logo

ناجون من زلزال تركيا يعيدون النظر بشأن تأييد أردوغان في الانتخابات

تقرير رويترز
08-03-2023 12:14:51 اخر تحديث: 09-03-2023 08:08:31

كان من الممكن أن يعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دعم الناخبين القوي في تشيغدم تيب وقرى وبلدات أخرى في جنوب شرق البلاد في الماضي،


 (Photo by ADEM ALTAN/AFP via Getty Images)

لكن الزلزال المدمر وبطء عمليات الإنقاذ ألقى بالضبابية على الدعم الذي كان مخلصا له ذات يوم.
وهناك دلائل على أن حزب أردوغان، العدالة والتنمية، يدرك بشكل متزايد أنه لا يمكن أن يضمن الأصوات التي كانت مؤيدة له سابقا، إذ يتحدث مسؤولون عن تسريع خطط إعادة البناء قبل الانتخابات المقررة في مايو أيار، والتي قد تكون الأصعب خلال أكثر من عقدين لأردوغان في السلطة.
وقال سائق شاحنة في تشيغدم تيب الواقعة في إقليم كهرمان مرعش الذي دمر الزلزال مراكز حضرية فيه بأكملها "هذه القرية بأكملها صوتت لصالح حزب العدالة والتنمية حتى ولو لم يعرف أي أحد السبب".
وأضاف "الزلزال غير رأينا بالتأكيد لأن أول فرق الاستجابة والخيام تأخرت كثيرا في الوصول".
ومن الصعب تحديد حجم التحدي الذي يواجهه أردوغان نظرا لنقص استطلاعات الرأي في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، ترددت المعارضة قبل الاتفاق أخيرا على مرشح لمواجهة أردوغان، مما أثار قلق الناخبين، بينما يقول خبراء إن المتضررين من الزلزال يمكن أن يغيروا رأيهم بسرعة.
لكن مقابلات أجرتها رويترز مع قرابة 30 من السكان في الأسبوع المنصرم في كهرمان مرعش وأديامان وغازي عنتاب، وهي أقاليم تنتشر فيها الخيام البيضاء وسط المباني المتضررة أو المنهارة، تشير إلى تحول في الولاء حتى بين من كانوا ذات يوم متعصبين في تأييدهم لأردوغان.

معارضة غير مقنعة
وأعلنت كتلة المعارضة الوسطية أخيرا يوم الاثنين اختيار كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010 مرشحا لها. وصوتت المنطقة بنسبة 65 بالمئة أو أكثر لصالح حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية في الانتخابات السابقة عام 2018. وقال كثير من السكان لرويترز إن المعارضة تأخرت في اختيار مرشح وإنهم لن يدعموا سوى مرشح له جذور قومية مثل رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش الذي من المقرر أن يكون أحد نواب قليجدار أوغلو حال فوزه بالرئاسة.
وسخر أحد تجار مواد البناء في أديامان، وهي مدينة يقطنها 650 ألف نسمة تحولت المنطقة المركزية فيها إلى أرض قاحلة من أنقاض المباني، من فكرة أن يصبح قليجدار أوغلو رئيسا.
كما قال محاسب شاب في المدينة إنه يعتزم الإدلاء بصوته للمرة الأولى على الإطلاق للمعارضة ولكن فقط إذا كان المرشح "شخصا لا يحظى بالأضواء لكنه فعال مثل ياواش".

"ليس من الحكمة إجراء الانتخابات"
وطرح مسؤولون فكرة تأجيل الانتخابات ولكن سرعان ما تم التراجع عنها والمضي قدما في إجرائها في الموعد المحدد في 14 مايو أيار، وهو قرار يصعب على البعض فهمه. وقال موظف في قطاع التأمين يدعى محمود "ليس من الحكمة إجراء انتخابات في مايو. الناس متضررة، ما زلنا نتألم".
وروى محمود أنه ظل يسمع أصوات أبناء عمه ليومين من تحت الأنقاض بعد الزلزال قبل أن تنقطع. وأشار إلى أن طلب أردوغان الصفح لاقى ردود فعل سلبية، مضيفا أنه عادة ما يصوت لحزب الحركة القومية.
وقال "هناك الكثير ممن يريدون التصويت للمعارضة... ويمكنني أنا أيضا ذلك، لكنني لن أصوت لصالح قليجدار أوغلو لأنه لم يفز في أي انتخابات".