logo

منظمة الصحة تحذر من خطر بيولوجي بالسودان وهدوء يسمح بفرار المزيد

تقرير رويترز
25-04-2023 14:54:21 اخر تحديث: 25-04-2023 16:05:09

الخرطوم (تقرير رويترز) - انحسر القتال في السودان الليلة الماضية بعد أن وافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة،



(Photo by AFP) (Photo by -/AFP via Getty Images)


مما سمح للمزيد من السودانيين بالفرار يوم الثلاثاء وللدول الأجنبية بإجلاء مواطنيها.
غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت من "خطر بيولوجي كبير" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد سيطرة أحد طرفي القتال الدائر في السودان على معمل يحتوي على مواد منها مسببات الحصبة والكوليرا وأخرجت الخبراء الفنيين منه.

واندلع صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان، مما أدى إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات للقتال الذي أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصا وإصابة ما يزيد على 4000 آخرين وانقطاع المياه والكهرباء وعدم توافر المواد الغذائية في بلد يعتمد بالفعل على المساعدات.
ونقلت دول أجنبية موظفي سفاراتها جوا من العاصمة الخرطوم بعد عدة هجمات على دبلوماسيين، ومنها مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية بالرصاص بينما كان في طريقه إلى عمله. وتنفذ بعض الدول أيضا عمليات إجلاء لمواطنيها.
وبدأت الحكومة البريطانية يوم الثلاثاء عملية إجلاء كبرى لمواطنيها بطائرات عسكرية من مطار إلى الشمال من الخرطوم. وقالت فرنسا وألمانيا إن كلا منهما أجلت ما يزيد على 500 من مختلف الجنسيات.
كما استغلت الأسر السودانية فترة الهدوء للخروج من منازلها، بعد قتال عنيف استمر لما يزيد على أسبوع، والبحث عن وسائل لنقلهم إلى بر الأمان. ويخشى السكان من أن يؤدي نزوح الأجانب الجماعي إلى تعريض حياتهم لخطر أكبر.
وقالت انتصار محمد الحاج، وهي من سكان الخرطوم، إن أطفالها كانوا يختبئون تحت الأسرة من دوي الانفجارات قبل أن تفر الأسرة إلى مصر. وأضافت أن أصعب لحظة مرت بها كانت عند التفكير في مغادرة السودان.

وفر عشرات الآلاف، بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة، في الأيام القليلة الماضية إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، على الرغم من الاضطرابات والظروف المعيشية الصعبة بها.
ومع مغادرة المدنيين للخرطوم في سيارات وحافلات، صارت شوارع العاصمة شبه خاوية وانحسرت فيها مظاهر الحياة اليومية العادية مع بقاء الموجودين في المدينة داخل منازلهم.
ويظهر مقاتلو قوات الدعم السريع في أنحاء كثيرة من المدينة بينما ينتشر الجيش في مناطق أخرى.
ويتدهور بسرعة وضع أولئك الذين بقوا في ثالث أكبر دولة في أفريقيا والتي كان ثلث عدد سكانها البالغ 46 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدات حتى قبل اندلاع العنف. وعبر البعض عن استيائه من رحيل بعض وكالات الإغاثة الدولية والدبلوماسيين.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه قلص أنشطته بسبب الاشتباكات.

"جثث منتشرة في الشوارع"
قال أحد سكان الخرطوم، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه يخشى من أن تواصل القوات المتحاربة اشتباكاتها دون اكتراث بوجود المدنيين في ظل وجود عدد أقل من المراقبين الدوليين.
وقال نعمة سعيد عابد ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان في حديثه للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو إنه جرى إخراج الخبراء الفنيين من (المعمل القومي للصحة العامة)، الذي يوجد به كذلك بنك للدم بعد سيطرة أحد طرفي الصراع في السودان عليه. ولم يحدد الطرف الذي سيطر على المعمل.
وأضاف "ما يثير قلقنا بشكل أساسي هو عدم قدرة الفنيين على الذهاب إلى المعمل واحتواء المواد البيولوجية ومواد أخرى على نحو آمن".
ودعا ياسر عرمان القيادي الكبير في تحالف قوى الحرية والتغيير المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى المساعدة في إعادة المياه والكهرباء وإرسال المولدات إلى المستشفيات.
وقال "هنالك جثث منتشرة في الشوارع ومرضى لا يجدون العلاج وانقطاع المياه والكهرباء، لا بد من توظيف الهدنة في ترك المواطنين للقيام بإكرام الموتى ودفنهم".
وأفادت منظمات تابعة للأمم المتحدة بشح الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود وضعف الاتصالات والكهرباء وارتفاع حاد لأسعار السلع. وأفاد سكان بأن سعر تذكرة الحافلة إلى مصر قفز ستة أمثال إلى 340 دولارا.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق هدنة لمدة 72 ساعة، والتي جرى الاتفاق عليها يوم الاثنين، بمهاجمة موقع لقواتها بالقصر الرئاسي بالخرطوم.
واتهمت وزارة الخارجية قوات الدعم السريع بمهاجمة دبلوماسيين، مشيرة إلى مقتل الدبلوماسي المصري.
وقالت القوات المسلحة السودانية إن الولايات المتحدة والسعودية توسطتا من أجل وقف إطلاق النار. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أول من أعلن التوصل إلى اتفاق وقال إنه جاء بعد مفاوضات مكثفة على مدى‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬يومين. ولم يلتزم طرفا الصراع بعدة اتفاقات هدنة مؤقتة سابقة.
وسمع شاهد من رويترز دوي إطلاق نار متقطع صباح يوم الثلاثاء في مدينة أم درمان المتاخمة للعاصمة.
وقبيل إعلان الهدنة مساء يوم الاثنين هزت ضربات جوية واشتباكات على الأرض أم درمان، كما وقعت اشتباكات في الخرطوم.
وملأ دخان قاتم السماء بالقرب من المطار الدولي وسط الخرطوم، بالقرب من مقر القيادة العامة للجيش، كما هزت قذائف مدفعية المناطق المحيطة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن العنف في بلد يقع بين البحر الأحمر والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل في أفريقيا "ينذر بتصاعد كارثي للحرب في السودان يمكن أن يمتد إلى المنطقة بأسرها وإلى خارجها".


 (Photo by AFP) (Photo by -/AFP via Getty Images)

 (Photo by AFP) (Photo by -/AFP via Getty Images)