logo

عمران كنانة رئيس مجلس يافة الناصرة السابق : ‘مشروع دار البلدية تحول من نعمة الى نقمة – مش حرام ؟‘

من بيداء ابو رحال مراسلة موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-04-2023 08:24:12 اخر تحديث: 18-04-2023 10:38:27

قال عمران كنانة عضو جبهة وحدة يافة الناصرة ورئيس المجلس المحلي السابق في يافة الناصرة " أن مشروع إقامة دار البلدية

في يافة الناصرة تحول من نعمة في الدورة السابقة الى نقمة في الدورة الحالية ".
جاءت أقوال كنانة هذه في سياق مقابلة أجرتها معه مراسلة موقع بانيت وصحيفة بانوراما بعد مطالبة جبهة وحدة يافة الناصرة بتجميد المشروع.
وقال كنانة :" في الدورة السابقة في اطار مخطط 922 للتطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، قررت وزارة الداخلية عام 2016 - 2017 تشجيع كافة البلدات العربية لتوفير مصروفاتها وزيادة مدخولاتها عن طريق بناء ابنية لمجالس محلية وبلديات تتسع لكافة احتياجات هذه البلدات للمستقبل البعيد . 
بواسطة هذه الخطة سنتوقف عن استئجار المباني والمساحات التي تكلفنا مبالغ باهظة كل عام وبنفس الوقت نساهم بزيادة فائض من البناء والمساحات لنؤجره لمؤسسات مختلفة حتى نزيد من مدخولاتنا ". 

وتابع كنانة حديثه قائلاً : "هذا المشروع الحيوي والقيم تبنيناه في مجلس محلي يافة الناصرة، وقمنا بتحضير قطعة ارض في حي اللقوم مساحتها تبلغ 3 ونصف دونم بجانب مسجد عمر المختار، وحضرنا كذلك ميزانية قدرها 20 مليون شيكل، 9 مليون شيكل منها كان مصدرها من هبة الموازنة التي اعطتنا إياها وزارة الداخلية والمبلغ المتبقي أي 11 مليون شيكل كان قرضاً للامد البعيد . عملنا على ان يكون مخطط البناء يلبي كافة احتياجاتنا لسنوات طويلة. لكن في نهاية الدورة الحالية اتى رئيس المجلس بمجسم غريب وعجيب وضخم، لا نعلم من اين اتى به، وقام بنقل الموقع من حي اللقوم الى حي المنطقة الجنوبية ووضعه على مساحة 17 دونما، والميزانيات المقررة والمتوقعة لهذا المشروع بلغت الـ 60 مليون شيكل. ومن هنا تحول المشروع من نعمة الى 3 نقمات وليس نقمة واحدة ".

" اعتبر هذا الامر جرم كبير"
واردف كنانة قائلاً: "النقمة الأولى هي قضية الأرض فقبل قيام الدولة حتى يومنا هذا نواجه صراع على قضية الأرض، بسبب وجود نقص كبير في عدد الأراضي الامر الذي لا يساعدنا في تلبية احتياجات المواطن، مثل بناء مناطق صناعية ، بناء شقق للازواج الشابة وغيرها. كنا نريد ان نقتصد ونكون حريصين على الأرض، لكن بعد حصول هذا التغيير واستغلال 17 دونم لبناء مبنى المجلس المحلي ستضيع هذه المساحة هباءً. انا كنت رئيس مجلس محلي على مدار 10 سنوات وتجولت في مختلف البلدات والمناطق في البلاد ولم أرى أي مبنى لبلدية كهذا بل جميعها ابنية متواضعة وعادية. المواطن لا يريد الدخول الى المجلس المحلي لتلقي نقاهة ، بل لديه مشكلة يرغب في حلها ويريد تلقي خدمة، لذلك اعتبر هذا الامر جرم كبير ، تضييع 17 دونم في سبيل بناء مبنى فخم بينما نستطيع بناء مبنى على مساحة 3 دونم".

" مثل هذه المشاريع غير المدروسة أدت الى افلاس بلداتنا"
وأضاف كنانة : " هذه الدونمات التي سيتم بناء المبنى عليها لم تكن ارض زراعية لا توجد لها أي حاجة، بل تضمنت مخططا للمنطقة الجنوبية أي قرية تعليمية ومنشئات أخرى تخدم المنطقة الجديدة التي تضم حوالي 10 الاف نسمة، فهم بحاجة الى منشئات تربوية وتعليمية وثقافية ورياضية. نحن قد بدأنا عام 2018 بمد البنى التحتية للأراضي الخاصة بالتعاون مع وزارة الإسكان، والتي قمنا بتسويق قسم منها بلغ عددها 200 قسيمة بناء. والمشكلة هنا أيضا انه بجانب البلدية يوجد مشروع مصادق عليه منذ عام 2018 وهو عبارة عن بناء 504 شقق سكينة بالتعاون مع وزارة الإسكان، ولكن للأسف تم إيقاف المشروع بسبب التخطيط الجديد لمبنى البلدية، فلو اكملنا في هذا المشروع لكان الأزواج الشابة الان يسكنون في هذه الشقق والان المجلس المحلي يبحث عن بدائل للاحتياجات التعليمية . 
وأشار كنانة الى النقمة الثالثة بسبب المخطط الجديد قائلا: "تعيش بلداتنا العربية على تكملة الدخل وهي مستضعفة ونعرف ان ميزانياتنا السنوية تصل فقط الى 15% من هبة الموازنة حتى نستطيع تقديم الخدمات الأساسية لأهل بلدنا. لا يعقل ان يكون هناك شخص يعيش على تكملة الدخل ويقوم ببناء قصر، هذا امر غير منطقي، كما قال المثل " على قد فراشك مد رجليك" .

مشاريع ضخمة كهذه وغير مدروسة أدت الى افلاس بلداتنا، كل موارد البلد ستذهب الى دار البلدية بينما يوجد في سلم اولوياتنا العديد من المشاريع التي تحتاج الى ميزانيات كبيرة، ومن الأولى ان ننفذها اولاً " . 
واختتم كنانة حديثه قائلاً: "في الدورة السابقة قمنا بتهيئة 5 مناطق سكنية جديدة مثل الحي الجنوبي وكنا على وشك ان ننهيها، وفي هذه المرحلة قاموا بانهاء منطقة رقم 5 وهي الابنية ومراح الغزلان وهناك 4 مناطق على وشك ان تتم المصادقة عليها. المواطنون لا ينتظرون ان يروا مبنى بلدية بينما لا يستطيعون ان يقدموا للحصول على رخصة، هذا التبذير في الأرض والميزانيات يناقض الهدف الذي سعت اليه الخطة الاقتصادية وهي التوفير بالمصروفات وزيادة المدخولات. لذلك هناك أوساط كبيرة في البلد تطالب بتجميد المشروع واعادة النظر به ودراسته جيداً، وان تتم أيضا إقامة نقاش جماهيري حول المشروع قبل فوات الأوان " .

تعقيب مجلس يافة الناصرة
مراسلة موقع بانيت وصحيفة بانوراما توجهت لرئيس المجلس المحلي في يافة الناصرة، ماهر خليلية وطلبت تعقيبه على الموضوع وعلى أقوال كنانة، الا انه ولغاية هذه الساعة لم يصلنا التعقيب من رئيس المجلس الذي قال انه سيعقب على الموضوع بشكل رسمي.
في حال وصل لموقع بانيت وصحيفة بانوراما تعقيب من طرف رئيس مجلس يافة الناصرة، سنقوم بنشره بالسرعة الممكنة .