logo

مدى الكرمل يعقد مؤتمره السنوي في الناصرة: ‘العلاقات بين الفلسطينيّين في فلسطين التاريخية‘

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
27-05-2023 14:45:26 اخر تحديث: 27-05-2023 17:31:01

عَقدَ مدى الكرمل - المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، اليوم السبت، مؤتمره السنويّ للعام 2023، في فندق "رمادا اوليفييه" في الناصرة. يُداوم مدى الكرمل على عَقْد مؤتمره هذا كلّ عام،

بحيث يطرح فيه سنويًّا مسألة أو قضيّة راهنة تتعلّق بحياة الفلسطينيّين في إسرائيل، ويُناقشها من عدّة زوايا أو جوانب، منها الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها. في العام الماضي، على سبيل المثال، تَناولَ المُؤتمر قضيّة العنف والجريمة لدى المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، فيما تناول في العام الذي سبقه موضوعَ تبعات جائحة الكورونا وهبّة الكرامة على المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل. أمّا في هذا العام، فتناول المؤتمر مسألة يعبّر عنها العنوان: "العلاقات بين الفلسطينيّين في فلسطين التاريخيّة: ديناميّات اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة".

وجاء في بيان صادر عن مركز مدى الكرمل وصلت نسخة عنه لموقع بانيت وصحيفة بانوراما: "على الرغم من مُحاولات النظام الاستعماريّ الإسرائيليّ فصل وعزل أجزاء الشعب الفلسطينيّ جغرافيًّا، وعلى الرغم من تطبيق إسرائيل لأساليب قمع مُتباينة للفئات الفلسطينيّة في السياقات الجغرافيّة المُختلفة والتي تُؤدّي بدورها إلى إفراز فروق اجتماعيّة واقتصاديّة مُختلفة، ومُعايَشات يوميّة مُختلفة، وكذلك نضالات مختلفة؛ إلّا أنّ هبّة الكرامة في عام 2021 أنتجت أنساق مُقاومة ونضال جامعة للفلسطينيّين قاطعة لحدود فلسطين التاريخيّة. الحالة التي تمخّضت عنها هبّة الكرامة، خلقت حاجة لمُعالجة مسألة العلاقات بين الفلسطينيّين على طرفي الخط الأخضر، ومن هنا وُلدت فكرة هذا المؤتمر، بدافع تسليط الضوء على مُحاولات الشعب الفلسطينيّ لمحو الخطّ الأخضر من خلال العمل النضاليّ والتضامنيّ والتكافليّ المشترك القاطع لحدود فلسطين التاريخيّة كلّها".

وتابع البيان: "من جانب آخر، كان هناك حاجة لتسليط الضوء على الصدع، الذي نجح الواقع الاستعماريّ، في خلقه بين الفلسطينيّين نتيجة هذا التقسيم والفصل، والتمركز بأشكال العلاقات الاستعلائيّة، الاستغلاليّة، الطبقيّة، والمصلحة التي تشكّلت في أعقاب هذا الواقع. على هذا الأساس، ركّز المُؤتمر هذا العام على تأثير السياق الاستعماريّ على النسيج الاجتماعيّ والسياسيّ والثقافيّ بين الفلسطينيّين في المناطق المختلفة، فضلًا عن محاولته تسليط الضوء على ديناميكيّات وأنماط العلاقات بين المجموعات المختلفة في ظلّ الواقع السياسيّ المركَّب".

"قراءة في استطلاع الرأي"
افتتح المُؤتمر السنويّ لهذا العام كل من د. جوني منصور، المُؤرّخ وعضو الهيئة الإداريّة في مدى الكرمل. ود. مُهنّد مُصطفى؛ المُدير العام لمدى الكرمل. أعقبَ الكلمات الافتتاحيّة، قراءة في استطلاع الرأي الذي نهج مدى الكرمل تعميمه على الفلسطينيّين في إسرائيل، فيه أسئلة ثابتة بشأن مواقفهم وتصوُّراتهم للوضع السياسيّ القائم في البلاد، ومكانتهم القوميّة والمدنيّة. بالإضافة إلى ذلك، شمل الاستطلاع هذا العام على أسئلة "تُحاول أن تتبيّن آراء الفلسطينيّين تجاه منظومة العلاقات مع الفلسطينيّين في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1967، في الجوانب السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة". قام بتحليل الاستطلاع لهذا العام، وعرض نتائجه د. سامي محاجنة، مُحاضر مُشارك في مَجَالَي التربية وعلم النفس في الكلّيّة العربيّة الأكاديميّة- "بيت بيرل"، بمحاضرة، عنوانها "علاقات على الأطراف: قراءة في استطلاع طبيعة العلاقات بين فِئتي المُجتمع الفلسطينيّ على طّرفي الخطّ الأخضر".

مشاركة واسعة 
وشَاركَ في المُؤتمر هذا العامَ كوكبةٌ من الأكاديميّين والباحثين والسياسيّين والناشطين، انقسمت مُداخلاتهم على جلستين: في
 الجلسة الأولى "العلاقات الاقتصاديّة: مُقاربات اجتماعيّة وسياسيّة"، والتي رأسها د. إمطانس شحادة، مُدير وحدة السياسات في مدى الكرمل؛ عُرضت ثلاث مُداخلات، هي التالية: مداخلة بعنوان "آفاق التعاون والتكامل الاقتصاديّ الفلسطينيّ عبر الخط الأخضر"، عرضها د. رابح مُرار (مُدير البحوث في معهد ماس وأستاذ مساعد للاقتصاد في جامعة النجاح)، مُمثّلًا عن معهد ماس. فيما ألقت د. عرين هوّاري، مُديرة برنامج الدراسات النسويّة، مُداخلة بعنوان "بين شقّين: شعب يُمارس وحدته وانشطاره: العلاقة التجاريّة بين الفلسطينيّين من داخل الخط الأخضر ومن جنين". في المُداخلة الأخيرة من هذه الجلسة، عرضَ السيّد مُحمّد قعدان، طالب الماجستير في علم الاجتماع بجامعة كوليدج دبلن بإيرلندا، مُداخلة بعنوان "الحكم العسكريّ والتهريب وصنع الحدّ: تبعثر العلاقات الفلسطينيّة وترميمها على خطّ الهُدنة". عقّب على هذه الجلسة، د. يوسف عواودة، المُحاضر السابق في جامعة النجاح، والرئيس السابق لمجلّس كفر كنّا المحلّيّ.

ترأست الجلسة الثانية، والمُعنونة "العلاقات الاجتماعيّة: مُقاربات تربويّة ونسويّة"، د. هوازن يونس، المُحاضرة في الكلّيّة الأكاديميّة-نتانيا، كُلّيّة أونو ومركز الدراسات الأكاديميّ-روبين. تحدّثت فيها د. إسلام أبو أسعد، الباحثة في علم الاجتماع التربويّ بمُداخلة، عنوانها: "تصوّرات وتطبيقات التربويّين لسياسات التقويم والاحتواء تّجاه التلاميذ الفلسطينيّين من الضفّة الغربيّة في المدارس العربيّة في إسرائيل". كذلك، عرضت د. سهاد ظاهر-ناشف، المُحاضرة في علم اجتماع الصحّة في كلّيّة الطبّ، في جامعة كيل بالمملكة المُتّحدة، لمُداخلة بعنوان: "رحلة جبليّة، رحلة صعبة: التجربة المُعيشة للنساء الفلسطينيّات من المناطق المُحتلة عام 1967، المُتزوّجات والمُقيمات داخل الخطّ الأخضر". عقّبت على هذه الجلسة السيّدة هيلانا إغباريّة، ناشطة اجتماعيّة، ومُديرة مكتب الخدمات الاجتماعيّة ببلديّة أم الفحم.

ختامًا، قام مدى الكرمل ببثّ جميع الجلسات على مواقع التواصل الاجتماعيّ للمركز، فيما يعتزم نشر كتابًا يحتوي على جميع مُداخلات وأوراق المُؤتمر. في نهاية المُؤتمر، قام مدى الكرمل بتوزيع المنح على طلبة الماجستير والدكتوراه المُشاركين في سمينار طلبة الدراسات العليا لمدى الكرمل.


تصوير بانيت