logo

‘ حين تشتعل الحروف ‘ ، شعر: صالح أحمد (كناعنة)

01-06-2023 10:10:09 اخر تحديث: 01-06-2023 10:14:16

لا شَمسَ لي! .. أَبقى غَريقًا في سَراديبِ المَعابِر .. لا صَوتَ لي!


صالح أحمد (كناعنة) - صورة شخصية

صَوتي حُروفٌ مَلَّها أُفُقُ القَصيدَة.

لا لَونَ لي!

لَوني سَوادُ الحُلْمِ في لَيلِ الأساطيرِ العَنيدَة

لا شهريارُ أنا... ولا

حيكَت لِأَحلامي حِكاياتٍ... وَلا

أَبدو نُجومًا تَحضُنُ الأَسرارَ عَن عَبَثِ الحِقَبْ.

أنا مَوجَةُ الأَبعادِ صَوتي عابِسُ الآفاقِ يَرمُقُني بِلا

قَلبٍ، فَضاءٌ ضاقَ عَن وَجَعي، وَأبعَدَني إلى

مَلهَى احتِمالاتٍ، أُحاوِلُ نَبشَ ذاكِرَتي، لِأَعرِفَ...

أينَ فارَقَني صَدايَ، وأَينَ أَلقَت زَفرَةُ الأَرياحِ أوراقي، ولم

تَرحَم تَساقُطَها، وَأَينَ يَروحُ بي ظِلّي، وَهَل

سَيَعودُ بي نَبضُ القَصيدَةِ كَي يَراني مُمسِكًا

قَلبي الذي قَيَّدتُ في أَمسي بِكَفٍّ مِن لَهَب.

لا طَقسَ لي

أَبقَى خَريفًا في تَضاريسِ المَحاوِر

لا ظِلَّ لي

عُمري رِياشٌ بَعثَرَتْها الريحُ، وَارتَحَلَت بَعيدا.

عَبَثًا أَمُدُّ يَدي لِأُبقي شاطِئِي قُربي، وَظِلّي ثابِتًا

خَلفي، وَصوتي يَرتَديهِ مَداهُ أُمنِيَةً تَعيشُ بِلا غَضَبٍ

لا بَحرَ لي

أَنا زَورَقُ الأَحقابِ، ما أَلقَمتُ أُمنِيَتي جروحَ يَدي، ولا

أَبعَدتُ عَن قَلبي حِكاياتٍ تَظَلُّ حُروفُها الخَرقاءُ تَرمُقُني بِلا

عَينَينِ، تَقطَعُ كُلَّ آمالي بِأَن أَصطادَ طائِرَ لَهفَتي

وَأُعيدُ تَخليصَ الأَغاني مِن عَناوينِ الغَضَب.