logo

كيف تتعرفين إلى شخصية طفلك.. وتحكمين عليها؟

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
28-05-2023 08:19:20 اخر تحديث: 28-05-2023 08:19:45

يُظهر الطفل في سنواته الأولى العديد من الصفات، فقد تُشعرين بأنه طفل باسم سعيد، أو قد يُشير تأقلمه مع مَنْ حوله إلى أنه طفل سلس، ومرن،


صورة للتوضيح فقط - تصوير: Sharomka - shutterstock

وأحياناً يدل تمسُّكه الدائم بما يرغب القيام به على أنه طفل مثابر عنيد، وكلها في النهاية تصرفات تؤكد -أو كما يعتقد الآباء- ملامح شخصية الطفل، إلا أن القاعدة العلمية التربوية أقرت بأن شخصية الطفل الحقيقية لا تظهر إلا بعد مرور سنين. ربما تصل إلى بداية مرحلة البلوغ. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة نوال أحمد الحسيني للشرح والتفصيل.

أهمية معرفة شخصية الطفل
تتجلى أهمية معرفة شخصية الطفل في فهم الطريقة المثلى للتعامل معه؛ ليتمكن الوالدان من إسعاده وتعليمه بصورة أفضل، واصطحابه إلى الرحلات الممتعة بالنسبة إليه.
التعرف إلى ما يحب الطفل وما يكره يساعد على تربيته وتنشئته بطريقة صحية، بالإضافة إلى إشباع رغباته وفق ما يُحب، فإذا كان مُحباً لتجربة القراءة فيمكن اصطحابه إلى المكتبة.. كمثال.
وعلاوة على كل ذلك، فإن معرفة شخصية الطفل تمهد لوجود حبل تفاهم وتفُّهم لكل ما يعتري الطفل من أفكار، ما يساعد على تقوية العلاقة بين الوالدين وبينه، وبالتالي رجوعه إليهم وقت الحاجة.

شخصية الطفل.. من تصرُفاته
هُناك العديد من التصرُّفات أو الصفات الشخصية العامة تختلف مُستويات التعامل معها من ناحية الطفل، كما أنها تتغير من طفل لآخر، وعادة ما تظهر هذه الصفات قبل السنوات السابقة للبلوغ، ويكتمل ظهورها ببلوغ 10-12 سنة وليس قبل ذلك.
ولكن من وسط هذه الصفات والتصرفات العديدة، هناك 5 سلوكيات رئيسية تمت دراستها من قِبل الأطباء والأخصائيين التربويين، هي التي تحدد شخصية الطفل حالة ظهورها وسنتابعها معاً.

امتلاك الطفل ضميراً يقظاً والاجتهاد خلال يومه
وهي صفة تُشير إلى إمكانية تحمُّل الطفل مسؤولية تصرُّفاته، وقدرته على إنجاز المطلوب منه بجد واجتهاد خلال اليوم، دون إلحاح من جانب الأهل لطلب ذلك، أو محاولات تحقق الأهل أو المُحيطين من إنجاز الطفل للمهمة الموكلة إليه.

انسجام الطفل مع المُحيطين وبناء علاقات معهم
حيث إن الانسجام والتوافق مع الأفراد المُحيطين، والحرص على وجود علاقات اجتماعية وتواصل اجتماعي إيجابي بينه وبينهم علامة على أن الطفل يُمكن له بناء علاقات قوية على المدى الطويل بين زملاء الدراسة أو الأصدقاء عامة.

إبداء الطفل للانفتاح تجاه التجارب والأفكار الجديدة
حيث إن المرونة التي يتمتّع بها الطفل، واستمتاعه بخوض التجارب الجديدة، وتقبل الأفكار التي تبدو غريبة، تشير إلى انفتاح ذهنه وامتلاكه القدرة على تقبُّل الاختلاف، وخلق أجواء يُمكن فيها للجميع الاستمتاع بوقتهم.

سعي الطفل للانبساط والسرور
كما أن ظهور القدرة على الاستمتاع من جانب الطفل بأي موقف، وأخذ الحياة بروح خفيفة ودون التمسُّك الدائم واللازم برأيه، أو العناد الزائد لفعل ما يُريده فقط، يمكنه من قضاء أوقات جميلة وسعيدة مع المُحيطين له، والرغبة في المزيد من الانغماس في النشاطات الاجتماعية.

إظهار الطفل العصبية والتذمر
ولأن الإنسان الطبيعي لا يمتلك الصفات الإيجابية فقط، فإنه يمكن لشخصية الطفل أن تتضمن بعض الصفات السلبية ومنها العصبية؛ حيث نستمع إلى شكواه الدائمة من أي شيء قد يحدث.
بالإضافة إلى امتلاكه العديد من الأفكار السلبية والتي يُرافقها الشعور بالقلق، أو التوتر، أو الاكتئاب بشكل مُستمر خلال اليوم.
وهناك الطفل الذي يتميز بالإبداع والمرونة، وكذلك الفضول، وحس المغامرة، فتجدينه يستمع إلى الموسيقى، يميل إلى قراءة الشعر والأدب، ومشاهدة الفن، وغيرها من الأمور.

الفرق بين الطبع والشخصية
كثيراً ما يختلط الأمر، ولكن كلمة "الطبع" تعني الأمور الفطرية التي يُولد الطفل بها، على عكس الصفات الشخصية التي يُمكن أن يكتسبها أو يُغيّرها الطفل في أثناء فترات الحياة المُختلفة.
ولهذا لا يُمكن القول بأن طبع الطفل هو شخصيَّته، ولكن يُمكن للطبع -هادئ أو عصبي، يميل للصمت أو محب للكلام- أن يؤثر في حدّية الصفات الشخصية أو مرونتها.
وتتضمن الشخصية العديد من الصفات والعوامل النفسية والجسدية والسلوكية التي تُساهم في تكوين الشخصية، والتي يكتمل ظهورها مع بلوغ سنوات المُراهقة، أما الطبع فيُمكن مُلاحظته منذ سنوات الرضاعة أو سنوات الطفولة المُبكِّرة.
والمتعارف أن تغيير طباع الطفل تجاه مواقف الحياة اليومية قد يكون أصعب من تغيير الصفات الشخصية السلبية.

طُرق تطوير شخصية الطفل

هناك بعض الطرق التي يمكن تنمية وتطوير شخصية الطفل من خلالها، وهي:
1-تعريف الطفل بشخصيته: لا يرى الطفل نفسه من خلال إدراكه لشخصيته، بل من خلال آراء مَنْ حوله، ولا يجب أن تكون هذه الآراء إيجابية فقط بذكر الصفات الحميدة في الطفل، وما يتميز به.
لكن عليهم إيضاح سلبياته وعيوبه بشكل صريح، والهدف من ذلك هو مساعدة الطفل على معرفة شخصيته، ونقاط الضعف لديه، ومساعدته على تطويرها.
2- اللعب مع الطفل: عندما يمارس الأهل اللعب مع أطفالهم سيكتشفون المزيد عنهم وعن أنفسهم من جهة، كما يُسرِّع اللعب نمو الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية، ويُساعد في تقويته جسدياً، ومن الضروري ألا يقرر الأب أو الأم نوع اللعبة، بل ترك الأمر للطفل للقيام بذلك.
3-عدم تسمية سلوك الطفل بمعنى عدم تصنيفه: من عادة بعض الآباء إطلاق تسمية على سلوكيات أطفالهم ولا سيما السلبية منها، ما يعيق تطور شخصياتهم بشكلٍ سوي.
وما يجعلهم يرون أنفسهم من خلال الحكم عليهم بهذه التسمية، ويكبرون بناءً على الاقتناع أنهم كذلك، لذا على الأهل الابتعاد عن هذه العادة السيئة، وعن مقارنة الأطفال مع إخوانهم.