logo

الطبيب الذي شاهد بأم عينيه المأساة في دير الاسد يروي لبانيت التفاصيل لحظة بلحظة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
14-08-2023 18:32:02 اخر تحديث: 16-08-2023 06:14:54

أعلن المركز الطبي للجليل في نهاريا، صباح اليوم الثلاثاء، عن وفاة رجل الإطفاء من معلوت - ترشيحا، ديكيل مرتسيانو ( 31 عاما ) الذي كان قد نقل للمستشفى

وهو بحالة حرجة، بعد ان نزل لبئر في دير الأسد، في محاولة لإنقاذ العامل الفلسطيني المرحوم صامد وليد حسن بحيص عرامين، من منطقة الخليل، الذي كان قد نزل الى البئر وفقد الوعي داخله، وتم اعلان وفاته بعد تخليصه من البئر. جدير بالذكر ان رجل الاطفاء عدنان أسعد من بيت جن كان قد لقي مصرعه في هذه الحادثة ايضا بعد فشل محاولات انعاشه.

من جانبه، قال مدير قسم العلاج المكثف في المستشفى د. اوريال ترنبمبرغ :" رجل الإطفاء كان يعاني من إصابات تنفسية، واصابات في الأجهزة الدموية والكلى، وكان هنالك شبهات لتعرضه لضرر دماغي. في أعقاب ذلك تم وصله الليلة الماضية لجهاز " دياليزا"، الا انه وللأسف الشديد، بدأ ضغط الدم لديه بالتراجع، وقبل الفجر تم استدعاء عائلته، وشرح لهم الطاقم حالته، وتم إقرار وفاته عند حوالي الساعة السابعة صباحا ".

جدير بالذكر ان لمرتسيانو ثلاثة اولاد من بينهم رضيعه ولدت قبل شهر، وهو يعمل منذ عام 2014 في محطة الجليل الغربي.

د. تامر نعمة يروي لبانيت تفاصيل الحادث لحظة بلحظة 
على صعيد متصل، قال الدكتور تامر نعمة في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول ما جرى في دير الأسد اثناء تواجده في مكان الحادث: "تواجدنا مع طاقم العلاج المكثف التابع لمركز حيان الطبي، ونحن اول من وصل لمكان الحادث، وذلك بعد ان تلقينا بلاغاً مفاده ان شاباً سقط داخل بئر، حيث قمنا بإرسال سيارة العلاج المكثف الى المكان ووجدنا الشاب فاقداً للوعي في البئر، حاولنا التواصل معه ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل وكان الشاب في حالة صعبة للغاية. بعد ذلك، قمنا باستدعاء رجال الاطفاء حتى يتم انتشال المصاب وتقديم المساعدة له، وصلت سيارة الإطفاء مع الطواقم ونزل اول رجل إطفاء للبئر وخلال دقيقة واحدة فقد وعيه، واذكر هنا انه لم يكن مزوداً بأي شيء لا جهاز تنفس ولا أي شيء اخر. بعدها طلبوا من رجل إطفاء اخر ان يساعده وينزل الى البئر ، وخلال دقيقة او دقيقتين فقد وعيه، حينها أدركنا اننا وصلنا لوضع صعب، فهناك 3 مصابين فاقدين لوعيهم في البئر وبحاجة الى عمليات إنعاش متقدمة وكل هذا حصل خلال دقائق معدودة".

وحول ما إذا كان هناك تفسير علمي او طبي لفقدان رجلي الإطفاء للوعي فور نزولهما الى البئر، قال د. تامر نعمة: "البئر التي نزلوا فيها مليئة بالقاذورات والاوساخ التي تبث غازات سامة وتؤثر على عملية تنفس الاكسجين في الجسم ، اضف الى ذلك درجة الحرارة العالية جداً في البئر ، كل هذه العوامل تؤدي الى الوفاة والى فقدان الوعي وفقدان كل وظائف الجسم الحيوية".

وأضاف: "انتشال المصابين من داخل البئر كان صعباً جداً لأن فتحة البئر ضيقة فيما كان المصابون في قاع البئر، استغرق انتشال اول مصاب حوالي 20 دقيقة، ومن ثم بدأنا باجراء عمليات انعاش متقدمة له بالإضافة الى عملية تنفس اصطناعي ونقلناه على الفور الى مستشفى نهاريا للعلاج المكثف. اما المصاب الاخر فتمت معالجته عن طريق طواقم نجمة داوود الحمراء حيث استطعنا إعادة نبضات قلبه واجرينا له تنفسا اصطناعيا وكانت حالته مستقرة. علاج الحالات الثلاث والتي احتاجت لعمليات انعاش سريع ومكثف كان امرا صعبا للغاية، فخلال دقائق وقفنا امام 3 حالات صعبة بحاجة لعمليات انعاش متقدمة".

وأوضح د. تامر نعمة في حديثه لبانيت وهلا انه "لم يسبق له ان يتعامل مع مثل هذه الحالات، حيث كان من الصعب الوصول اليهم واستغرق انتشالهم من البئر وقتا طويلا".





 صور وصلتنا من حيان