logo

90 % من الغيرة لدى الأبناء.. سببها الأسرة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
14-06-2023 08:37:42 اخر تحديث: 15-06-2023 07:30:42

الغيرة مشكلة منتشرة جداً بين الأبناء، ووسط جدران منازل الكثير من الأسر، ما يعكس جواً مزعجاً بين أهل البيت، ومشاعر تؤلم الطفل وتشعره بالدونية أو الرغبة في العدوانية،


صورة للتوضيح فقط - تصوير: StoryTime Studio - shutterstock

والأهم أنها تشير إلى خطأ ما في التربية أدى لإشعال نار الغيرة وتفاقم العلاقات بين الأبناء وبعضهم البعض، والغيرة لها أسباب كثيرةومتنوعة؛ منها ما يرتبط بنزعة الطفل الفطرية في حب الاستئثار بالأشياء، أو الاستئثار بالأشخاص، وبعضها يرجع لصفات يكتسبها الطفل؛ كالكذب والغش والتحايل والحسد، وضعف تقدير الذات، مما يتسبب في سلب طاقة الطفل وفاعليته وحيويته؛ والأسوأ أن تستمر مع الشخص، لهذا فالفاصل الحاسم هم الآباء وأسلوب تعاملهم وتربيتهم للأبناء. والذي يرجع إليه نسبة 90% من مشاكل غيرة الأبناء، كما أجمع على ذلك التربويون والمختصون. اللقاء وأستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي للشرح والتفسير.

عوامل تساعد على ظهور الغيرة

عدم المساواة في توزيع الحب والاهتمام
إن عدم المساواة بين الأبناء في التعامل، من قبل الوالدين، وعدم العدل معهم في كل النواحي؛ بداية من نوعية الملابس والأدوات والحاجيات، وتقديم مشاعر الحب والحنان والتعاطف، وكذلك في التقبيل والاحتضان والابتسام والنظرات الحانية.
وكذلك في الرعاية الجيدة، والعطايا والهدايا والمصروف، هي السبب الرئيسي والمحرك الأكبر لمشاعر الغيرة بين الإخوة، فشعور الابن بعدم العدل والمساواة بينه وبين إخوته في البيت يؤدي إلى ثورة نفسية تنشأ داخله، لإحساسه بالظلم.

الغيرة من المولود الجديد وعوامل أخرى
أغلب الأطفال لديهم شعور بالغيرة من الأخ الذي يولد جديداً؛ وذلك لاعتقادهم أنه سلبهم مركزهم المميز، ونقلهم من محور الاهتمام إلى زاوية الإهمال والنسيان باعتباره الأكبر.
كما أن الخوف من فقدان محبة والدَيهم أو أحدهما سبب رئيس في الغيرة بين الإخوة، ومن المنطقي أن يحاول الطفل الغيور، بصورة لا شعورية غالباً، إزالة منافسه بالاعتداء عليه، أو بالاستهزاء منه؛ بمحاولة تحقيره بالمنافسات، أو بالمشاجرات، أو بالأحقاد أحياناً.
وأحياناً أخرى بتفريغ غيرته بصورة رمزية؛ بالانقضاض على لعبة أو أي شيء يخص منافسه، فيضربها بقسوة، أو يدوسها ويحطمها، أو يرسم منافسه (أخاه) بصورة غير جميلة، وقد يكبِت الطفل الميول العدوانية نتيجة تأثير والديه، و لهذا الكبت تأثير نفسي سيئ.

المقارنة بين الأبناء
وهو من أسوأ ما يفعله الوالدان بين الأبناء بعضهم ببعض أو أمام الناس، ويتمثل بمدح بعض الأبناء من دون بعض، وقد يمدح الأب أحد أبنائه دوماً، أمام الأقارب والأصدقاء لتفوقه أو مهاراته، أو لموهبة لديه، أو لقدراته القيادية، أو لجمال في شكله.
وفي المقابل، لا يذكر أي شيء إيجابي عن طفله الآخر، ويتكرر ذلك الموقف مرات ومرات؛ مما يشكل عقداً نفسية لدى الطفل المهمَل، تتحول مع الوقت إلى مشاعر غيرة وكراهية وعدوان، أو انعزال وقنوط.
وأحياناً قد لا تتم المقارنة أمام الناس والأقارب والأصدقاء؛ بل مُوجّهة للطفل نفسه، بتوجيه التقريع إليه بمقارنته بأخيه؛ مما يحطم قدراته، ومع الوقت يؤمن بما يقوله عنه والداه؛ فتضعف ثقته بنفسه، وتضمحل قدراته، وتزداد غربته عن أسرته ومجتمعه.

ضعف الثقة بالنفس والأنانية
كما أن ضعف الثقة بين الطفل وبمن حوله يشكل عاملاً مساعداً على ظهور الغيرة، بجانب ضعف ثقة الطفل بذاته، ما يؤدي للشعور الشديد بالغيرة، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه، ولا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يتميز بها عنهم، خاصة مع الطفل المعاق أو المريض.
الأنانية كذلك من أهم العوامل التي تجعل الطفل راغباً في حيازة أكبر قدر من عناية والدَيه، وخاصة عندما يلاحظ اهتمام الوالدَين أو أحدهما، بأحد الإخوة لوجود تشابه بينهم وهذا الأخ، وقد ظهر هذا في معاملتهم له، هذه المعاملة تظهر أثناء توزيع الحنان في الأسرة وعنايتها بالإخوة الآخرين.
التفوق والتميز ويحدث هذا الشعور مع الأخ المتفوق أخيه عليه في جانب معين؛ كدراسته أو شكله وجماله الخَلقي، أو تميزه في مهاراته أو مواهبه؛ كالرسم والرياضة، أو في محبة الآخرين له، أو تفوقه في عمله ورزقه؛ مما يثير لديه مشاعر الغيرة، ولو عولجت منذ الصغر لتقبل هذه الفروقات.

مظاهر الغيرة

العدوانية
يظهر الطفل الغيور مشاعر عدم السعادة بشكل عام نتيجة شعوره بأنه فقد الحب والحنان الذي كان يحظى به من والديه، وقد تتحول هذه المشاعر إلى سلوك عدواني، إما نحو الطفل الصغير، الذي يعتبر منافساً له أو موجهاً نحو الوالدين، أو الممتلكات الشخصية بمحاولة إتلافها وتخريبها.

البكاء والعناد
وغالباً ما يظهر لدى الصغار، فبكاء الأخ الصغير لأتفه الأسباب، وعناده، وضرب رأسه في الأرض أو بيديه، ورميه للحاجيات بعصبية؛ كلها مظاهر تشير، في أحيان كثيرة، إلى مشاعر الغيرة لدى هذا الطفل، وأحياناً كثيرة تكون نتيجة ولادة طفل جديد في الأسرة، فيشعر كأنه أخذ مكانه.

الخجل والعزلة عن أهل بيته
الانزواء وترك مخالطة الآخرين هما من أسوأ ما يصل إليه الابن نتيجة الغيرة، ففي الوقت الذي يتصور فيه الوالدان أنه يلعب في غرفته وحده، ويمارس هواياته، وأنه هادئ ووديع، يكون هو يعاني من مشكلة نفسية بداخله، لا يعرف كيف يعبر عنها، وكيف يصارح والديه بها.

نصائح مهمة لتربية الصغار والمساواة بينهم
قبل سرد النصائح علينا التسليم بأن 90% من أسباب غيرة الأبناء ترجع لأسلوب تربية الآباء. ولهذا عليهم الدور كبير في منع ظهور الغيرة أولاً، ومعالجتها إن ظهرت ثانياً والخطوات بسيطة.
الاعتراف بأن كل طفل له خصاله الفريدة وله احتياجاته الشخصية، وواجبك أن تساوي بينهم في الحب والمعاملة الطيبة.
لا تصفي أطفالك بألقاب الكسول أو المهمل أو المخرب، أو تسخري منه بلفظ العبقري ولا تسبيه، فهذا يُشعره بأنه غير محبوب.
خصصي لكل طفل وقتاً خاصاً به وتواصلي معه فيه، ووقتاً آخر لهم معاً لتكون فرصة لهم للتواصل كإخوة.
لا تقارني أبناءك بعضهم ببعض في الدراسة أو في الطباع ولا تعاقبي الكبير وتدللي الصغير، أو تعاقبي الفتاة وتتركي الفتى ..القوانين واحدة.
لا تتدخلي في كل مشاجرة تقع بين الإخوة؛ بل اتركيهم يحلون الأمر أحياناً بأنفسهم.
علمي أطفالك أن يعبروا عن مشاعرهم بالكلام وليس بالضرب، وكوني قدوة لهم في ذلك.