logo

لأول مرة في المجتمع العربي : عرض مسرحي متاح للمكفوفين في الناصرة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
17-03-2023 12:56:40 اخر تحديث: 17-03-2023 13:00:48

أطلقت جمعية المنارة لدعم أصحاب التحديات في احتفالية مميزة، العرض النموذجي المتاح الأول من نوعه في المجتمع العربي لمسرحيتها "حين أبصر أمير"،

والذي حضره العشرات من أصحاب التحديات، ذويهم، مدراء مدارس ومربيين، ممثلين، ناشطين وداعمين للمنارة، والذي أقيم في قاعة مسرح الحنين في الناصرة.
جاءت فكرة المسرحية في أعقاب نجاح قصة المنارة للأطفال "حين أبصر أمير" والتي كتبها د. جودت عيد، حيث ارتأت المنارة أن تقوم بتحويلها إلى عرض مسرحي شيّق وهادف، يوصل رسالة مجتمعية وفكرة توعوية في مواضيع حالكة أبرزها التعامل مع أصحاب التحديات، العنف، التنّمر، الحذر على الطرق وغيرها. تدور أحداث المسرحية حول قصة أمير، الولد العصبي والمتنمر، والذي يعيش برفقة أمه (الأرملة) واخته بنان، اللتان تعانيان من غضبه المتكرر وتصرفاته العنيف، وتشاء الأقدار أن يتعرض أمير لحادثة دهس تفقده بصره، وهنا تبدأ الحكاية.
بعد تحقيق العرض المسرحي "حين أبصر أمير" نجاحا كبيرا، وتقديمه في العديد من بلدان المجتمع العربي، قامت المنارة باقتناء أجهزة حديثة لإتاحة البرامج من خلال خاصية الوصف الصوتي، والبدء بمشوار الاتاحة من خلال مسرحيتها، إيمانا منها بأهمية حق الاتاحة لأصحاب التحديات عامة وأصحاب التحديات البصرية والسمعية خاصة. تُرجمت إتاحة العرض من خلال خاصية الوصف الصوتي لأصحاب التحديات البصرية بتقديم من عضوة طاقم المنارة نغم زعبي، ومن خلال ترجمة المسرحية بلغة الإشارة لأصحاب التحديات السمعية بتقديم المترجمة عبير عمري.
رغم شح العروض المتاحة بلغة الإشارات، فإننا نرى الوعي تجاهها ونرى بعضا منها بين الحين والآخر، وخاصة في البرامج الثقافية والنشرات الإخبارية، ومقارنة به، نرى أن مصطلح وتقنية الوصف الصوتي ما زال مجهولا وغير معلوم خاصة في مجتمعنا العربي. الوصف الصوتي خاصية عالمية حديثة ظهرت في السنوات القليلة الأخيرة، والتي تهدف إلى منح صاحب التحدي البصري الاستقلالية الكاملة والحرية في متابعة العروض المرئية، من خلال سرد الأحداث المعروضة التي تدور أمام الشخص صاحب التحدي، وخاصة التي لا يرافقها أي حوار أو رد فعل مسموع وواضح، في كافة الأعمال المصورة أو المعروضة مثل: مسرحيات، عروض فنية، برامج تلفزيونية، مباريات رياضية، أفلام مصورة بكافة أنواعها وغيرها.
يتم تأهيل شخص مهني يقوم بالوصف الصوتي لكافة الأحداث التي يتم عرضها بوصف دقيق يصور لصاحب التحدي البصري كافة الأحداث التي تدور أمامه، بما في ذلك الحركات الجسدية، تعبيرات الوجه، الأزياء والملبوسات، تغيير الخلفيات والمشاهد، المشاعر، الحالة النفسية وما يشابه ذلك من المقاطع.

" سعادة غامرة "
أبدع الممثلون في أداء وتقمص أدوارهم، حيث نجح الشاب محمد اياد أمون في أن يبدع في تقمصه لشخصية أمير الولد العنيف والولد صاحب التحدي، وكذلك الممثلة رنين سويد في أداء دور الأخت بنان التي تتخاصم مع اخيها ولكنها تكن له كل الحب والتقدير، والممثلة أسيل شوقي أبو دبي في دور الأم التي تخوض تحديات الحياة ومشاقها لتربية أبناءها وتنشئتهم، ولا ننسى المرافقة التقنية من سالم كيوف.
بسعادة غامرة وأجواء مميزة، قام المحامي عباس عباس مدير عام المنارة، وبرفقته الفنان القدير لطف نويصر مدير مسرح الحنين، بتكريم كافة العاملين في المسرحية من ممثلين، تقنيين ومترجمين، شكرا وعرفانا لهم على تميّزهم واسهامهم في إنجاح هذا العرض النموذجي الأول من نوعه في المجتمع العربي.
وفي حديث مع المحامي عباس عباس، أعرب فيه عن سعادته وشكره لكل من حضر وساهم في هذا النجاح، وأكد على ضرورة الوعي تجاه حق أصحاب التحديات في الاستمتاع بكامل الاتاحة في كافة العروض الفنية من خلال الوصف الصوتي، ووجه لكل المخرجين، الممثلين، المصورين والمقدمين على خشبات المسرح وعبر الشاشات، دعوة للاستفادة من خبرة وأجهزة المنارة للوصف الصوتي ودمجها في كافة عروضهم وابداعاتهم الفنية.
وتقدمت المنارة بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة والرياضة على دعمها، الذي مكّن المنارة من اخراج هذا العمل إلى النور.


صور وصلت لموقع بانيت من جمعية المنارة