة تعتبر التبرع بالأعضاء صدقة جارية، قررت ان اوافق على رغبتها، وفعلا اجرينا التحاليل المطلوبة مرة أخرى وتكللت العملية بنجاح وأنا وهي بخير والحمد لله".

وأضاف وافي: "خلال اجراء غسل الكلى وعلى مدار عشر سنوات من المعاناة، تعرفت على اشخاص وسمعت قصصا مثيرة وسجلت اسمي في قائمة التبرع بالأعضاء وكل سنة كان علي اعادة الفحوصات حتى يدرج اسمي بالقائمة ووقعت على "كرت ادي" الذي يمنح من ينتظر زراعة اعضاء افضلية في قائمة الانتظار. شعرت مدى أهمية هذا الموضوع خاصة وانك يمكن ان توقف معاناة وانقاذ حياة الاخرين. لم نصل الى مرحلة كما في دول عديدة في العالم ان نتبرع بكلية لشخص لا نعرفه، لكن علينا كمجتمع ان نتقبل ونناقش هذا الموضوع. رسالتي واضحة، علينا كمجتمع ان نقدس قيمة العطاء ونشجّع التكافل الاجتماعي، وأن نوقف معاناة الاخرين الذين يمكثون في اقسام غسل الكلى حيث من الصعب ان يعرف ما يعصف بهم سوى مر بتجربتهم، التبرع بكلية داخل العائلة آمن بفضل تطوّر الطب وواجب علينا جميعا".



وافي ريحاوي